حديث: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نزول الرّب ﷿ إلى السّماء الدّنيا

عن أبي سعيد وأبي هريرة، قالا: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه يمهل حتى إذا ذهب ثلث اللّيل الأوّل نزل إلى السّماء الدّنيا، فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر».

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٥٨: ١٧٢) من طرق عن جرير، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، يرويه عن أبي سعيد، وأبي هريرة، فذكراه.

عن أبي سعيد وأبي هريرة، قالا: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه يمهل حتى إذا ذهب ثلث اللّيل الأوّل نزل إلى السّماء الدّنيا، فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما، يعد من أحاديث الرجاء والفضل العظيم، وهو من الأحاديث التي تُظهر سعة رحمة الله تعالى بعباده.

شرح المفردات:


● يُمْهِلُ: يصبر ويؤخر العقوبة، ويترك العباد ليتوبوا.
● ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ: أول جزء من الليل بعد غروب الشمس، حيث ينقسم الليل إلى ثلاثة أجزاء متساوية.
● السَّمَاءِ الدُّنْيَا: أقرب السماوات إلى الأرض.
● هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ: هل من طالب للمغفرة.
● هَلْ مِنْ تَائِبٍ: هل من راجع إلى الله تائبًا عن ذنبه.
● هَلْ مِنْ سَائِلٍ: هل من طالب حاجة من حوائج الدنيا والآخرة.
● هَلْ مِنْ دَاعٍ: هل من داعٍ يدعو الله ويسبحه ويحمده.
● حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ: حتى يطلع الصبح وينتشر نوره.

المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يتفضل على عباده في ثلث الليل الأخير (بعد منتصف الليل وقبل الفجر) بنزول خاص إلى السماء الدنيا، ليس نزولًا كَنُزول المخلوقين، بل نزولًا يليق بجلاله وعظمته، لا يعلم كيفيته إلا هو. وفي هذا الوقت الكريم، ينادي الله تعالى نداءً يسمعه من شاء من خلقه: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ ويستمر هذا النزول والنداء حتى يطلع الفجر.

الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: الحديث من أعظم الأدلة على مدى رحمة الله بعباده وتفضله عليهم، حيث يتحين وقتًا خاصًا ليقبل توبتهم ويستجيب دعاءهم.
2- فضل قيام الليل: يحث الحديث على اغتنام هذا الوقت المبارك (آخر الليل) للتقرب إلى الله بالدعاء والاستغفار والذكر والصلاة.
3- إثبات صفة النزول لله تعالى: يثبت الحديث صفة النزول لله تعالى كما يليق بجلاله، من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تكييف ولا تعطيل.
4- الحث على الدعاء والاستغفار: فيه ترغيب عظيم في الإكثار من الدعاء والاستغفار في هذا الوقت، مع الثقة بإجابة الله تعالى.
5- بيان حرص الله على مغفرة عباده: ينادي الله تعالى على نفسه الكريمة بسؤال العباد عن حاجاتهم، وهذا من كرمه وجوده تعالى.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا النزول الإلهي يحدث كل ليلة، وهو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كما جاءت.
- يستحب للمسلم أن يحرص على قيام آخر الليل، ولو بركعتين خفيفتين، وأن يكثر من الدعاء والاستغفار في هذا الوقت.
- وقت هذا الفضل يبدأ من منتصف الليل تقريبًا حتى طلوع الفجر، وأفضله الثلث الأخير من الليل.
- هذا الحديث يدخل في باب "أحاديث الصفات"، فيجب الإيمان بها دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاغتنام أوقات فضله، وأن يجعلنا من المستغفرين التائبين الداعين المستجاب لهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٥٨: ١٧٢) من طرق عن جرير، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، يرويه عن أبي سعيد، وأبي هريرة، فذكراه.
ورواه أيضًا عن شعبة، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد غير أن حديث منصور أتم وأكثر.
ورواه ابن أبي الدّنيا في التهجد (٢٤٦) من طريق أبي عوانة، عن أبي إسحاق بإسناده غير أن فيه: «إنّ اللَّه تعالى يهبط إذا ذهب ثلث الأول، وبقي ثلث الليل. . .» والباقي مثله.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (٨٩٧٤) غير أنه قال: «إنّ اللَّه يُمهل حتى يذهب ثلثُ الليل، ثم يهبط فيقول: هل من داع، فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟».
ورواه أيضًا (١١٢٩٥) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، مثل لفظ مسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 271 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟

  • 📜 حديث: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب