حديث: ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نزول الرّب ﷿ إلى السّماء الدّنيا

عن نافع بن جبير، عن أبيه، عن النبيّ ﷺ قال: «ينزل اللَّهُ عز وجل في كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا فيقول: هل من سائل فأُعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، حتى يطلع الفجرُ».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٧٤٥)، والبزّار -كشف الأستار (٣١٥٢) -، وأبو يعلى (٧٤٠٨)، والنسائيّ في اليوم واللّيلة (٤٨٧)، وابن أبي عاصم في «السنة» (٥٠٧)، والدّارقطني في النزول (٤) كلّهم من طريق حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، به، واللّفظ لأحمد.

عن نافع بن جبير، عن أبيه، عن النبيّ ﷺ قال: «ينزل اللَّهُ ﷿ في كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا فيقول: هل من سائل فأُعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، حتى يطلع الفجرُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، فيه من معاني رحمة الله تعالى ولطفه بعباده ما يشرح الصدور ويريح النفوس. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:


● ينزل: النزول هنا يليق بجلال الله تعالى، من غير تشبيه ولا تمثيل، ولا كيفيّة، على ما يليق بعظمته سبحانه، فنؤمن به من غير تحريف ولا تعطيل.
● السَّمَاءِ الدُّنْيَا: هي أقرب السماوات إلى الأرض.
● هل من سائل: أي هل من طالب حاجة أو راغب في شيء فأعطيه إياه.
● فأُعطيه: أي أجيب دعاءه وأقضي حاجته.
● هل من مستغفر: أي طالب مغفرة من ذنوبه.
● فأغفر له: أي أتجاوز عن ذنوبه وأمحوها.
● حتى يطلع الفجر: أي يبدأ وقت صلاة الفجر وينتهي الليل.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينزل في الثلث الأخير من كل ليلة – وهو الوقت الذي يبقى للفجر – إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وعظمته، فينادي عباده نداء رحمة وكرماً، فيقول: (هل من سائل) أي طالب حاجة أو رازق رزقاً فأعطيه سؤله، (هل من مستغفر) تائب من ذنبه فأغفر له وأتوب عليه. وهذا النزول والإعطاء والمغفرة يستمر طوال هذا الجزء من الليل حتى يطلع الفجر.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- سعة رحمة الله تعالى وعظيم كرمه: فالله سبحانه ينزل بنفسه – سبحانه – ليدعو عباده إلى سؤاله ومغفرته، وهذا منتهى الجود والكرم.
2- الحث على قيام الليل والتهجد فيه: خاصة في هذا الوقت المبارك (الثلث الأخير من الليل) الذي يكون فيه الرب تعالى قريباً من عباده، مجيباً لدعائهم.
3- التيسير على العباد: فالله تعالى يغفر الذنوب جميعاً لمن استغفر وتاب، ويعطي السائلين من فضله الذي لا ينفد.
4- فضل الدعاء في هذا الوقت: فهو وقت إجابة، ينبغي للمسلم أن يحرص عليه ويدعو الله فيه بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة.
5- إثبات صفة النزول لله تعالى: على الوجه الذي يليق بجلاله من غير تشبيه بخلقه، وهو من صفات الله الفعلية التي يفعلها متى شاء كيف شاء.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- وقت النزول: هو الثلث الأخير من الليل، كما جاء في روايات أخرى للحديث. ويمكن معرفته بحساب وقت الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، ثم تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء.
- هل النزول كل ليلة؟: نعم، النزول يكون في كل ليلة، وليس في ليالي معينة، مما يدل على استمرار فضل الله ورحمته.
- حكم من ينام عن هذا الوقت: لا إثم على من نام عنه لعذر أو لغيره، ولكن فاته خير عظيم. ويمكن أن يعوضه بدعاء في أوقات الإجابة الأخرى، مثل آخر الليل بشكل عام، أو بين الأذان والإقامة، أو في السجود، وغيرها.
- ما يشرع في هذا الوقت: يشرع للمسلم أن يكثر من الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن والصلاة، فإن الله قريب مجيب.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاستغلال هذه الأوقات الفاضلة، وأن يجعلنا من المستغفرين السائلين المقبولين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٦٧٤٥)، والبزّار -كشف الأستار (٣١٥٢) -، وأبو يعلى (٧٤٠٨)، والنسائيّ في اليوم واللّيلة (٤٨٧)، وابن أبي عاصم في «السنة» (٥٠٧)، والدّارقطني في النزول (٤) كلّهم من طريق حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، به، واللّفظ لأحمد.
وصحّحه ابنُ خزيمة، وأخرجه في كتاب التوحيد (١/ ٢٩٢).
وإسناده صحيح على شرط مسلم، وصحّحه أيضًا الحافظ ابن القيم كما في «مختصر الصواعق» (ص ٣٧٤).
ولا يُعلُّ هذا بما رواه نافع بن جبير مرةً عن أبيه، ومرةً عن أبي هريرة، وأخرى عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ؛ فإنّ الرّاوي قد يشك في اسم الصحابي، فمن جزم حجة على من لم يجزم، وأمّا كونه عن أبيه، أو عن أبي هريرة، فلعلّ نافعًا سمع من الاثنين.
ولذا وقع الخلاف في بعض ألفاظ الحديث ففي حديثه عن أبي هريرة: «حتى تُرجل الشّمس» هكذا ذكره ابن خزيمة في كتاب التوحيد (١/ ٢٩٤).
وقال: «وبين طلوع الفجر وبين ترجل الشّمس ساعة طويلة. فلفظ خبره الذي روى عن أبيه، أو عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ غير مسمّى - غيرُ لفظ خبره الذي روى عن أبي هريرة. فهذا كالدّال على أنّهما خبران لا خبرًا واحدًا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 275 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا

  • 📜 حديث: ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب