يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين ألفا

حديث: يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين ألفا

عن أبي سعيد الأنماري، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب، ويشفع كل ألف لسبعين ألفا، ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه». قال قيس: فقلت لأبي سعيد: أنت سمعت هذا من رسول اللَّه ﷺ؟ قال: نعم، بأذني ووعاه قلبي. قال أبو سعيد: «وذلك إن شاء اللَّه يستوعب
مهاجري أمته، ويوفي اللَّه عز وجل بقيته من أعرابنا».

صحيح: رواه الطبراني في الأوسط (٤٠٦)، وفي الكبير (٢٢/ ٣٠٤، ٣٠٥) عن أحمد بن خُليد، حدّثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدّثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، أنه سمع أبا سلام، يقول: حدّثني عبد اللَّه بن عامر، أن قيس بن الحارث الكندي حدثه، أن أبا سعيد الأنماري قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من بشارات النبي ﷺ لأمته، يُظهر فضل الله تعالى وكرمه وعظيم منته على هذه الأمة. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وهو حسن في صحيح الجامع.
الراوي هو أبو سعيد الأنماري، وهو صحابي جليل، وقد أكد سماعه للحديث مباشرة من النبي ﷺ بقوله: "نعم، بأذني ووعاه قلبي"، مما يزيد الحديث قوة وثبوتاً.

### ثانياً. شرح المفردات
● بغير حساب: أي دون أن يعرضوا على الحساب أو العقاب، بل يدخلون الجنة مباشرة.
● يُشفع كل ألف لسبعين ألفاً: أي أن كل واحد من هؤلاء السبعين ألفاً سيكون له حق الشفاعة ليدخل سبعين ألفاً آخرين الجنة بشفاعته.
● ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه: "يحثي" أي يغرف ويملأ بكفيه ويعطي بكرمه وفضله، والكف هنا كناية عن العطاء الجزيل والفضل العظيم.
● يستوعب مهاجري أمته: أي يشمل جميع المهاجرين من أصحاب النبي ﷺ.
● ويوفي الله بقيته من أعرابنا: أي يكمل الله العدد من العرب البدو الذين أسلموا وحسن إسلامهم.

### ثالثاً. شرح الحديث
يُبشر النبي ﷺ في هذا الحديث أمته بفضل عظيم من الله تعالى، حيث وعده ربه أن يدخل الجنة من أمته سبعين ألفاً بغير حساب، أي دون أن يعاقبوا أو يحاسبوا على ذنوبهم، بل يدخلون الجنة مباشرة بسبب إيمانهم وتقواهم.
ثم يزيد الله من فضله فيجعل لكل واحد من هؤلاء السبعين ألفاً أن يشفع لسبعين ألفاً آخرين من أمته فيدخلون الجنة بشفاعته. وهذا من أعظم أنواع الشفاعة التي خص الله بها هذه الأمة.
ثم يزيد الله تعالى من كرمه فيحثي ثلاث حثيات بكفيه، أي يعطي عطاءً جزيلاً غير معدود ولا محدود، ليدخل بهذا العطاء أعداداً هائلة أخرى من أمته الجنة. وهذا يدل على سعة رحمة الله وفضله على هذه الأمة.
ثم يوضح أبو سعيد الأنماري أن هؤلاء السبعين ألفاً الأوائل هم مهاجرو الأمة (أي الصحابة الذين هاجروا مع النبي ﷺ)، وأن الله سيوفي العدد من الأعراب (أي البدو الذين أسلموا وحسن إيمانهم).

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- عظيم فضل الله وكرمه: حيث يعطي الله تعالى من فضله ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
2- مكانة المهاجرين والأعراب الصالحين: الذين ضحوا في سبيل الله وثبتوا على الإسلام.
3- أهمية الشفاعة: وهي من أعظم المنح التي أعطاها الله لأمة محمد ﷺ، حيث يشفع الصالحون من هذه الأمة لإدخال غيرهم الجنة.
4- البشارة لأمة الإسلام: بأن الله قد غفر لها وأعد لها جنات النعيم، مما يبعث على الأمل والرجاء ويحفز على الطاعة.
5- قوة وعد الله: فما وعده الله تعالى لنبيه ﷺ فهو حق لا شك فيه.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على عظمة أمة محمد ﷺ وفضلها على سائر الأمم.
- الشفاعة المذكورة هنا هي من الشفاعات الخاصة التي تكون لأقوام بأعيانهم، بخلاف الشفاعة العامة التي تكون للنبي ﷺ.
- العدد المذكور (سبعون ألفاً) قد يكون عددا حقيقيا أو كناية عن الكثرة، والله أعلم.
- يستفاد من الحديث الحث على الاستقامة على الدين والحرص على أن يكون المرء من هذه الصفوة المباركة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة الذين يدخلونها بغير حساب ولا عذاب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (٤٠٦)، وفي الكبير (٢٢/ ٣٠٤، ٣٠٥) عن أحمد بن خُليد، حدّثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدّثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، أنه سمع أبا سلام، يقول: حدّثني عبد اللَّه بن عامر، أن قيس بن الحارث الكندي حدثه، أن أبا سعيد الأنماري قال: فذكره.
إلا أن في الكبير ورد»أبو سعيد الأنصاري«بدل أبو سعيد الأنماري».
وقال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٤٠٩): «رجاله ثقات».
وصحّحه ابن حجر في الإصابة (١٢/ ٣٠٠).
وقد ورد في بعض طرق هذا الحديث كما ذكر ابن حجر في الموضع المتقدم أن التابعي هو قيس بن حجر، وقال عنه: هو شامي ثقة.
وكذلك ورد أن الراوي الصحابي هو أبو سعد الخير الأنصاري.
قال الأعظمي: وهذا لا يؤثر في صحة الحديث؛ لأن الصحابة كلهم عدول.
وأما قيس بن الحارث أو قيس بن حجر فكلاهما من الثقات.
وقد تردد الحافظ ابن حجر في الإصابة من أجل الاختلاف في الإسناد، فقال: «فمن هذا الاختلاف يتوقف في الجزم بصحة هذا السند».
وكذا أعله في الفتح (١١/ ٤١١) أيضًا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 130 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين ألفا

📜 حديث: يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين ألفا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين ألفا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين ألفا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين ألفا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية