حديث: من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب صلاة الضُحى وأقلُّها ركعتان وأكملها ثمان ركعات

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: بعث رسولُ الله ﷺ سَريَّةً، فغَنِموا، وأسْرَعوا الرجْعَة، فتحدَّث الناس بقُرْبِ مغْزاهم، وكثرة غَنيمتِهم، وسرعة رَجْعتِهم،
فقال رسول الله ﷺ: «ألا أدلُّكم على أقرب منه مغزىّ، وأكثرَ غَنيمةً، وأوشك رجْعَةً؟ من توضَّأ ثمَّ غدا إلى المسجد لسُبحةِ الضُّحى، فهو أقربُ مغرّى، وأكثرُ غَنيمَةً، وأوشك رَجْعَةً».

حسن: رواه الإمام أحمد (٦٦٣٨) عن حسن، حدثنا ابن لهيعة، حُدثني حُييُّ بن عبد الله، أن أبا عبد الرحمن الحُبُلي حدَّثه، عن عبد الله بن عمرو فذكره.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: بعث رسولُ الله ﷺ سَريَّةً، فغَنِموا، وأسْرَعوا الرجْعَة، فتحدَّث الناس بقُرْبِ مغْزاهم، وكثرة غَنيمتِهم، وسرعة رَجْعتِهم،
فقال رسول الله ﷺ: «ألا أدلُّكم على أقرب منه مغزىّ، وأكثرَ غَنيمةً، وأوشك رجْعَةً؟ من توضَّأ ثمَّ غدا إلى المسجد لسُبحةِ الضُّحى، فهو أقربُ مغرّى، وأكثرُ غَنيمَةً، وأوشك رَجْعَةً».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.

الحديث الشريف:


عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: بعث رسولُ الله ﷺ سَريَّةً، فغَنِموا، وأسْرَعوا الرجْعَة، فتحدَّث الناس بقُرْبِ مغْزاهم، وكثرة غَنيمتِهم، وسرعة رَجْعتِهم، فقال رسول الله ﷺ: «ألا أدلُّكم على أقرب منه مغزىّ، وأكثرَ غَنيمةً، وأوشك رَجْعَةً؟ من توضَّأ ثمَّ غدا إلى المسجد لسُبحةِ الضُّحى، فهو أقربُ مغرّى، وأكثرُ غَنيمَةً، وأوشك رَجْعَةً».
راوي الحديث:
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو من الصحابة الكرام المشهورين بكثرة روايته للحديث والعلم.
درجة الحديث:
حسن أو صحيح. رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن خزيمة في صحيحه، والطبراني في المعجم الكبير، وهو حسن في صحيح الجامع.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● سَرِيَّةً: جماعة من الجيش يبعثون في مهمة قتالية (عادة تكون أقل من 400 فرد).
● غَنِموا: حصلوا على غنائم من العدو (أموال وأسلحة وغيرها).
● أَسْرَعُوا الرَّجْعَة: عادوا بسرعة من مهمتهم.
● مَغْزًى: مكان الغزو أو وجهة السريّة.
● أَوْشَكَ رَجْعَةً: أسرع عودة.
● غَدَا: ذهب في وقت الغداة (أي أول النهار).
● لِسُبْحَةِ الضُّحَى: لأجل صلاة الضحى (والسبحة هنا指 النافلة أو الصلاة).

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو أن النبي ﷺ أرسل مجموعة من الجنود في مهمة عسكرية، فعادوا منها بغنائم كثيرة وبسرعة، مما أثار إعجاب الناس وحديثهم عن قرب المسافة التي قطعوها، وكثرة ما كسبوه، وسرعة عودتهم.
فانتهز النبي ﷺ هذه الفرصة ليعلم أصحابه وأمته درساً عظيماً، فاستفز فضولهم بسؤال: "ألا أدلكم على ما هو أفضل من ذلك؟"، ثم بين أن الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الضحى بعد الوضوء هو "غزوة" روحية أفضل بكثير. فهي:
● أقرب مغزى: مسافتها قريبة، فقط إلى المسجد.
● أكثر غنيمة: أجرها وثوابها عند الله أعظم وأكثر من أي غنيمة دنيوية.
● أوشك رجعة: يعود الإنسان منها فور انتهائه من الصلاة إلى حياته الطبيعية، لكنه يحصل على الأجر كاملاً.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● تفضيل الجهاد الأصغر (النفسي والروحي): يوضح النبي ﷺ أن جهاد النفس والعبادة له فضل عظيم، وقد يكون في أوقات السلم أفضل من الغزو المادي.
● التسهيل على الأمة: ليس كل إنسان قادراً على الخروج للجهاد، ولكن الصلاة في المسجد (وصلاة الضحى خاصة) متاحة للجميع وتؤدي إلى أجر عظيم.
● حثّ على صلاة الضحى: الحديث من أبرز الأحاديث التي تحث على المحافظة على صلاة الضحى وتبين فضلها العظيم. وهي صلاة الأوابين (التوابين).
● قيمة الوقت والجهد: النبي ﷺ يعلمنا أن يستثمر المرء وقته وجهده في ما يعود عليه بأعظم نفع، وهو رضا الله تعالى والأجر في الآخرة.
● الحكمة في التعليم: استخدم النبي ﷺ أسلوب المقارنة مع حدث واقعي أثار إعجاب الناس ليربط بينه وبين العمل الصالح، مما يجعله أوقع في النفس وأسهل للحفظ والفهم.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● صلاة الضحى: أقلها ركعتان، وأفضلها ثمان ركعات، ووقتها من بعد شروق الشمس بنحو 15-20 دقيقة إلى قبل أذان الظهر بنحو 10-15 دقيقة.
● أجرها: ورد في أحاديث أخرى أن من حافظ على صلاة الضحى تكفى حوائجه اليومية، ويُغفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.
● الوضوء والذهاب إلى المسجد: هما من الأعمال المستقلة التي لها أجر عظيم، فكيف إذا قُرنت بصلاة الضحى؟!
● الغنيمة الحقيقية: هي ما يغنمه العبد من رضا الله، ومغفرته، ورفع درجاته في الجنة، وهي غنيمة لا يفنى ولا يبلى.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على صلاة الضحى، وأن يتقبل منا صالح الأعمال. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٦٦٣٨) عن حسن، حدثنا ابن لهيعة، حُدثني حُييُّ بن عبد الله، أن أبا عبد الرحمن الحُبُلي حدَّثه، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وإسناده حسن فإنَّ حييَّ بن عبد الله مختلف فيه، وخلاصة القول فيه كما قال ابن عدي: أرجو أنَّه لا بأس به إذا روى عنه ثقة.
وابن لهيعة فيه كلام معروف، إلَّا أنَّه توبع؛ فقد رواه الطبراني في «الكبير» (١٠٠ - قطعة من الجزء ١٣ - ١٤) من وجه آخر عن ابن وهب، حدّثني حيي، بإسناده مثله.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٣٥): «رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام، ورجال الطبراني ثقات، لأنه جعل بدل ابن لهيعة ابن وهب».
وقال المنذري في «الترغيب والترهيب» (١/ ٤٦٣): «رواه أحمد من رواية ابن لهيعة، والطبراني بإسناد جيد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1149 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى

  • 📜 حديث: من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب