حديث: كان خلق رسول الله ﷺ القرآن
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في نسخ قيام الليل من الفرضِ إلى النافلة إلا في حق النبي ﷺ -
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٤٦) من طريق عبد الرزاق، وهو في مصنفه (٤٧١٤) عن عمر، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام بن عامر فذكره في حديث طويل كما سيأتي في جامع صلاة النبي ﷺ في الليل.
![عن سعد بن هشام بن عامر قال: قلت لأم المؤمنين عائشة: أَنبئِيني عن خُلُقِ رسول الله ﷺ، فقالت: أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإن خلق رسول الله ﷺ كان القرآن. قال: فهممتُ أن أقومَ فبدا لي فقلت لها: أَنبئِيني عن قيام رسول الله ﷺ فقالت: أما تقرأ هذه السورة ﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾ [المزمل: ١] قال: قلت: بلى. قالت: فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة، فقام نبي الله ﷺ وأصحابه حولًا، حتى انتفخت أقدامُهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا، ثم أنزل الله التخفيف في آخر السورة، فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضةٍ. عن سعد بن هشام بن عامر قال: قلت لأم المؤمنين عائشة: أَنبئِيني عن خُلُقِ رسول الله ﷺ، فقالت: أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإن خلق رسول الله ﷺ كان القرآن. قال: فهممتُ أن أقومَ فبدا لي فقلت لها: أَنبئِيني عن قيام رسول الله ﷺ فقالت: أما تقرأ هذه السورة ﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾ [المزمل: ١] قال: قلت: بلى. قالت: فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة، فقام نبي الله ﷺ وأصحابه حولًا، حتى انتفخت أقدامُهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا، ثم أنزل الله التخفيف في آخر السورة، فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضةٍ.](img/Hadith/hadith_2577.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، فإني أسأل الله التوفيق والسداد في شرح هذا الحديث النافع العظيم، الذي يرويه الصحابي الجليل سعد بن هشام بن عامر رضي الله عنه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
نص الحديث:
عن سعد بن هشام بن عامر قال: قلت لأم المؤمنين عائشة: أَنبئِيني عن خُلُقِ رسول الله ﷺ، فقالت: أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإن خلق رسول الله ﷺ كان القرآن. قال: فهممتُ أن أقومَ فبدا لي فقلت لها: أَنبئِيني عن قيام رسول الله ﷺ فقالت: أما تقرأ هذه السورة ﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾ [المزمل: ١] قال: قلت: بلى. قالت: فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة، فقام نبي الله ﷺ وأصحابه حولًا، حتى انتفخت أقدامُهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا، ثم أنزل الله التخفيف في آخر السورة، فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضةٍ.
1. شرح المفردات:
● خُلُقِ: صفته وأخلاقه وسجيته التي جبل عليها.
● أَنبئِيني: أخبريني.
● فهممت أن أقوم: هممت أن أنهض وأترك المجلس.
● فبدا لي: خطر ببالي، أو ظهر لي شيء فعدلت عن عزمي.
● انتفخت أقدامهم: تورمت من طول القيام.
● خاتمتها: آخرها ونهايتها.
● التخفيف: التيسير ورفع المشقة.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يسأل سعد بن هشام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن أخلاق النبي ﷺ، فتجيب بأن خلقه كان القرآن، أي أنه كان تجسيدًا حيًا لتعاليم القرآن الكريم، فما أمر به القرآن فعله، وما نهى عنه اجتنبه. ثم يسألها عن قيامه الليل، فتشير إلى سورة المزمل التي فرض الله فيها قيام الليل في أولها، ثم خفف عن الأمة في آخرها فجعله نافلة بعد أن كان فريضة.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- الاقتداء برسول الله ﷺ: الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان مثالًا يُحتذى به في تطبيق القرآن، فلم يكن مجرد قارئ له، بل كان ترجمة عملية لتعاليمه.
2- مكانة أم المؤمنين عائشة: فقد كانت من أعلم الناس بسيرة النبي ﷺ وأخلاقه، وهي التي قال عنها رسول الله: «خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء».
