حديث: فتنة عمياء صماء بكماء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول النبي ﷺ: ويل للعرب من شر قد اقترب

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ويلٌ للعرب من شر قد اقترب، من فتنة عمياء صماء بكماء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ويل للساعي فيها من اللَّه تعالى يوم القيامة»

حسن: رواه نعيم بن حماد في الفتن (٤٦١)، وصحّحه ابن حبان (٦٧٠٥) كلاهما من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث (هو سالم المدني)، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ويلٌ للعرب من شر قد اقترب، من فتنة عمياء صماء بكماء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ويل للساعي فيها من اللَّه تعالى يوم القيامة»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من فتن عظيمة ستقع، ويبين خطورتها وصفاتها، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● ويل: كلمة وعيد وتهديد، تدل على شدة العذاب أو الهلاك، وهي وادٍ في جهنم.
● العرب: المقصود هنا عموم أهل الإسلام في ذلك الزمان، لأن اللغة السائدة كانت العربية وهم غالب المسلمين.
● شر قد اقترب: الشر هو الفتن والقتال والاختلاف الذي سيحصل بين المسلمين.
● فتنة عمياء صماء بكماء:
● عمياء: لا تُبصر الحق ولا تميزه من الباطل.
● صماء: لا تسمع النصيحة ولا الكلمة الطيبة.
● بكماء: لا ينطق أحد بالحق أو يجرؤ على قوله.
● القاعد... القائم... الماشي... الساعي: درجات متفاوتة من المشاركة في الفتنة، فالقاعد هو الجالس غير المشارك، والقائم هو الواقف ربما ينتظر أو يستعد، والماشي هو من يمشي نحوها، والساعي هو المسرع والمتحمس لها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن شراً عظيماً سيحل بالمسلمين (العرب في ذلك الوقت)، وهي فتنة شديدة لا يميز فيها الناس بين الحق والباطل، ولا يسمعون لناصح، ولا يتكلم أحد بالحق خوفاً من الأذى.
ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن السلامة في البعد عنها وعدم المشاركة فيها، فكلما كان الإنسان أبعد عن الفتنة وأقل مشاركة فيها، كان ذلك أفضل له وأكثر سلامة لدينه.
● القاعد فيها خير من القائم: الذي يجلس في بيته ولا يشارك فيها أفضل ممن يقف ويترصد أخبارها ويشاهدها.
● والقائم فيها خير من الماشي: الواقف المتفرج خير ممن يمشي ويتجه نحو مكان الفتنة.
● والماشي فيها خير من الساعي: الماشي الذي قد يتباطأ خير من المسرع المتحمّس للفتنة.
● ويل للساعي فيها: هنا تبدأ المشاركة الفعلية، فالساعي هو الذي يبذل الجهد ويشارك فيها، وهذا وعيد شديد له.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن: وهذا من رحمته بأمته، حيث حذرهم من الشر قبل وقوعه.
2- خطورة المشاركة في الفتن: وأن المسلم يجب أن يبتعد عن مواطن الشبهات والفتن، ويحافظ على دينه.
3- فضل السلامة وعدم الخوض في الفتن: لأن الفتنة قد تذهب بالدين، فلا يعرف الإنسان الحق من الباطل.
4- التدرج في المشاركة: فالمسلم قد يبدأ متفرجاً ثم يصبح مشاركاً، فيجب الحذر من الخطوات الأولى.
5- الوعيد الشديد للمتحمسين للفتنة: الذين يسعون فيها ويحرّضون عليها، فهذا تهديد شديد من الله تعالى.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه الفتنة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم هي الفتن التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم، مثل وقعة الجمل وصفين، والتي كان فيها قتال بين المسلمين.
- الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، بل يخبر عن الغيب الذي أطلعه الله عليه.
- من الحكمة في الابتعاد عن الفتن أن الإنسان قد لا يستطيع التمييز بين الحق والباطل في زحامها، فيقع في الإثم وهو لا يدري.
- الواجب على المسلم عند وقوع الفتن أن يعتزلها، ويلزم بيته، ويحافظ على صلاته ودينه، ولا ينحاز لأحد إلا إذا ظهر له الحق بوضوح.
نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبت قلوبنا على دينه.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه نعيم بن حماد في الفتن (٤٦١)، وصحّحه ابن حبان (٦٧٠٥) كلاهما من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث (هو سالم المدني)، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد العزيز بن محمد الدراوردي فإنه حسن الحديث.
وقوله: «القاعد فيها خير من القائم. . . والماشي فيها خير من الساعي» متفق عليه من حديث أبي هريرة، وهو مذكور في موضعه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فتنة عمياء صماء بكماء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي

  • 📜 حديث: فتنة عمياء صماء بكماء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فتنة عمياء صماء بكماء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فتنة عمياء صماء بكماء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فتنة عمياء صماء بكماء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب