حديث: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد سبعون ألفاً

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يدخل من أمة محمد سبعون ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا

عن أنس، عن النبي ﷺ قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا»، قالوا: زدنا يا رسول اللَّه، قال: «لكل رجل سبعون ألفا»، قالوا: زدنا يا رسول اللَّه، وكان على كثيب، فحثا بيده. قالوا: زدنا يا رسول اللَّه فقال: «هذا» وحثا بيده، قالوا: يا نبي اللَّه، أبعد اللَّه من دخل النار بعد هذا.

حسن: رواه أبو يعلى (٣٧٨٣) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا عبد القاهر بن السري، حدّثنا حميد، عن أنس، فذكره.

عن أنس، عن النبي ﷺ قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا»، قالوا: زدنا يا رسول اللَّه، قال: «لكل رجل سبعون ألفا»، قالوا: زدنا يا رسول اللَّه، وكان على كثيب، فحثا بيده. قالوا: زدنا يا رسول اللَّه فقال: «هذا» وحثا بيده، قالوا: يا نبي اللَّه، أبعد اللَّه من دخل النار بعد هذا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث البشارة التي أخبر بها النبي ﷺ أمته، وسأقوم بشرحه وبيان معانيه وفق منهج أهل السنة والجماعة، معتمدًا على كبار شراح الحديث.

الحديث بلفظه كما ورد:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا»، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «لِكُلِّ رَجُلٍ سَبْعُونَ أَلْفًا»، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَانَ عَلَى كَثِيبٍ، فَحَثَا بِيَدِهِ. قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «هَذَا» وَحَثَا بِيَدِهِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَبَعْدَ اللَّهِ مَنْ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ هَذَا».


1. شرح المفردات:


● سَبْعُونَ أَلْفًا: العدد سبعون ألفًا، وهو عدد كبير يدل على الكثرة.
● زِدْنَا: طلبوا المزيد من النبي ﷺ؛ لشدة فرحهم بهذه البشارة ورغبتهم في سماع المزيد.
● كَثِيبٍ: الرمل الناعم أو التل من الرمل.
● حَثَا بِيَدِهِ: أخذ بيده من الرمل ونثره، وهو إشارة إلى العدد الكثير الذي لا يُحصى.


2. شرح الحديث:


ابتدأ النبي ﷺ بخبر عظيم وهو أن من أمته سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فلما سمع الصحابة هذا الخبر العظيم، طلبوا المزيد فقالوا: "زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ"، فأخبرهم ﷺ أن لكل واحد من هؤلاء السبعين ألفًا سبعين ألفًا يدخلون الجنة معه، فصار العدد (70,000 × 70,000 = 4,900,000,000) أي أربعة مليارات وتسعمائة مليون.
ثم طلبوا المزيد مرة أخرى، فكان النبي ﷺ جالسًا على كثيب من الرمل، فأخذ بيده من الرمل ونثره، وقال: "هَذَا"، أي أن العدد كثير جدًا مثل حبات الرمل التي لا تُعد ولا تُحصى.
فلما سمع الصحابة هذا الكم الهائل، تعجبوا وقالوا: "يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَبَعْدَ اللَّه مَنْ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ هَذَا؟"، أي: بعد هذا العدد الكبير الذي يدخل الجنة، هل يبقى أحد يدخل النار؟!


3. الدروس المستفادة منه:


1- سعة رحمة الله تعالى: الحديث يدل على عظيم فضل الله وكرمه، وأنه سبحانه يدخل الجنة أعدادًا هائلة من هذه الأمة.
2- محبة الصحابة للخير: حرص الصحابة على سماع البشارات وطلب المزيد منها يدل على شدة إيمانهم ورغبتهم في الخير.
3- تفاضل الأمة في الدرجات: ليس كل من يدخل الجنة يكون في درجة واحدة، بل هناك تفاضل عظيم، ومنهم من يدخل بغير حساب ولا عذاب.
4- البشارة للمؤمنين: الحديث فيه بشارة عظيمة للمؤمنين بأن عددًا كبيرًا من هذه الأمة سيدخل الجنة.
5- عدم التأويل بالعقل: قول الصحابة: "أَبَعْدَ اللَّه مَنْ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ هَذَا؟" يدل على أنهم فهموا أن العدد كبير، ولكنهم لم يستنكروه؛ لأنهم يعلمون أن أمر الجنة والنار بيد الله تعالى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني.
- المقصود بـ "يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب" هم الذين تتوفر فيهم شروط معينة، كالكمال في التوحيد وعدم الوقوع في كبائر الذنوب التي تستوجب النار.
- العدد المذكور في الحديث ليس حصريًا، بل هو تمثيل للكثرة، والله تعالى يغفر لأهل التوحيد ويُدخلهم الجنة برحمته.
- ينبغي للمسلم أن يعمل بما يوصل إلى الجنة، ويجتهد في طاعة الله، ويحرص على أن يكون من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (٣٧٨٣) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا عبد القاهر بن السري، حدّثنا حميد، عن أنس، فذكره.
وعبد القاهر بن السري السلمي البصري قال فيه ابن معين: «صالح» وفي رواية: «لم يكن به بأس». وذكره ابن شاهين في ثقاته. وقال الذهبي: «صدوق» إلا أن بعض ألفاظه فيه نكارة.
وقال ابن كثير في تفسيره (٢/ ١٠٠): «هذا إسناد جيد رجاله ثقات ما عدا عبد القاهر بن السري، وقد سئل عنه ابن معين، فقال: صالح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 131 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد سبعون ألفاً

  • 📜 حديث: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد سبعون ألفاً

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد سبعون ألفاً

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد سبعون ألفاً

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد سبعون ألفاً

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب