حديث: يَدْرُسُ الإِسْلامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حديث حذيفة في خطبة النبي ﷺ وبيانه وما يكون إلى قيام الساعة

عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يَدْرس الإسلام كما يَدْرس وَشْيُ الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك، ولا صدقة، وليسرى على كتاب اللَّه عز وجل في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس والشيخ الكبير والعجوز، يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا اللَّه، فنحن نقولها» فقال له صلة: ما تُغْني عنهم لا إله إلا اللَّه، وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يُعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة، تنجيهم من النار، ثلاثا.

صحيح: رواه ابن ماجه (٤٠٤٩)، والحاكم (٤/ ٤٧٣) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكره.

عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يَدْرس الإسلام كما يَدْرس وَشْيُ الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك، ولا صدقة، وليسرى على كتاب اللَّه ﷿ في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس والشيخ الكبير والعجوز، يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا اللَّه، فنحن نقولها» فقال له صلة: ما تُغْني عنهم لا إله إلا اللَّه، وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يُعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة، تنجيهم من النار، ثلاثا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام ابن ماجه في سننه وغيره، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «يَدْرُسُ الإسلام كما يَدْرُسُ وَشْيُ الثوب، حتى لا يُدْرَى ما صِيام ولا صلاة ولا نُسُك ولا صدقة، وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ ﷻ فِي لَيْلَةٍ، فَلا يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَنَحْنُ نَقُولُهَا». فقال له صِلَّةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَهُمْ لا يَدْرُونَ مَا صَلاةٌ وَلا صِيامٌ وَلا نُسُكٌ وَلا صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ: يَا صِلَّةُ، تُنَجِّيهِمْ مِنَ النَّارِ. ثَلاثًا.


1. شرح المفردات:


● يَدْرُسُ: يضمحلّ ويَزول ويَبلى.
● وَشْيُ الثوب: النقش والزخرفة التي تكون على الثوب، والتي تبلى وتزول مع كثرة الاستعمال والغسل.
● نُسُك: هنا بمعنى العبادة بصفة عامة، أو الذبح والتقرب إلى الله بالقرابين.
● يُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ: يُرفع ويُزَال من المصاحف والقلوب، فلا يبقى منه شيء.
● طوائف من الناس: جماعات قليلة متفرقة.
● تُغْنِي: تنفع وتكفي.
● تُنَجِّيهِمْ: تخلصهم وتوقيهم.


2. شرح الحديث:


يصف النبي ﷺ في هذا الحديث حالة من الضعف والاضمحلال ستمر بها الأمة الإسلامية في آخر الزمان، حيث يزول العلم الشرعي، وتُنسى تعاليم الإسلام شيئًا فشيئًا، كما يبلى نقش الثوب ويضمحل، حتى يصل الأمر إلى أن الناس يجهلون أركان الإسلام الأساسية من صلاة وصيام وزكاة ونسك.
ثم يأتي أمر عظيم، وهو رفع القرآن الكريم من الصدور والمصاحف في ليلة واحدة، فلا يبقى في الأرض آية من آياته، وهذا من أشراط الساعة الكبرى.
ويبقى بعد ذلك فئات من الناس، كبار في السن، ضعاف في العلم والفهم، لا يعرفون من الإسلام إلا كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، يرددونها لأنهم سمعوا آباءهم يقولونها، دون فهم لمعناها أو لعقائد الإسلام وأحكامه.
وسأل صلة بن أشيم حذيفة رضي الله عنهما: كيف تنفعهم "لا إله إلا الله" وهم لا يعرفون الصلاة ولا الصيام ولا العبادة؟ فأعرض عنه حذيفة أولاً تكريمًا للكلمة العظيمة وتأديبًا لصلة على استخفافه بها، ثم أجابه في الثالثة بأنها تنجيهم من النار، أي أنهم سيدخلون الجنة في النهاية بعد أن يطهرهم الله من ذنوبهم في النار، أو أنهم يعتقون من النار بسببها.


3. الدروس المستفادة والعبر:


● عظمة كلمة التوحيد: فهي أعظم كلمة في الإسلام، وهي الأساس الذي يقوم عليه الدين، وهي المنجية في الدنيا والآخرة لمن قالها مخلصًا.
● التحذير من ذهاب العلم: الحديث يحذر من جهل الدين وذهاب العلم، مما يوجب على الأمة الحفاظ على تعلم العلم الشرعي ونشره.
● الإيمان بقدرة الله ومشيئته: فالله تعالى قادر أن يغفر لمن يشاء، وأن يتفضل على من يشاء بكلمته الطيبة حتى لو قصر في بعض الواجبات.
● عدم الاستهانة بأهل التوحيد: فلا يجوز للمسلم أن يحقر من قال "لا إله إلا الله" وإن كان مقصرًا، بل يدعو له بالهداية والتوفيق.
● بيان رحمة الله الواسعة: ففضله سبحانه يتجاوز تقصير العباد، وكلمته التوحيد لها شأن عظيم عنده.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الفتن وأشراط الساعة، وهو يدل على أن الإسلام سيعود غريبًا كما بدأ.
- اختلف العلماء في معنى "تنجيهم من النار"، فقيل: أنهم يعذبون في النار على قدر ذنوبهم ثم يخرجون منها بشفاعة أو برحمة الله، وقيل: أنهم لا يدخلونها أصلاً إذا ماتوا على التوحيد.
- يستفاد منه وجوب التمسك بالتوحيد وتعليمه للناس، والحذر من الجهل بالدين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٤٠٤٩)، والحاكم (٤/ ٤٧٣) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكره.
وإسناده صحيح. وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 49 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يَدْرُسُ الإِسْلامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ

  • 📜 حديث: يَدْرُسُ الإِسْلامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يَدْرُسُ الإِسْلامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يَدْرُسُ الإِسْلامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يَدْرُسُ الإِسْلامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب