حديث: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في عدد أهل الجنة من هذه الأمة

عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يقول اللَّه: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، قال يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير ﴿وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ [الحج: ٢]». فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول اللَّه! أينا ذلك الرجل؟ قالما: «أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل» ثم قال: «والذي نفسي بيده! إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة» قال: فحمدنا اللَّه وكبرنا، ثم قال: «والذي نفسي بيده! إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو الرقمة في ذراع الحمار».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٢٨)، ومسلم في الإيمان (٢٢١: ٣٧٧) كلاهما من حديث جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، فذكر مثله.

عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يقول اللَّه: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، قال يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير ﴿وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ [الحج: ٢]». فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول اللَّه! أينا ذلك الرجل؟ قالما: «أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل» ثم قال: «والذي نفسي بيده! إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة» قال: فحمدنا اللَّه وكبرنا، ثم قال: «والذي نفسي بيده! إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو الرقمة في ذراع الحمار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
«يقول اللَّه: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، قال يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير ﴿وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ [الحج: ٢]». فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول اللَّه! أينا ذلك الرجل؟ قال: «أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل» ثم قال: «والذي نفسي بيده! إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة» قال: فحمدنا اللَّه وكبرنا، ثم قال: «والذي نفسي بيده! إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو الرقمة في ذراع الحمار».
(رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● لبيك وسعديك: إجابة للنداء بمعنى: أنا مقيم على طاعتك وخدمتك.
● بعث النار: أي أهل النار المبعوثون إليها.
● يشيب الصغير: من شدة الهول يفزع الصغير فيشيب شعره.
● سكارى: في حالة ذهول ورعب كالسكران.
● يأجوج ومأجوج: أمتان من بني آدم من ذرية يافث بن نوح، هم من علامات الساعة.
● شطر أهل الجنة: النصف.
● الرقمة: البقعة البيضاء في جلد الحيوان.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ عن حوار بين الله تعالى وآدم عليه السلام يوم القيامة، حيث يأمر الله آدم بإخراج "بعث النار" أي عدد أهل النار من ذريته، فيستغرب آدم قائلاً: "وما بعث النار؟" فيجيبه الله أن من كل ألف شخص، تسعمائة وتسعة وتسعين منهم سيدخلون النار، وواحد فقط سيدخل الجنة.
هذا العدد الهائل سيسبب رعباً عظيماً حتى أن الصغير يشيب من الهول، وتضع الحامل حملها من الخوف، ويصبح الناس في حالة ذهول كالسكارى من شدة عذاب الله.
فلما سمع الصحابة هذا اشتد عليهم الأمر وخافوا أن يكونوا هم المقصودين بهذا العدد، فسألوا النبي ﷺ: "أينا ذلك الرجل؟" أي من هو الواحد الذي ينجو منا؟
فطمأنهم النبي ﷺ بقوله: "أبشروا"، موضحاً أن هذه النسبة تشمل جميع الأمم، أما أمتهم فستكون فيها نسبة النجاة أعلى، لأن من يأجوج ومأجوج (وهم من الأمم الكافرة) عددهم هائل، فمن كل ألف منهم سيُهلكون جميعاً إلا واحداً، بينما من أمة الإسلام سيدخل الجنة واحد من كل ألف.
ثم زادهم طمأنينة بأنه يطمع أن تكون أمته ثلث أهل الجنة، بل حتى نصفهم، لأنهم قلة بالنسبة للأمم السابقة، فمثلهم among الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد ثور أسود، أو كبقعة بيضاء في ذراع حمار، أي أنهم أقلية لكنهم متميزون بالإيمان.


3. الدروس المستفادة:


● عظمة رحمة الله بأمة الإسلام: حيث خفف عنهم بعد أن أخافهم ليعلمهم فضلهم.
● قلة الصالحين: في معظم الأمم، فالمؤمنون الصادقون هم الأقل عدداً لكنهم الأعلون قدراً.
● الطمع في فضل الله: كما طمع النبي ﷺ لأمته في دخول الجنة بأعداد كبيرة.
● الاستعداد ليوم القيامة: الحديث يذكر بأهوال ذلك اليوم لتحفيز المسلم على العمل الصالح.
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: فلا يجوز اليأس، بل يجب أن يبشر المؤمن برحمة الله.


4. معلومات إضافية:


- الحديث يدل على فضل أمة محمد ﷺ وأنهم وإن كانوا قلة بالنسبة للأمم الأخرى إلا أنهم الأكثر دخولاً للجنة نسبياً.
● يأجوج ومأجوج من الأمم التي ستخرج في آخر الزمان وتفسد في الأرض، ثم يهلكهم الله بدعاء عيسى عليه السلام.
- العدد المذكور (999 من كل ألف) ليس حصراً مطلقاً، بل هو بيان للغالبية، وقد يغفر الله لكثيرين برحمته.
- يستحب للمسلم أن يبشر بالأمل ولا يقنط من رحمة الله، كما فعل النبي ﷺ مع صحابته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٢٨)، ومسلم في الإيمان (٢٢١: ٣٧٧) كلاهما من حديث جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، فذكر مثله.
وقوله: «فذاك حين يشيب الصغير» معناه موافق لقوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا﴾ [المزمل: ١٧].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 134 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار

  • 📜 حديث: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب