صلاة النبي ﷺ سُبحة الضحى في بيت عتبان بن مالك

حديث: صلاة النبي ﷺ سُبحة الضحى في بيت عتبان بن مالك

عن عِتبان بن مالك: أنَّ رسول الله ﷺ صلَّى في بيته سُبْحةَ الضُّحي، فقاموا وراءه فصلّوا بصلاته.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٣٧٧٣) عن عثمان بن عمر، حدثنا يونس، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عِتْبان بن مالك فذكره.

عن عِتبان بن مالك: أنَّ رسول الله ﷺ صلَّى في بيته سُبْحةَ الضُّحي، فقاموا وراءه فصلّوا بصلاته.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وبعد:
الحديث الشريف:
عن عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَلَّى فِي بَيْتِهِ سُبْحَةَ الضُّحَى، فَقَامُوا وَرَاءَهُ فَصَلَّوا بِصَلَاتِهِ".
(رواه الإمام البخاري في صحيحه، ولفظه في البخاري: "فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ" بدل "سُبْحَةَ الضُّحَى")

الشرح التفصيلي:

# 1. شرح المفردات:

● عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ: صحابي جليل من الأنصار، كان ممن شهد بدرًا مع النبي ﷺ.
● سُبْحَةَ الضُّحَى: أي صلاة الضحى، وهي النافلة التي تُصلى بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح إلى قبيل الزوال. وسميت "سُبحة" من التسبيح، لأن الصلاة فيها تسبيح وذكر لله.
● فَقَامُوا وَرَاءَهُ: أي أن جماعة من الصحابة كانوا حاضرين في بيت عتبان، فلما بدأ النبي ﷺ يصلي، وقفوا خلفه يصلون معه.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي الجليل عتبان بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ دخل بيته فصلى فيه ركعتي صلاة الضحى (نافلة)، وكان هناك مجموعة من الصحابة حاضرين، فلمّا رأوه يبدأ في الصلاة، انتظموا خلفه في صفوف وصلّوا هذه النافلة معه جماعة، متبعين له في حركاته وسكناته.

# 3. الدروس المستفادة والفوائد الشرعية:

● مشروعية صلاة النافلة جماعة: الحديث دليل على جواز صلاة النافلة جماعةً، وإن كانت الأصل فيها أن تكون منفردًا. وهذا من باب التوافق والتعاون على الخير، ولا بأس به إذا حصل عفواً دون قصد مسبق لتشكيل جماعة.
● اتباع الإمام في النافلة: يجوز للإنسان أن ينوي صلاة نافلة ثم يقتدي بمن يصلي نافلة أخرى، فيدخل معه في الصلاة.
● فضل صلاة الضحى: الحديث يذكر صلاة الضحى بشكل خاص، مما يؤكد على سنيتها وفضلها العظيم.
● تواضع النبي ﷺ وإقبال الصحابة على الخير: يدل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم على اقتناص أي فرصة للصلاة مع النبي ﷺ ولو في نافلة، كما يدل على تواضعه ﷺ وصلاته في بيوت أصحابه.
● استحباب إكرام الضيف وإدخال السرور عليه: كان هذا الحديث في سياق قصة زيارة النبي ﷺ لبيت عتبان بن مالك ليعوده من مرض، فدل على استحباب عيادة المريض وإدخال السرور عليه بما يسرّه من الطاعات.

# 4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث جزء من قصة طويلة مشهورة في الصحيحين، حيث طلب عتبان من النبي ﷺ أن يأتي إلى بيته ليصلي في مكان منه يتخذه مصلى، فاستجاب له النبي ﷺ وقام بزيارته وصلى فيه.
- صلاة النافلة جماعة على نوعين: ما وردت به السنة باستمرار كصلاة التراويح، وهذا مستحب. وما كان عارضًا كما في هذا الحديث، وهذا جائز ولا بأس به.
- يستفاد من الحديث أيضًا: جواز الصلاة في البيت، لكن الأفضل للمرء أن يصلي النوافل في بيته كما ورد في الأحاديث الأخرى ("أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة").
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٣٧٧٣) عن عثمان بن عمر، حدثنا يونس، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عِتْبان بن مالك فذكره.
ورواه أيضًا (١٦٤٧٩) عن يحي بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري به ولفظه: صلَّى رسول الله ﷺ ضُحّي، وسلَّمنا حين سلَّم، وأنه -يعني- صلَّى بهم في مسجدٍ عندهم، وصحّحه ابن خزيمة (١٢٣١) ورواه من طريق عثمان بن عمر به مثله.
وأصل حديث عِتبان عند مالك في قصر الصلاة (٨٦) عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيعلاالأنصاري أنَّ عِتبان بن مالك كان يؤُم قومه، وهو أعمى، وأنَّه قال لرسول الله ﷺ: إنَّها تكون الظُّلمةُ، والمطرُ، والسيلُ، وأنا رجلٌ ضريرُ البصرِ، فصَلِّ يا رسول الله! في بيتي مكانًا اتخذه مُصلًّى، فجاءه رسول الله ﷺ فقال: «أين تحبُّ أن أصلِّيَ؟ فأشار له إلى مكانٍ من البيت. فصلَّي فيه رسول الله ﷺ.
ورواه البخاري في الأذان (٦٦٧) عن إسماعيل، قال: حدثني مالك به مثله. ورواه هو أيضًا في مواضع منها في الصلاة -المساجد في البيوت- (٤٢٥) ومنها في الأذان (٨٣٨، ٨٤٠).
ومسلم في المساجد (٣٣/ ٢٦٣) من طرقٍ غير مالك، عن ابن شهاب به مختصرًا ومطوَّلًا.
ورواه البغوي في «شرح السنة» (٤/ ١٣٦) من طريق عثمان بن عمر، نا يونس، عن الزهري، به ولفظه: «صلَّى في بيته سُبحة الضُّحى، فقاموا وراءه فصلَّوا». وقال: «متفق على صحته».
وفيه نظر، فإن الشيخين لم يخرجا اللفظ الذي ساقه البغوي وحديث يونس عن الزهري رواه البخاري في المغازي (٤٠١٠) وليس فيه لفظ الضُحى، ولكن ذكره البخاري معلَّقًا وبوَّبه بقوله:
«صلاة الضُّحى في الحضر قاله عِتْبان بن مالك، عن النبي ﷺ» «الفتح» (٣/ ٥٦) وأشار الحافظ إلى رواية الإمام أحمد عن عثمان بن عمر، عن يونس به.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1142 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة النبي ﷺ سُبحة الضحى في بيت عتبان بن مالك

📜 حديث: صلاة النبي ﷺ سُبحة الضحى في بيت عتبان بن مالك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلاة النبي ﷺ سُبحة الضحى في بيت عتبان بن مالك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلاة النبي ﷺ سُبحة الضحى في بيت عتبان بن مالك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلاة النبي ﷺ سُبحة الضحى في بيت عتبان بن مالك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية