حديث: يُصَلِّي حتى تَرِم قدماه فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في اجتهاد النّبيّ ﷺ في قيام اللّيل لرفع الدرجات وعلو المراتب

عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ يُصَلِّي حتى تَرِم قدماه. قال: فقيل له: أتفعل هذا وقد جاءك: إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال: «أفلا
أكون عبدًا شكورًا».

صحيح: رواه الترمذي في الشمائل (٢٦٠) عن أبي عمَّار (الحسين بن حُرَيث) حدثنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ يُصَلِّي حتى تَرِم قدماه. قال: فقيل له: أتفعل هذا وقد جاءك: إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال: «أفلا
أكون عبدًا شكورًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وهو في الصحيحين. وإليك شرحه الوافي على منهج أهل السنة والجماعة:

1. شرح المفردات:


● يُصَلِّي: يؤدي الصلاة.
● تَرِم: تتعب وتتورم من شدة الوقوف والعبادة. (الوَرم: هو التعب والإعياء).
● قَدَمَاه: رجلاه.
● غُفِرَ لَكَ: سُتِرَ ذنبك، وعُفِيَ عنك، وأُسقِطَ عنك العقاب.
● عَبْدًا شَكُورًا: عبدًا كثير الشكر لله على نعمه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل الصلاة ويقف فيها وقتًا طويلاً حتى تتورم قدماه من شدة الوقوف والتعب. فسأله بعض الصحابة متعجبين: لماذا تفعل هذا يا رسول الله، وقد أخبرك الله تعالى في القرآن أنه غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم: «أفلا أكون عبدًا شكورًا»؛ أي: هل بعد هذا الفضل العظيم والمغفرة الواسعة إلا أن أكون عبدًا شاكرًا لله على نعمه، بأداء العبادة على أكمل وجه؟

3. الدروس المستفادة والعبر:


● شكر النعم بالطاعة: المغفرة نعمة عظيمة، وشكرها يكون بمزيد من الطاعة والعبادة، لا بالتقاعس والكسل.
● اجتهاد النبي في العبادة: مع أنه معصوم ومغفور له، إلا أنه كان أكثر الناس عبادة واجتهادًا؛ ليشكر ربه ويقوم بحق العبودية.
● القدوة العملية: النبي صلى الله عليه وسلم يُعلّم أمته بأفعاله قبل أقواله، فلو قصر في العبادة بحجة المغفرة، لاقتدى به من بعده.
● العبادة ليست للتكفير فقط: العبادة ليست لمجرد تكفير الذنوب، بل هي غاية العبودية لله، وشكرٌ له على نعمه.
● الحث على الاجتهاد في الطاعة: ينبغي للمسلم أن يجتهد في العبادة، ولا يتكاسل بحجة أنه سيغفر له أو أنه ليس بحاجة إلى الأجر.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على كمال عبودية النبي صلى الله عليه وسلم لربه، وأنه قدوة في الشكر والاجتهاد.
- المغفرة المذكورة في قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1-2]، هي مغفرة خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا تُقاس على غيره.
- الشكر يكون بالقلب (الاعتراف بالنعمة)، واللسان (الثناء والحمد)، والجوارح (الطاعة والامتثال).
- هذا الحديث يرد على من يتكاسل في العبادة بحجة أن الله غفور رحيم، فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو المغفور له كان أشد اجتهادًا.
فاللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين، ووفقنا للاقتداء بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأفعاله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي في الشمائل (٢٦٠) عن أبي عمَّار (الحسين بن حُرَيث) حدثنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة (١١٨٤) ورواه من طريق الفضل بن موسى به مثله.
وإسناده حسن لأجل محمد بن عمرو فإنه صدوق، ولكن له طرق أخرى.
فقد رواه أيضًا الترمذي في الشمائل (٢٦١)، وابن ماجه (١٤٢٠) كلاهما من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ يُصلي حتى تنتفخ قدماه كما عند الترمذي، وعند ابن ماجه: حتى تورَّمتْ قدماه وبقية الحديث نحوه وهذا إسناد حسن أيضًا.
ورواه النسائي (١٦٤٥) من وجه آخر عن سفيان، عن عاصم بن كُلَيب عن أبيه، عن أبي هريرة مختصرًا: كان رسول الله ﷺ يُصلِّي حتى تزلغ - يعني تشقَّقُ - قدماه. وهذا سند صحيح أيضًا، وهذه الطرق يُقوي بعضُها بعضًا فيصير الحديث صحيحًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 886 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُصَلِّي حتى تَرِم قدماه فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا

  • 📜 حديث: يُصَلِّي حتى تَرِم قدماه فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يُصَلِّي حتى تَرِم قدماه فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يُصَلِّي حتى تَرِم قدماه فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يُصَلِّي حتى تَرِم قدماه فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب