قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها

حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها

عن أبي ذر قال: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يردِّدُها. والآية: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة: ١١٨].

حسن: رواه النسائي (١٠١٠)، وابن ماجه (١٣٥٠) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا قُدامة بن عبد الله، قال: حدثتني جَسرة بنتُ دجاجةَ، قالت: سمعتُ أبا ذر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي ذر رضي الله عنه الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تُظهر مدى خشية النبي ﷺ وتعظيمه لربه، وليستقيم الشرح سأقسمه إلى عدة نقاط:

1. نص الحديث وروايته:

روى الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في "السنن الكبرى"، وابن ماجه، وغيرهم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (قَامَ النَّبِيُّ ﷺ بِآيَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ يُرَدِّدُهَا، وَالْآيَةُ: ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾).

2. شرح المفردات:

● قَامَ النَّبِيُّ ﷺ بِآيَةٍ: أي صلى بالليل وقرأ هذه الآية في صلاته.
● حَتَّى أَصْبَحَ: أي استمر في قيام الليل وتلاوة هذه الآية إلى وقت الفجر.
● يُرَدِّدُهَا: يعيدها ويكررها في تلاوته ودعائه.

3. المعنى الإجمالي للحديث:

يصور لنا هذا الحديث المشهد العظيم لنبي الله ﷺ وهو قائم بين يدي ربه في جوف الليل، يكرر آية واحدة من كتاب الله طوال الليل حتى مطلع الفجر. وهذه الآية هي ختام سورة المائدة، وهي كلمات قالها عيسى ابن مريم عليه السلام يوم القيامة ردًا على سؤال الله تعالى له: ﴿أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ﴾ [المائدة: 116]، فينفي عيسى عنه هذا الجرم العظيم، ويخبر أنه ما قال لهم إلا ما أمره الله به، ثم يختم قوله بهذه الآية التي تجسد كمال التفويض والاستسلام لأمر الله وحكمته، مع الإقرار المطلق بعزته وكمال حكمته.

4. الدروس المستفادة والعبر:

● عظم خشية النبي ﷺ وتعظيمه لربه: فمع أنه ﷺ المعصوم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إلا أنه يقف بين يدي ربه بهذه الخشية والهيبة، مما يدل على شدة خوفه من الله وتعظيمه له.
● التأمل في معاني القرآن: ليس المقصود من التلاوة مجرد حركة اللسان، بل التدبر في المعاني والوقوف عند عظات القرآن وعبره.
● كمال التفويض والاستسلام لله: فالآية تعلم المسلم كيف يسلم الأمر كله لله، ويعترف بأن الأمر كله بيده، وأنه تعالى هو العزيز الذي لا يغلب، الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها.
● فضل قيام الليل والتدبر في القرآن: وفيه حث على الاقتداء بالنبي ﷺ في إطالة القيام والتدبر في آيات الله.
● الأسلوب النبوي في التربية: ففعله ﷺ هذا هو درس عملي لأمته في كيفية التعبد بهذه الآية وفهم معناها.
### 5. لماذا اختار النبي ﷺ هذه الآية بالذات؟
لأنها جمعت بين:
● التعظيم لله تعالى (فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
● الاعتراف بالعبودية المطلقة (فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ).
● التفويض الكامل لله في أمر العذاب أو المغفرة.
● الإقرار بحكمته تعالى التي قد تخفى على العباد.
فهي آية تصلح أن تكون من جوامع الدعاء والمناجاة، حيث يسلم العبد أمره لربه، ويعترف بعجزه frente لحكمته وعزته.

خلاصة:

كان النبي ﷺ يكرر هذه الآية ليلاً كاملاً يتدبر معناها، ويستشعر عظمة ربه، ويعلم أمته كيف يكون الخضوع الكامل والتفويض المطلق لله عز وجل، مع الإقرار بكمال حكمته وعزته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٠١٠)، وابن ماجه (١٣٥٠) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا قُدامة بن عبد الله، قال: حدثتني جَسرة بنتُ دجاجةَ، قالت: سمعتُ أبا ذر فذكره.
وأخرجه الحاكم (١/ ٢٤١) من هذا الوجه، وصحّحه.
وصحّحه أيضًا البوصيري في زوائد ابن ماجه، وذكره ابن خزيمة (١/ ٢٧١) بدون إسناد وعلَّق الخبر على الصحة. ورواه الإمام أحمد (٢١٣٢٨) عن محمد بن فُضيل، حدثني فُليت العامري - وهو قدامة بن عبد الله وزاد فيه: فلما أصبح، قلت: يا رسول الله! ما زلتَ تقرأ هذه الآية حتى أصبحت، تركع بها وتسجد بها؟ قال: «إني سألت ربي الشفاعة لأمتي فأعطانيها، وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئًا».
وإسناده حسن لأجل جَسْرة بنت دَجَاجةَ العامرية، وثَّقه العجلي وابن حبان، وقال الدارقطني: يعتبر بحديثها، يعني في الشواهد والمتابعات. وإلا فهي «مقبولة». كما قال الحافظ في التقريب، وجعلها أبو نعيم في الصحابة، وهو وهم منه.
والخلاصة إن حديث أبي ذر يشهد له حديث عائشة، وله شاهد أيضًا من حديث أبي سعيد الآتي:
وأما ما رُوي عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ ردَّدَ آية حتى أصبح ففيه رجل لم يعرف من هو؟ رواه الإمام أحمد (١١٥٩٣/ ٢) عن زيد بن الحباب، أخبرني إسماعيل بن مسلم الناجي، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد الخدري فذكره.
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٧٣): «فيه إسماعيل بن مسلم الناجي ولم أجد من ترجمه».
قال الأعظمي: ولم يترجم له الحافظ في «التعجيل» فلعله من رجال الكتب الستة نُسب إلى غير أبيه، أو غير مهنته، وأخشى أن يكون هو: إسماعيل بن مسلم المكي؛ لأنه في طبقته إلا أنه ضعيف جدًّا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 890 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها

📜 حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية