كان يفتتح قيام الليل بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل عشرًا

حديث: كان يفتتح قيام الليل بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل عشرًا

عن عاصم بن حُميد قال: سألت عائشة: بأي شيء كان يفتتح رسول الله ﷺ قيام الليل؟ فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا قام كبَّر عَشرًا، وحَمِدَ الله عشرًا، وسبَّح عشرًا، وهلَّل عشرًا، واستغفر عشرًا، وقال: «اللهم! اغفر لي، واهدني، وارزقني» ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة.

حسن: رواه أبو داود (٧٦٦)، والنسائي (١٦١٨)، وابن ماجه (١٣٥٦) كلّهم من حديث زيد بن الحُباب، عن معاوية بن صالح، قال: حدثني أزهر بن سعيد، عن عاصم بن حُميد فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الشريف الذي ذكر روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أخرجه أبو داود في سننه، والنسائي، وغيرهما، وصححه عدد من أهل العلم.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث وفق ما طلبت:

1. شرح المفردات:

* يفتتح: يبدأ.
* قيام الليل: الصلاة في الليل، وهي من أعظم القربات.
* كبَّر عشرًا: قال: "الله أكبر" عشر مرات.
* حمد الله عشرًا: قال: "الحمد لله" عشر مرات.
* سبَّح عشرًا: قال: "سبحان الله" عشر مرات.
* هلَّل عشرًا: قال: "لا إله إلا الله" عشر مرات.
* استغفر عشرًا: قال: "أستغفر الله" عشر مرات.
* «اللهم! اغفر لي، واهدني، وارزقني»: هذا دعاء جامع.
* ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة: يستعيذ بالله ويحتمي به من شدة وهول الموقف يوم القيامة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الحديث عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في بداية صلاته بالليل (قيام الليل أو التهجد). فقبل أن يشرع في قراءة القرآن والركوع والسجود، كان يفتتح صلاته بجملة من الأذكار والدعوات العظيمة، يكرر كل واحدة منها عشر مرات، ثم يختم بدعاء جامع واستعاذة من هول يوم القيامة. وهذا يدل على عظيم شأن هذه الأذكار وجزيل ثوابها، حيث خصها النبي صلى الله عليه وسلم بهذا العدد في بداية قيامه لله تعالى.

3. الدروس المستفادة منه:

* استحباب الإكثار من الذكر قبل الصلاة: يُستحب للمصلي أن يسبق صلاته، خاصة قيام الليل، بذكر الله تعالى، ليكون ذلك مقدمة بين يدي مناجاة ربه.
* فضل التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح والاستغفار: في تكرار هذه الكلمات العظيمة (الله أكبر، الحمد لله، سبحان الله، لا إله إلا الله، أستغفر الله) عشرةً عشرةً دليل على فضلها وعظم أجرها، فهي أفضل الكلام بعد القرآن.
* التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم: ينبغي للمسلم أن يحرص على معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في عباداته ويتابعه فيها، فهي أكمل الصور وأحبها إلى الله.
* الجمع بين الذكر والدعاء: جمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الافتتاح بين الثناء على الله (بالأذكار) وسؤاله (بالدعاء)، وهذا من آداب الدعاء.
* استشعار عظمة يوم القيامة: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التعوذ من "ضيق المقام" يوم القيامة، ليعلمنا أن نستحضر عظمة ذلك اليوم ونهتم بالاستعداد له، ونلح على الله في طلب السلامة من أهواله.
* التواضع والانكسار بين يدي الله: حتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كان يستغفر ويسأل الله الهداية والرزق، فحري بنا نحن أن نكثر من الاستغفار والدعاء.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الذكر سُنَّة وليس واجباً، فمن تركه فصلاته صحيحة، لكنه فاته أجر كبير.
* يستحب للمسلم أن يفعل هذا الهدي ليس فقط في قيام الليل، بل يمكن أن يفعله في السنن الرواتب قبل الصلوات المفروضة أو في تحية المسجد، ليعظم أجره.
* في هذا الحديث بيان لعناية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وحرصها على نقله للأمة، وقولها: "لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك" يدل على أن كثيراً من هدي النبي الخفي (مثل صلاة الليل) كان خافياً حتى على كبار الصحابة، مما يزيد هذا الحديث قيمة وخصوصية.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٧٦٦)، والنسائي (١٦١٨)، وابن ماجه (١٣٥٦) كلّهم من حديث زيد بن الحُباب، عن معاوية بن صالح، قال: حدثني أزهر بن سعيد، عن عاصم بن حُميد فذكره.
وإسناده حسن لأجل معاوية بن صالح بن حُدير، وثقه النسائي وغيره. وقال ابن عدي: هو عندي صدوق إلا أنه يقع في حديثه إفرادات.
وكذلك في الإسناد أزهر بن سعيد الحرازي حمصي «صدوق» كما قال الحافظ في التقريب.
وصححه ابن حبان (٢٦٠٢) فرواه من طريق ابن وهب، عن معاوية بن صالح به، مثله.
ورواه الإمام أحمد (٢٥١٠٢) عن يزيد، قال: أخبرنا الأصبغ، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: حدثني ربيعة الجرشي قال: سألت عائشة فقلت: فذكر الحديث، إلا أنه لم يذكر «حمد الله عشرًا» وزاد بعد قوله «اللهم! اغفر لي ...» عشرًا، ولم يذكر «وعافني»، وزاد بعد «اللهم! إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب» عشرًا.
والأصبغ هو: ابن زيد أبو عبد الله الوراق الواسطي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إلا أن ابن عدي قال في الكامل: «هذا إسناد غير محفوظ يرويه يزيد بن هارون، عن أصبغ، ولا أعلم روي عن أصبغ هذا غير يزيد بن هارون».
قال الأعظمي: يزيد بن هارون حافظ ضابط من كبار شيوخ الإمام أحمد.
قال الإمام أحمد: «كان حافظًا للحديث». وقال ابن المديني: «ما رأيت أحفظ منه». وهذا الإسناد يقوي ما قبله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 894 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يفتتح قيام الليل بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل عشرًا

📜 حديث: كان يفتتح قيام الليل بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل عشرًا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان يفتتح قيام الليل بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل عشرًا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان يفتتح قيام الليل بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل عشرًا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان يفتتح قيام الليل بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل عشرًا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية