حديث: ضرس الكافر مثل أحُد، وفخذه مثل البيضاء.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في عظم أهل النار وغلظ أجسامهم حسب أعمالهم وجرائمهم في الدنيا

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ضرس الكافر مثل أحُد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار كما بين قديد ومكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار».

حسن: رواه أحمد (٨٤١٠)، وابن أبي عاصم في السنة (٦١١) كلاهما من طريق عبد الرحمن ابن عبد اللَّه بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ضرس الكافر مثل أحُد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار كما بين قديد ومكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُصور عظمة خَلق الكفار في النار وعظم عذابهم، لتكون عبرةً للمؤمنين وزاجراً عن الكفر والمعاصي.

أولاً. شرح المفردات:


● ضرس الكافر: الضرس هو السن الطاحنة في مؤخرة الفم (ضرس العقل)، وهو أكبر الأسنان.
● مثل أُحُد: جبل معروف في المدينة المنورة، عظيم الحجم.
● فخذه: عظم الفخذ، وهو من أكبر عظام الجسم.
● مثل البيضاء: قيل هي جبل معروف، وقيل هي حِصن بالمدينة، والمقصود شيء عظيم الحجم.
● مقعده من النار: الموضع الذي يجلس عليه في النار.
● كما بين قديد ومكة: قديد: مكان بين مكة والمدينة، والمسافة بينه وبين مكة حوالي 80 كيلومتراً تقريباً.
● كثافة جلده: سُمْك جلده وغِلَظه.
● ذراع الجبار: الذراع هو وحدة قياس، و"الجبار" هنا قيل هو أحد العمالقة من الأمم السابقة، فذراعه أطول من الذراع المعتاد.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن هول عذاب الكفار في نار جهنم، فيصور لنا ضخامة أجسادهم فيها وعظم أعضائهم، وذلك لسببين:
1- ليتناسب مع عظم العذاب الذي سيُلاقونه، فكلما كبر حجم الجسم كبرت مساحة العذاب وشِدته.
2- ليكون عبرةً وعظةً لأهل الإيمان في الدنيا، ليعلموا ما准备 له الكفار من العذاب المهين، فيحذروا الكفر والمعاصي.
فمعنى الحديث:
- أن ضرس الكافر (سنّه) في النار سيكون في ضخامته وعظمته مثل جبل أُحُد.
- وأن عظم فخذه سيكون ضخماً مثل الحصن أو الجبل العظيم (البيضاء).
- وأن المساحة التي يشغلها جالساً في النار ستكون شاسعة جداً، كالمسافة بين مكة ومدينة "قديد" (وهي مسافة طويلة تُقدّر بحوالي 80 كم)، مما يدل على ضخامة جسده كله.
- وأن سُمْك جلده سيكون هائلاً، يبلغ اثنين وأربعين ذراعاً (بذراع الجبار الطويل)، وهذا الغلظ يجعل إحساسه بالعذاب أشد، فلا يصل العذاب إلى أحشائه بسرعة فيموت، بل يبقى يعذب مدة طويلة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة عذاب الله للكافرين: الحديث يصور جزءاً من عذاب الله الشديد للذين كفروا به وأشركوا معه غيره.
2- الحث على الخوف من الله: ينبغي للمؤمن أن يخاف من الله وعذابه، فهذا الوصف للكفار يجلّي قبح مصيرهم.
3- التنفير من الكفر والشرك: هذا الحديث يبعث في نفس المؤمن النفور من الكفر وكل ما يقرب إليه.
4- إثبات عذاب القبر ونعيمه: فالكافر يعذب في قبره ويتسع قبره على قدر عذابه، كما يدل على ذلك بعض طرق هذا الحديث.
5- عظمة قدرة الله تعالى: فالله قادر على أن يخلق هذه الأجسام الضخمة في النار، وهو على كل شيء قدير.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا العذاب خاص بالكفار الذين ماتوا على الكفر والشرك بالله.
- المؤمنون مهما ارتكبوا من الذنوب، فإنهم لا يخلدون في النار بفضل رحمة الله ومغفرته، وإن دخلوها بعصيانهم ثم أخرجوا منها.
- ينبغي للمسلم أن يتعامل مع مثل هذه الأحاديث بخشوع وخوف، لا بمجرد التعجب أو السرد القصصي.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المؤمنين المتقين، وأن يقينا عذاب النار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٤١٠)، وابن أبي عاصم في السنة (٦١١) كلاهما من طريق عبد الرحمن ابن عبد اللَّه بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار فإنه حسن الحديث.
قوله: «بذراع الجبار» المقصود به بذراع الرجل الطويل الذي لا تبلغه أيدي الناس من أجل إفراطه في الطول، وليس المقصود به الرب تبارك وتعالى، فإن الحديث ليس من أحاديث الصفات على الصحيح من أقوال أهل العلم، وفيما يلي ذكر جملة من أقوال العلماء المحققين في ذلك:
قال الحافظ أبو بكر بن إسحاق -شيخ الحاكم-: «معنى قوله: بذراع الجبار: أي جبار من جبابرة الآدميين ممن كان في القرون الأولى ممن كان أعظم خلقا وأطول أعضاء وذراعا من الناس». ذكره الحاكم في المستدرك.
وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: «إن لهذا الحديث مخرجا حسنا إن كان النبي ﷺ أراده، وهو أن يكون الجبار ههنا الملِك، قال اللَّه تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ. . .﴾ [ق: ٤٥] أي بملك مسلط، والجبابرة: الملوك، وهذا كما يقول الناس: هو كذا وكذا ذراعا بذراع الملك، يريدون: بالذراع الأكبر، وأحسبه ملك من ملوك العجم، كان تامّ الذراع، فنسب إليه.
وقال الذهبي: «ليس ذا من الصفات في شيء».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 228 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ضرس الكافر مثل أحُد، وفخذه مثل البيضاء.

  • 📜 حديث: ضرس الكافر مثل أحُد، وفخذه مثل البيضاء.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ضرس الكافر مثل أحُد، وفخذه مثل البيضاء.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ضرس الكافر مثل أحُد، وفخذه مثل البيضاء.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ضرس الكافر مثل أحُد، وفخذه مثل البيضاء.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب