من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب

حديث: من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب

عن شريح بن عبيد قال: مرض ثوبان بحمص، وعليها عبد اللَّه بن قرط الأزدي، فلم يعده فدخل على ثوبان رجل من الكلاعيين عائدا. فقال له ثوبان: أتكتب؟ فقال: نعم. فقال: اكتب. فكتب للأمير عبد اللَّه بن قرط: من ثوبان مولى رسول اللَّه ﷺ أما بعد، فإنه لو كان لموسى وعيسى مولى بحضرتك لعدته، ثم طوى الكتاب وقال له: أتبلغه إياه؟ فقال: نعم. فانطلق الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن قرط، فلما قرأه قام فزعا، فقال الناس: ما شأنه أحدث أمر؟ فأتى ثوبان حتى دخل عليه، فعاده وجلس عنده ساعة، ثم قام فأخذ ثوبان بردائه، وقال: اجلس حتى أحدثك حديثا سمعته من رسول اللَّه ﷺ، سمعته يقول: «ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفا».

حسن: رواه أحمد (٢٢٤١٨) عن أبي اليمان، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة قال: شريح بن عبيد، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة، وأسأل الله التوفيق والسداد.

الحديث ورواته:

هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهما، عن شريح بن عبيد، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1. شرح المفردات:

● مرض ثوبان بحمص: أي أُصيب بالمرض في مدينة حمص في الشام.
● عليها عبد الله بن قرط الأزدي: أي كان واليًا عليها.
● فلم يعده: لم يزره في مرضه.
● رجل من الكلاعيين: نسبة إلى قبيلة كَلاع.
● أتكتب؟: أي هل تجيد الكتابة؟
● فكتب للأمير: كتب رسالة إليه.
● فزعًا: خائفًا مرتاعًا.
● لا حساب عليهم ولا عذاب: أي يدخلون الجنة بدون محاسبة ولا عقاب.

2. شرح الحديث:

يُخبرنا الحديث أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض في حمص، وكان واليها عبد الله بن قرط الأزدي، ولم يزره في مرضه، فدخل عليه رجل من الكلاعيين عائدًا، فطلب ثوبان منه أن يكتب رسالة إلى الوالي، فكتب له:
"من ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد: فإنه لو كان لموسى وعيسى مولى بحضرتك لعدته".
أي: لو كان لموسى أو عيسى عليهما السلام مولى (أي عبد أو تابع) عندك لوجب عليك زيارته، فكيف بي وأنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فلما قرأ الوالي الرسالة، فزع وخاف، وأسرع لزيارة ثوبان، وجلس عنده، فلما أراد الوالي الانصراف، أمسك ثوبان بثوبه وقال: اجلس حتى أحدثك حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو:
«ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفًا».

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- فضل زيارة المريض: فيها أجر عظيم، وتأكيد على الترابط الاجتماعي.
2- احترام صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأنهم حملة رسالته، وخير القرون.
3- الاستجابة لنصيحة المؤمن: الوالي استجاب فورًا لرسالة ثوبان، وهذا يدل على تقواه وخوفه من الله.
4- فضل هذه الأمة: حيث يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب عدد كبير منها.
5- التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثوبان لم يبخل بإخبار الوالي بهذا الحديث العظيم للاستفادة والعمل.
6- الاعتبار بمكانة الصالحين: حتى لو كانوا من الموالي أو general people، فمكانتهم عند الله عالية.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان من devoted الصحابة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُحبه كثيرًا.
● السبعون ألفًا: هؤلاء هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وهم من الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، كما ورد في روايات أخرى.
● مع كل ألف سبعون ألفًا: أي أن العدد الإجمالي سيكون كبيرًا جدًا، مما يُظهر فضل الله وكرمه على هذه الأمة.
● الحديث يدل على كرامة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: حتى الوالي خاف من تقصيره في حق ثوبان لما عرف مكانته.

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب، وأن يوفقنا لطاعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٤١٨) عن أبي اليمان، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة قال: شريح بن عبيد، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش؛ فإنه حسن الحديث في روايته عن أهل بلده الشاميين، وضمضم بن زرعة، حمصي، حسن الحديث أيضًا إذا لم يخالف.
وشريح بن عبيد هو الحمصي توفي بعد سنة ١٠٨ هـ. وثوبان مولى رسول اللَّه ﷺ، حمصي أيضًا، توفي سنة ٥٤ هـ. . فإن قدر أن عمر شريح سبعون سنة عند وفاة ثوبان، فيمكن لقاؤهما.
وذكر المزي في تهذيبه روايته عن ثوبان مولى ﷺ، ولم يذكر فيه أنه أرسله.
وأما ما رواه الطبراني في الكبير (٢/ ٨٧، ٨٨) عن عمرو بن إسحاق بن زبريق الحمصي، حدّثنا محمد بن إسماعيل الحمصي، حدّثني أبي -هو إسماعيل بن عياش-، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، فذكره.
فزاد فيه بين شريح وثوبان: «أبا أسماء الرحبي». وهذا معلول؛ فإن محمد بن إسماعيل تكلم فيه أبو داود وغيره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 129 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب

📜 حديث: من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية