حديث: النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته والنبي معه العصابة من أمته
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب
صحيح: رواه أحمد (٣٩٨٩) عن محمد بن بكر، قال: أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، والعلاء بن زياد، عن عمران بن حصين، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
الحديث:
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: تحدثنا عند رسول اللَّه ﷺ ذات ليلة حتى أكرينا الحديث، ثم رجعنا إلى أهلنا، فلما أصبحنا، غدونا على رسول اللَّه ﷺ، فقال: «عرضت علي الأنبياء بأممها، وأتباعها من أممها، فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته، والنبي معه العصابة من أمته، والنبي معه النفر من أمته، والنبي معه الرجل من أمته، والنبي ما معه أحد من أمته، حتى مر علي موسى بن عمران ﷺ في كبكبة من بني إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني، قلت: يا رب من هؤلاء؟ فقال: هذا أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل، قلت: يا رب، فأين أمتي؟ قال: انظر عن يمينك، فإذا الظراب ظراب مكة، قد سد بوجوه الرجال، قلت: من هؤلاء يا رب؟ قال: أمتك، قلت: رضيت رب، قال: أرضيت؟ قلت: نعم، قال: انظر عن يسارك». قال: «فنظرت، فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال، فقال: رضيت؟ قلت: رضيت، قيل: فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة، لا حساب لهم»، فأنشأ عكاشة بن محصن، أحد بني أسد بن خزيمة، فقال: يا نبي اللَّه! ادع اللَّه أن يجعلني منهم، فقال: «اللهمّ اجعله منهم»، ثم أنشأ رجل آخر منهم، فقال: يا رسول اللَّه! ادع اللَّه أن يجعلني منهم، قال: «سبقك بها عكاشة».
شرح المفردات:
● أكرينا الحديث: أي أكثرنا من الحديث وطال بنا.
● غدونا: أي ذهبنا في وقت الغداة (الصباح).
● العصابة: الجماعة من الناس، ما بين العشرة إلى الأربعين.
● النفر: الجماعة من ثلاثة إلى عشرة.
● كبكبة: جماعة كبيرة وغفيرة.
● الظراب: الجبال الصغيرة أو التلال.
● أنشأ: نهض وطلب الكلام.
شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنهم كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة، وأطالوا الحديث ثم انصرفوا إلى بيوتهم. وفي الصباح ذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثهم بما رأى في تلك الليلة.
فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه - أو في حالة الإشراق النبوي - عرضاً للأنبياء مع أممهم وأتباعهم. فمرَّ نبي ومعه ثلاثة من أتباعه، وآخر معه جماعة (عصابة)، وآخر معه نفر قليل، وآخر معه رجل واحد فقط، بل مر نبي ليس معه أحد من أتباعه. وهذا يدل على تفاوت أتباع الأنبياء في الإيمان والاستجابة لدعوتهم.
ثم مر موسى عليه السلام مع جماعة كبيرة من بني إسرائيل، فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة أتباعه، فسأل ربه: من هؤلاء؟ فأخبره أنهم موسى وقومه. فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمته، فأمره الله أن ينظر عن يمينه، فرأى تلال مكة قد امتلأت بوجوه الرجال، فأخبره أن هؤلاء هم أمته. ثم نظر عن يساره فرأى الأفق قد امتلأ بوجوه الرجال أيضاً من أمته. ففرح النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة أمته وأعلن رضاه.
ثم بُشّر النبي صلى الله عليه وسلم بأن من هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. فقام الصحابي عكاشة بن محصن رضي الله عنه فطلب من النبي أن يدعو الله أن يكون منهم، فدعا له النبي بذلك. ثم قام رجل آخر فطلب نفس الدعوة، فأخبره النبي أن عكاشة قد سبقه بهذا الفضل.
الدروس المستفادة:
1- كثرة أمة محمد صلى الله عليه وسلم: فهي أمة كثيرة العدد، وهذا من فضل الله عليها.
2- تفاوت الناس في الاستجابة للدعوة: فمن الأنبياء من استجاب له الكثير، ومنهم من استجاب له القليل، ومنهم من لم يستجب له أحد.
