يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من كل ألف

حديث: يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من كل ألف

عن أنس بن مالك قال: أنزلت ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ إلى قوله تعالى: ميو ﴿وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ [الحج: ١ - ٢]، قال: نزلت على النبي ﷺ وهو في مسير له، فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه، فقال: «أتدرون أي يوم هذا؟ يوم يقول اللَّه لآدم: يا آدم، قم فابعث بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة»، قال: فكبر ذلك على المسلمين، فقال النبي ﷺ: «سددوا وقاربوا وأبشروا، فوالذي نفسي بيده! ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة، فإن معكم لخليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه: يأجوج، ومأجوج، ومن هلك من كفرة الإنس والجن».

صحيح: رواه عبد الرزاق في تفسيره (٢/ ٣١) -واللفظ له- وعبد بن حميد (١١٨٥)، وصحّحه ابن حبان (٧٣٥٤)، والحاكم (١/ ٢٩، و٤/ ٥٦٦)، كلهم من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع العظيم:

أولاً. تخريج الحديث ومصدره:

هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه، وغيرهم من أئمة الحديث. وهو حديث صحيح متفق على صحته.

ثانياً. شرح المفردات:

● "ثاب إليه أصحابه": أي رجعوا إليه واجتمعوا حوله.
● "سددوا وقاربوا وأبشروا":
● سددوا: اطلبوا السداد وهو الإصابة في القول والعمل، واقصدوا وجه الله تعالى.
● وقاربوا: اقتربوا من الصواب واعملوا الأعمال الصالحة ولو كانت قليلة مع الإخلاص.
● وأبشروا: فالبشارة هنا بالخير والثواب والأجر العظيم.
● "كالشامة في جنب البعير": الشامة هي البياض الذي يكون في جنب البعير، وهي قليلة جداً بالنسبة لسائر جسم البعير.
● "كالرقمة في ذراع الدابة": الرقمة هي علامة صغيرة تكون في ذراع الدابة، وهي أيضاً قليلة جداً.
● "خليقتين": أي طائفتين أو جماعتين عظيمتين.

ثالثاً. شرح الحديث:

يخبر أنس بن مالك رضي الله عنه أن الآيات الأولى من سورة الحج نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سفر، فرفع صوته بتلاوتها حتى اجتمع حوله الصحابة، ثم بين لهم أن يوم القيامة يوم عظيم، فيه يُقال لآدم عليه السلام: قم فابعث بعث النار، أي ابعث من ذريتك من يستحق النار.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من كل ألف شخص، تسعمائة وتسعة وتسعون في النار، وواحد فقط في الجنة. فلما سمع الصحابة هذا الأمر، اشتد عليهم وثقل على نفوسهم، فبشرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمرهم بالسداد والمقاربة والبشارة، وأخبرهم أنهم قلة بالنسبة لغيرهم من الأمم، ولكن معهم طائفتان عظيمتان هما يأجوج ومأجوج، والكفار من الإنس والجن، وهاتان الطائفتان的巨大 العدد هما السبب في هذه النسبة العالية لأهل النار.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة يوم القيامة وأهوالها: الحديث يذكرنا بيوم القيامة وأهواله، ويحثنا على الاستعداد له بالتقوى والعمل الصالح.
2- قلة أهل الجنة وكثرة أهل النار: هذا يدعونا إلى المحاسبة والمراقبة، والاجتهاد في الطاعة.
3- البشارة والتيسير على الأمة: مع بيان شدة الموقف، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر الأمة وأمرها بالسداد والقرب من الصواب، ولو بالعمل القليل مع الإخلاص.
4- فضل هذه الأمة: مع قلة عددها بالنسبة لغيرها، إلا أن فضلها عظيم عند الله تعالى.
5- الحث على العمل الصالح: مع قلة عدد أهل الجنة، إلا أن الباب مفتوح للتسديد والمقاربة، فالعمل القليل مع الإخلاص قد يكون سبباً في النجاة.

خامساً:

تنبيهات مهمة:
- هذا الحديث لا ينافي رحمة الله الواسعة، فالله تعالى غفور رحيم، ولكن الحديث يبين أن كثيراً من الناس يعرضون عن الهدى ويختارون الضلال.
- الحديث يحث على الأمل والتفاؤل، فمع قلة العدد، إلا أن الباب مفتوح للنجاة بالعمل الصالح والإخلاص.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يباعد بيننا وبين النار، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرزاق في تفسيره (٢/ ٣١) -واللفظ له- وعبد بن حميد (١١٨٥)، وصحّحه ابن حبان (٧٣٥٤)، والحاكم (١/ ٢٩، و٤/ ٥٦٦)، كلهم من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الصحيحين».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 137 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من كل ألف

📜 حديث: يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من كل ألف

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من كل ألف

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من كل ألف

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من كل ألف

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية