حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نزول الرّب ﷿ إلى السّماء الدّنيا

وعن أبي هريرة يقول: قال رسول اللَّه ﷺ: «ينزل اللَّهُ في السّماء الدّنيا لشطر اللّيل، أو لثلث اللّيل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له، أو يسألني فأعطيه، ثم يقول: من يُقْرِضُ غيرَ عديم ولا ظلوم».

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٥٨: ١٧١) عن حجّاج بن الشاعر، حدّثنا محاضر أبو المورِّع، حدّثنا سعد بن سعيد، قال: أخبرني ابن مرجانة، قال: سمعتُ أبا هريرة، فذكره.

وعن أبي هريرة يقول: قال رسول اللَّه ﷺ: «ينزل اللَّهُ في السّماء الدّنيا لشطر اللّيل، أو لثلث اللّيل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له، أو يسألني فأعطيه، ثم يقول: من يُقْرِضُ غيرَ عديم ولا ظلوم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونعلم.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 1145)، ومسلم في صحيحه (رقم 758)، وهو من الأحاديث التي تُبيّن عظمة الله تعالى ورحمته بعباده.

أولاً. شرح المفردات:


● ينزل الله في السماء الدنيا: النزول هنا يليق بجلال الله تعالى، على الوجه الذي أراده، بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل، كما هو معتقد أهل السنة والجماعة.
● لشطر الليل، أو لثلث الليل الآخر: أي عند منتصف الليل، أو في الثلث الأخير منه، وهو وقت السحر.
● من يدعوني فأستجيب له: من يطلب مني حاجة فأقضيها له.
● من يسألني فأعطيه: من يطلب مني عطاءً فأمنحه إياه.
● من يُقْرِض غير عديم ولا ظلوم: من يقرضني بالعمل الصالح، وأنا غير محتاج ولا ظالم، بل سأرده مضاعفاً.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينزل في الثلث الأخير من كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول لعباده: من الذي يدعوني فأستجيب لدعائه، ومن الذي يسألني فأعطيه سؤاله، ثم يضرب مثلاً للمستجيبين له بأنهم كالمقرض لله، والله تعالى هو الغني الذي لا يفتقر إلى أحد، وهو العدل الذي لا يظلم أحداً، وسيجزيهم على قرضهم أحسن الجزاء وأوفره.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة الله ورحمته: الحديث يدل على سعة رحمة الله تعالى وفضله على عباده، حيث ينزل في هذا الوقت المبارك ليقبل الدعاء ويستجيب السؤال.
2- فضل الثلث الأخير من الليل: هذا الوقت من الليل هو وقت مبارك، ينزل فيه الرب جل جلاله، ويستجيب فيه الدعاء، فينبغي للمسلم أن يحرص على قيام هذا الجزء من الليل بالدعاء والصلاة والذكر.
3- الحث على الدعاء والسؤال: الله تعالى يحب أن يسأله عباده، ويعدهم بالإجابة والعطاء، فليكثر المسلم من الدعاء في هذا الوقت وغيره.
4- تشبيه العمل الصالح بالقرض لله: وهذا من أعظم التشبيهات، حيث أن العمل الصالح هو قرض لله تعالى، والله يرده على صاحبه بأضعاف مضاعفة، وهو غني عن العالمين، ولا يظلم مثقال ذرة.
5- إثبات صفة النزول لله تعالى: على الوجه الذي يليق بجلاله، من غير تشبيه ولا تمثيل، كما يعتقد أهل السنة والجماعة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث المتعلقة بصفات الله تعالى، وأهل السنة يمرونها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
- وقت النزول يبدأ من منتصف الليل، وأفضله الثلث الأخير، ويمتد إلى طلوع الفجر.
- يستحب الإكثار من الدعاء في هذا الوقت، ومن الأدعية المأثورة: "اللهم إنك تغفر الذنوب ولا تُحجب عن قضاء الحوائج، فأغفر لي ذنبي، واقض حاجتي" وغيرها من الأدعية.
- قيام الليل في هذا الوقت من أعظم القربات، وقد قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79].
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لقيام الليل، والإكثار من الدعاء فيه، إنه سميع مجيب.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٥٨: ١٧١) عن حجّاج بن الشاعر، حدّثنا محاضر أبو المورِّع، حدّثنا سعد بن سعيد، قال: أخبرني ابن مرجانة، قال: سمعتُ أبا هريرة، فذكره.
وقوله: «غير عديم» قال أهل اللّغة: يقال: أعدم الرّجل إذا افتقر، فهو معدِم وعديم وعدوم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 272 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه؟

  • 📜 حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ينزل الله في السماء الدنيا لثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب