حديث: صلاة الخوف: يحرس بعضهم بعضًا في الصلاة.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يحرس بعضهم بعضًا في صلاة الخوف

عن ابن عبَّاسٍ قال: قام النبي ﷺ، وقام الناس معه فكبَّر وكبَّروا معه، وركع وركع ناس منهم، ثم سجد وسجدوا معه، ثم قام للثانية فقام الذين سجلوا وحرسوا لإخوانهم، وأتتِ الطائفة الأخرى فركعوا وسجدوا معه، والناس كلهم في صلاة، ولكن يحرس بعضهم بعضًا.

صحيح: رواه البخاري في الخوف (٩٤٤) عن حيوة بن شريح، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عبَّاسٍ قال: قام النبي ﷺ، وقام الناس معه فكبَّر وكبَّروا معه، وركع وركع ناس منهم، ثم سجد وسجدوا معه، ثم قام للثانية فقام الذين سجلوا وحرسوا لإخوانهم، وأتتِ الطائفة الأخرى فركعوا وسجدوا معه، والناس كلهم في صلاة، ولكن يحرس بعضهم بعضًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع وبما نعلم. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، وهو من الأحاديث التي تُبيِّن رحمة الإسلام ومرونته ومراعاته لأحوال المصلين حتى في أحلك الظروف وأصعبها. وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه.
ودعنا نتفضل بشرح هذا الحديث النبوي الشريف على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● قام النبي ﷺ، وقام الناس معه: أي بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الصلاة، فاصطف الناس خلفه ليصلوا معه.
● فحرسوا لإخوانهم: أي قاموا بحراستهم والدفاع عنهم من أي عدو أو خطر قد يهاجمهم أثناء صلاتهم.
● الطائفة الأخرى: القسم الثاني أو المجموعة الثانية من الجيش.
● ولكن يحرس بعضهم بعضًا: أي أن الصلاة لم تتعطل، بل استمر الجميع في عبادة الله، ولكن بطريقة تتضمن التعاون والتكافل لحماية الجماعة.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف لنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما صلاة الخوف التي صلىها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في إحدى الغزوات. ففي حالة الخوف من هجوم العدو، لم تُترك الصلاة، بل أديت بطريقة مبتكرة تحقق مقصودها مع الحفاظ على أمن المصلين.
فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، فاصطف معه جميع الصحابة. ثم كبّر فكبروا معه، وعندما ركع، ركع بعضهم (الطائفة الأولى) بينما بقي الآخرون واقفين يحرسونهم ويتربصون بالعدو. وعندما سجد النبي والساجدون، قام الحراس لأداء الركعة الثانية. ثم جاءت الطائفة التي كانت تراقب العدو فأدت ركعتها وسجدتها مع النبي في الركعة الثانية، بينما تولى الآخرون حراستهم. وهكذا أدى الجميع الصلاة كاملة، ولكن في أمان وتعاون.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة الشريعة ومرونتها: الشرع الإسلامي جاء موافقًا لفطرة الإنسان وواقعه، فهو لا يكلف الناس بما لا طاقة لهم به. فصلاة الخوف تظهر كيف راعت الشريعة ظروف الحرب والخوف دون إسقاط فريضة الصلاة.
2- الحفاظ على الجماعة والتعاون: الحديث صورة رائعة للتكافل الاجتماعي والعسكري، حيث يتناوب المؤمنون على العبادة والحراسة، تحقيقًا لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]. فالبِر هنا هو إتمام الصلاة، والتقوى هي الحذر من العدو.
3- أهمية الصلاة وعدم تركها لأي عذر: حتى في ساحة المعركة ووجه الخطر الداهم، لم تُهمل الصلاة، مما يدل على عظم مكانتها في الإسلام.
4- القدوة في القيادة: النبي ﷺ كان يقود الصلاة بنفسه ويشارك أمته في وقت الشدة، مما يربي فيهم spirit الشجاعة والطمأنينة.
5- تنظيم الجماعة المسلمة: يُستفاد من الحديث أهمية التنظيم والتخطيط في شؤون المسلمين جميعًا، الدينية والدنيوية، فلم تكن الصلاة فوضى، بل كانت منظمة بدقة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الصلاة هي إحدى صور صلاة الخوف التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النساء: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} [النساء: 102]. فالحديث شرح تطبيقي عملي لهذه الآية الكريمة.
- هذه الصورة من صلاة الخوف هي إحدى الصور الواردة، وقد وردت صور أخرى تختلف في كيفية الأداء حسب اختلاف موقف العدو ودرجة الخطر.
- الفقهاء يستنبطون من هذا الحديث مشروعية صلاة الجماعة حتى في حال الخوف، ومشروعية التناوب على الواجبات بين أفراد المجتمع المسلم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على الصلاة في كل أحوالنا، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الخوف (٩٤٤) عن حيوة بن شريح، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1130 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة الخوف: يحرس بعضهم بعضًا في الصلاة.

  • 📜 حديث: صلاة الخوف: يحرس بعضهم بعضًا في الصلاة.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة الخوف: يحرس بعضهم بعضًا في الصلاة.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة الخوف: يحرس بعضهم بعضًا في الصلاة.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة الخوف: يحرس بعضهم بعضًا في الصلاة.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب