حديث: من ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في عدد أهل الجنة من هذه الأمة
حسن: رواه أحمد (٢٧٤٨٩) عن هيثم، قال: أخبرنا أبو الربيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني، وهو من الأحاديث التي تُظهر عظمة رحمة الله تعالى بهذه الأمة، وتُبين مكانتها عنده سبحانه.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● "قُمْ فَأَخْرِجْ": أي قم يا آدم واعمل على إخراج وإعداد هذا العدد.
● "تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ": العدد (999).
● "إِلَى النَّار": مصيرهم النار بسبب كفرهم ومعاصيهم.
● "وَاحِدًا إِلَى الْجَنَّةِ": المقصود هنا من غير هذه الأمة، كما سيأتي في الشرح.
● "كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَد": تشبيه بليغ لقلّة العدد وكثرة العدد المضاف إليه، فشعرة بيضاء واحدة في جلد ثور أسود اللون تكون قليلة جدًا واضحة للعيان.
ثانيًا. شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن مشهد من مشاهد يوم القيامة المهيبة، حيث يكلم الله تعالى أباهم آدم عليه السلام، ويأمره أن يجهز ويُخرج من ذريته (أي من بني آدم جميعًا) عددًا هائلاً هم (999) لكل واحد منهم مقعد في النار، مقابل واحد فقط إلى الجنة.
هذا المشهد المفزع هو حقيقة ستقع، وهو بيان لحال أكثر بني آدم، حيث أن الكفار والمشركين هم الأكثرية الساحقة عبر التاريخ، كما قال تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام: 116].
فلما سمع الصحابة رضوان الله عليهم هذا الحديث، وأدركوا خطورة الموقف وهول المطلع، حزنوا وبكوا خوفًا من أن يكونوا هم من ذلك الجمع الغفير الذي مصيره النار.
فبادرهم النبي صلى الله عليه وسلم مواسيًا ومبشرًا، وأقسم بالله (وهو قسم عظيم) على حقيقة عظيمة، وهي أن أمته – أمة الإسلام – ليست مثل تلك الأمم الكافرة، بل هي قليلة جدًا مقارنة بباقي الأمم، مثل الشعرة البيضاء الواحدة في جلد ثور أسود ضخم. أي أن النسبة واحد إلى عدد لا يحصى.
فالمقصود أن الـ (999) من ذرية آدم هم من سائر الأمم الكافرة من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم ممن كفر بالله عبر التاريخ. أما الواحد الذي إلى الجنة، فهو من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء في بعض روايات الحديث.
فمعنى "واحدًا إلى الجنة" أي أن أهل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم سيكونون كثيرين جدًا – بحمد الله ومنته – ولكنهم قلة إذا قورنوا بجميع الكفار من الأمم الأخرى منذ آدم إلى قيام الساعة. فالنسبة هي نسبة أمة الإسلام إلى جميع أمم الكفر.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة رحمة الله بأمة محمد صلى الله عليه وسلم: حيث جعلهم هم الأكثر دخولاً للجنة والأقل دخولاً للنار مقارنة بغيرهم من الأمم، وهذه منة عظيمة تستحق الشكر.
2- الحث على الشكر والاستقامة: هذه النعمة العظيمة (نعمة الإسلام والانتماء لهذه الأمة) توجب على المسلم أن يشكر الله عليها بأن يلتزم بطاعته ويجتنب معصيته.
3- البشارة والأمل: الحديث فيه بشارة عظيمة وتخفيف على hearts المؤمنين، بأن مصيرهم – بإذن الله – هو الجنة، وأنهم لن يكونوا كالأمم الهالكة.
4- قلة أهل الإيمان وكثرة أهل الكفر: الحديث يذكر بحقيقة أن طريق الجنة محفوف بالمكاره، وأهله قليل، وأن طريق النار محفوف بالشهوات، وأهله كثير، كما في الحديث الآخر. وهذا يحذر المسلم من الغرور والاستسلام للشهوات.
5- مكانة أمة الإسلام: الحديث يبين المكانة الخاصة التي تتمتع بها هذه الأمة عند الله تعالى.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث لا يتعارض مع نصوص أخرى تبين أن من أهل النار من هذه الأمة بسبب ذنوبهم، ولكنهم – بعد أن يعذبوا ويطهروا – سيخرجون منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها، ولا يخلد فيها إلا الكفار.
- العبرة في الحديث هي النسبة والإجمال، وليس الحساب الحرفي الدقيق للعدد، فالمقصود بيان أن أغلب الخلق هم من أهل النار، وأن أمة الإسلام هي خير أمة أخرجت للناس، وأن نجاتها – بمشيئة الله – هي الغالبة.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
والله تعالى أعلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل أبي الربيع، كما حققت ذلك في الإيمان بالقدر.
وقال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٩٢): «إسناده جيد».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 138 من أصل 286 حديثاً له شرح
- 113 فقراء الأمة ومساكينها يدخلون الجنة قبل الناس
- 114 فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة
- 115 المؤمنون يخلصون من النار ويحبسون على قنطرة بين الجنة والنار
- 116 من يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هم الذين لا...
- 117 يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب
- 118 يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم...
- 119 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا زمرة واحدة
- 120 فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر
- 121 سبعون ألفا يدخلون الجنة بوجوه كالقمر ليلة البدر
- 122 هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون
- 123 يدخل من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب
- 124 لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون
- 125 النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته والنبي معه العصابة من...
- 126 وعدني سبعين ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا، وزادني ثلاث...
- 127 يدخل من أمتي سبعون ألفا على صورة القمر ليلة البدر
- 128 سعة حوض النبي ﷺ من البيضاء إلى بصرى
- 129 من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب
- 130 يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين...
- 131 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد سبعون...
- 132 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب
- 133 أترضون أن تكونوا نصف أهل الجنة
- 134 من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار
- 135 أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة
- 136 أخرج بعث جهنم من ذريتك
- 137 يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من كل...
- 138 من ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى...
- 139 ثمانون من هذه الأمة من أهل الجنة عشرون ومائة صف
- 140 أقل ساكني الجنة النساء
- 141 لا يدخل الجنة من النساء إلا مثل هذا الغراب في...
- 142 خروج قوم من النار ودخولهم الجنة بعد العذاب
- 143 يدخلون الجنة يسمون الجهنميين
- 144 يخرج قوم من النار ويغتسلون في نهر الحياة
- 145 شفاعة النبي في إخراج قوم من النار
- 146 من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان...
- 147 يخرجون من النار من كان لا يشرك بالله شيئًا
- 148 يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النّارُ بشفاعة الشّافعين
- 149 يخرج قوما من النار بعدما امتحشوا فيها وصاروا فحما
- 150 أرواح الشهداء في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش
- 151 المؤمن طير يعلق في شجر الجنة
- 152 المؤمنون يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار
- 153 يا رب! أتستهزئ مني وأنت رب العالمين
- 154 أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار...
- 155 أدنى أهل الجنة منزلة
- 156 آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها
- 157 آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا
- 158 إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له: تمن
- 159 هل نرى ربنا يوم القيامة
- 160 أدنى أهل الجنة منزلة الذي يتمنى فيقول أعطني أعطني
- 161 آخر من يدخل الجنة يرى ضوءا فيخر ساجدا
- 162 فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك
معلومات عن حديث: من ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة
📜 حديث: من ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