3- مرونة التشريع الإسلامي: حيث كان قيام الليل مفروضًا في البداية، ثم خفف الله تعالى عن الأمة، مما يدل على رحمة الله ومراعاة حال المكلفين.
4- اجتهاد الصحابة في الطاعة: حيث قام النبي وأصحابه حولًا كاملًا (سنة) حتى تورمت أقدامهم، مما يدل على حرصهم على الامتثال لأمر الله.
5- فضل قيام الليل: وإن كان قد صار تطوعًا بعد أن كان فريضة، إلا أنه لا يزال من أعظم القربات وأفضل النوافل.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● سورة المزمل: نزلت في مكة، وفي أولها الأمر بقيام الليل: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا﴾، ثم نزل التخفيف في آخرها: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ...﴾ إلى قوله: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾.
● مدة الفرض: كان الليل مفروضًا لمدة عام كامل، ثم نسخ الله هذا الحكم وجعله تطوعًا.
● الخلق والقرآن: قول عائشة "كان القرآن" يعني أنه كان متخلقًا بأخلاق القرآن، مطبقًا لأحكامه، عاملاً بمواعظه، مبتعدًا عن نواهيه.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يتخلق بأخلاق القرآن، ويقتدي برسول الله ﷺ في كل أقواله وأفعاله، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وعلى هذا يدل قول ابن عباس في قوله تعالى في سورة المزمل: ﴿قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِصْفَهُ﴾ [المزمل: ٢، ٣] نسختها الآية التي فيها: ﴿عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ [المزمل: ٢٠] و﴿نَاشِئَةَ اللَّيْلِ﴾ [المزمل: ١] أولَه. وكانت صلاتهم لأول الليل، يقول: هو أجدرُ أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك أنَّ الإنسان إذا نام لم يدرِ متى يستيقظ. وقوله: ﴿وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾ [المزمل: ٦] هو أجدر أنْ يفقهَ في القرآن. وقوله: ﴿إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا﴾ [المزمل: ٧] يقول: فراغًا طويلًا.
رواه أبو داود (١٣٠٤) عن أحمد بن محمد المروزي بن شَبُّوَيْهِ، حدثني علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن لأجل الكلام في علي بن حسين وهو ابن واقد فقد تكلم فيه النسائي وغيره، ومشّاه الآخرون غير أنه لا ينزل عن درجة الحسن.
وأما يزيد النحوي فهو: ابن أبي سعيد المروزي ثقة.
وقوله: لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوًا من قيامهم في شهر رمضان، حتى نزل آخرها، وكان بين أولها وآخرها سنة.
رواه أبو داود (١٣٠٥) عن أحمد بن محمد - يعني المروزي -، حدثنا وكيع، عن مِسْعَر، عن سِماك الحنفي، عن ابن عباس فذكر مثله.
وإسناده حسن لأجل سِماك الحنفي، وهو: ابن الوليد أبو زميل وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. وقال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس.
قال الأعظمي: وهو حسن الحديث.
وأخرجه الحاكم (٢/ ٥٠٥) من طريق مِسعر به وقال: «صحيح الإسناد».
هذا الحكم خاص بأمة محمد ﷺ فإنه لا خلاف بين أهل العلم بأن قيام الليل ليس بواجب. قال الشافعي رحمه الله تعالى مستدلًّا بقوله تعالى: ﴿فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾ أنها ناسخة لقيام الليل ونصفه وثلثه وما تيسر «الرسالة» (ص ١١٦).
ولكن وقع الخلاف بين السلف في حق النبي ﷺ هل كان فرضًا عليه أم لا؟ قال ابن القيم رحمه الله تعالى وهذا ملخص كلامه: «الطائفتان احتجوا بقوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾ قالوا: فهذا صريح في عدم الوجوب.
وقال الآخرون: أمره بالتهجد في هذه السورة كما أمره في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١)﴾ ولم يجيء ما ينسخه عنه. وأما قوله تعالى: ﴿نَافِلَةً لَكَ﴾ فلو كان المراد به التطوع لم يخصه بكونه نافلة له، وإنما المراد بالنافلة الزيادة. ومطلق الزيادة لا يدل على التطوع قال تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً﴾ أي زيادة على الولد، وكذلك النافلة في تهجد النبي ﷺ زيادة في درجاته، وفي أجره ولهذا خصه بها، فإن قيام الليل في حق غيره مباح، ومكفِّر للسيئات، وأما النبي ﷺ فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو يعمل في زيادة الدرجات وعلو المراتب، وغيره يعمل في التكفير».