3- فضل هذه الأمة: حيث أن عددها كبير، ومنها سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب.
4- سؤال الله والمسارعة إلى الخيرات: كما فعل عكاشة رضي الله عنه عندما سمع بالفضيلة، بادر إلى طلبها من النبي صلى الله عليه وسلم.
5- أن الدعاء سبب للخير: فقد دعا النبي لعكاشة فاستجاب الله له.
6- أن الفضائل قد تكون محدودة العدد: فليس كل من طلب أن يكون من السبعين الألف سيحصل على هذا الفضل، بل قد يكون العدد محدداً، كما فهم من رد النبي على الرجل الثاني بأن عكاشة قد سبقه.
معلومات إضافية:
● السبعون ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، كما في الأحاديث الأخرى.
● عكاشة بن محصن: من الصحابة الأجلاء، شهد بدراً والمشاهد كلها، وكان من الشجعان، واستشهد في حروب الردة.
● الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه.
نسأل الله أن يجعلنا من أتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه.
والله أعلم.
تخريج الحديث
وسعيد هو ابن أبي عروبة، وقد توبع عند أحمد (٣٨٠٦، ٣٩٨٨)، ولا يضر تدليس الحسن لأنه توبع أيضًا.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 125 من أصل 286 حديثاً له شرح
- 100 من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة...
- 101 من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى
- 102 من يضمن لسانه وفرجه
- 103 من أنفق زوجين من ماله ابتدرته حجبة الجنة
- 104 إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة
- 105 يدخلون الجنة في السلاسل
- 106 قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل
- 107 أفئدتهم مثل أفئدة الطير يدخلون الجنة
- 108 فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا
- 109 فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة سنة
- 110 يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام
- 111 طوبى للغرباء ناس صالحون في ناس سوء كثير
- 112 يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء
- 113 فقراء الأمة ومساكينها يدخلون الجنة قبل الناس
- 114 فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة
- 115 المؤمنون يخلصون من النار ويحبسون على قنطرة بين الجنة والنار
- 116 من يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هم الذين لا...
- 117 يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب
- 118 يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم...
- 119 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا زمرة واحدة
- 120 فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر
- 121 سبعون ألفا يدخلون الجنة بوجوه كالقمر ليلة البدر
- 122 هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون
- 123 يدخل من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب
- 124 لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون
- 125 النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته والنبي معه العصابة من...
- 126 وعدني سبعين ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا، وزادني ثلاث...
- 127 يدخل من أمتي سبعون ألفا على صورة القمر ليلة البدر
- 128 سعة حوض النبي ﷺ من البيضاء إلى بصرى
- 129 من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب
- 130 يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين...
- 131 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد سبعون...
- 132 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب
- 133 أترضون أن تكونوا نصف أهل الجنة
- 134 من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار
- 135 أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة
- 136 أخرج بعث جهنم من ذريتك
- 137 يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من كل...
- 138 من ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى...
- 139 ثمانون من هذه الأمة من أهل الجنة عشرون ومائة صف
- 140 أقل ساكني الجنة النساء
- 141 لا يدخل الجنة من النساء إلا مثل هذا الغراب في...
- 142 خروج قوم من النار ودخولهم الجنة بعد العذاب
- 143 يدخلون الجنة يسمون الجهنميين
- 144 يخرج قوم من النار ويغتسلون في نهر الحياة
- 145 شفاعة النبي في إخراج قوم من النار
- 146 من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان...
- 147 يخرجون من النار من كان لا يشرك بالله شيئًا
- 148 يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النّارُ بشفاعة الشّافعين
- 149 يخرج قوما من النار بعدما امتحشوا فيها وصاروا فحما
معلومات عن حديث: النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته والنبي معه العصابة من أمته
📜 حديث: النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته والنبي معه العصابة من أمته
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته والنبي معه العصابة من أمته
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته والنبي معه العصابة من أمته
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته والنبي معه العصابة من أمته
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