ثم قال رحمه الله تعالى: «والمقصود أن النافلة في الآية لم يُرَد بها ما يجوز فعلُه وتركُه، كالمستحب والمندوب، وإنما المراد بها الزيادة في الدرجات، وهذا قدر مشترك بين الفرض والمستحب، فلا يكون قوله: ﴿نَافِلَةً لَكَ﴾ نافيًا لما دلَّ عليه الأمر من الوجوب». انظر: «زاد المعاد» (١/ ٣٢٢، ٣٢٣).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 888 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 863 التسبيح للرجال والتصفيق للنساء
- 864 من رأى شيئًا في صلاته فليسبح
- 865 لا يتنخمن أحد قبل وجهه في الصلاة
- 866 المسح في المسجد فواحدة
- 867 أضع الحصى في كفي لأسجد عليها من شدة الحر
- 868 إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح...
- 869 إنك سلمت آنفا وأنا أصلي
- 870 كان رسول الله ﷺ يرد السلام بالإشارة بيده
- 871 من سلَّم على النبي وهو يُصلي فردَّ عليه
- 872 إذا صلى الإمام جالسًا فصلوا جلوسًا
- 873 خسفت الشمس والناس قيام يصلون
- 874 صلاة القاعد خلف الإمام القاعد
- 875 كان النبي ﷺ يشير في الصلاة
- 876 والذي نفسي بيده! لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد...
- 877 في صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء
- 878 رب لم تعِدني هذا وأنا استغفرك
- 879 عِفريت من الجن تفلت علي ليقطع علي صلاتي
- 880 حتى وجدت برد لسانه على يدي
- 881 تناولت الشيطان في الصلاة فلو أخذته ما انفلت مني
- 882 لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي
- 883 لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل...
- 884 كان رسول الله ﷺ ليقوم - أو ليصلي - حتى...
- 885 كان النبي ﷺ يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه
- 886 يُصَلِّي حتى تَرِم قدماه فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا
- 887 أفلا أكون عبدًا شكورًا
- 888 كان خلق رسول الله ﷺ القرآن
- 889 قام النبي بآية من القرآن ليلةً
- 890 قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها
- 891 اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن
- 892 من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله ثم...
- 893 بأيّ شيء كان نبي الله يفتح صلاته إذا قام من...
- 894 كان يفتتح قيام الليل بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل عشرًا
- 895 استيقظ النبي ليلاً فقرأ العشر الآيات الخواتم من آل عمران
- 896 «ألا تصلّيان؟» قالها رسول الله لعلي وفاطمة ليلة
- 897 من رأى النار في المنام فليستعذ بالله منها
- 898 من يوقظ صواحب الحجرات
- 899 أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل
- 900 إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا
- 901 رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته
- 902 المحافظة على الصلوات المكتوبات تخرجك من الغافلين
- 903 قم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام
- 904 مداومة النبي على قيام الليل في الصحة والمرض
- 905 قدم رسول الله ﷺ المدينة وأول ما قال أفشوا السلام
- 906 من أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى والناس نيام
- 907 من قام بمائة آية كتب من القانتين
- 908 من ألان الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام
- 909 ثلاثة يبغضهم الله: الشيخ الزاني والفقير المختال، والغني الظلوم
- 910 عليكم بقيام الليل فإنه قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة...
- 911 من كان يقوم الليل فلا يتركه
- 912 بال الشيطان في أذنيه
معلومات عن حديث: كان خلق رسول الله ﷺ القرآن
📜 حديث: كان خلق رسول الله ﷺ القرآن
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان خلق رسول الله ﷺ القرآن
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان خلق رسول الله ﷺ القرآن
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان خلق رسول الله ﷺ القرآن
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








