حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً

عن ابن عمر قال: قال النبي ﷺ لمَّا رجع من الأحزاب: «لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة» فأدرك بعضَهم العصرُ في الطريق، فقال بعضُهم: لا نُصلِّي حتَّى تأتيها، وقال بعضُهم: بل نُصلِّي، ولم يُرِد مِنَّا ذلك، فذُكِر للنبي ﷺ فلم يُعنِّف واحدًا منهم.

متفق عليه: رواه البخاري في صلاة الخوف (٩٤٦) وفي المغازي (٤١١٩)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٧٠) كلاهما عن عبد الله بن محمد ابن أسماء الضُّبعي، حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن عبد الله فذكره.

عن ابن عمر قال: قال النبي ﷺ لمَّا رجع من الأحزاب: «لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة» فأدرك بعضَهم العصرُ في الطريق، فقال بعضُهم: لا نُصلِّي حتَّى تأتيها، وقال بعضُهم: بل نُصلِّي، ولم يُرِد مِنَّا ذلك، فذُكِر للنبي ﷺ فلم يُعنِّف واحدًا منهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث الشريف:
عن ابن عمر قال: قال النبي ﷺ لمَّا رجع من الأحزاب: «لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة» فأدرك بعضَهم العصرُ في الطريق، فقال بعضُهم: لا نُصلِّي حتَّى تأتيها، وقال بعضُهم: بل نُصلِّي، ولم يُرِد مِنَّا ذلك، فذُكِر للنبي ﷺ فلم يُعنِّف واحدًا منهم.
رواه البخاري (946) ومسلم (1770).


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● لما رجع من الأحزاب: أي بعد انتهاء غزوة الأحزاب (أو الخندق).
● بني قريظة: قبيلة يهودية كانت تسكن في ضواحي المدينة، وقد نقضت عهدها مع المسلمين أثناء الغزوة.
● فأدرك بعضهم العصر في الطريق: أي أن وقت صلاة العصر دخل وهم في طريقهم إلى بني قريظة.
● لم يُرِد منا ذلك: أي أن المقصود من الأمر لم يكن منع الصلاة في الوقت، بل الإسراع في السير.
● فلم يُعنِّف واحدًا منهم: لم يوبخ أو يلام أيًا من الفريقين.


# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


بعد انتهاء غزوة الأحزاب، توجه النبي ﷺ بجيشه إلى بني قريظة لمحاسبتهم على نقض العهد، وأمر الصحابة ألا يصلي أحد صلاة العصر إلا عند وصولهم إلى ديار بني قريظة، حتى يسارعوا في السير ويصلوا بسرعة.
وقد دخل وقت صلاة العصر أثناء الطريق، فاختلف الصحابة في فهم الأمر النبوي:
● الفريق الأول: فهم الأمر على ظاهره، فأخَّر الصلاة حتى وصلوا إلى بني قريظة، معتقدين أن هذا هو المراد.
● الفريق الثاني: فهم أن المقصود هو الحث على الإسراع، لا تأخير الصلاة عن وقتها، فصلوا في الطريق.
عُرض الأمر على النبي ﷺ، فلم يعنف أحدًا من الفريقين، مما يدل على أن كلا الفهمين مقبول شرعًا، وأن الأمر كان يحتمل أكثر من معنى.


# 3. الدروس المستفادة منه:


● مراعاة المقاصد الشرعية: الأمر النبوي كان بهدف الإسراع، لا تفويت وقت الصلاة، مما يدل على أهمية فهم مقاصد الأوامر الشرعية.
● اجتهاد الصحابة: الصحابة اجتهدوا في فهم النص، وكل منهم بذل وسعه في تطبيق ما يعتقد أنه الصواب.
● التسامح مع الاجتهاد المختلف: النبي ﷺ قبل كلا الاجتهادين، مما يدل على أن الاجتهاد في المسائل الاجتهادية مقبول إذا كان عن دليل وبذل للجهد.
● أهمية الوقت في الصلاة: الأصل هو أداء الصلاة في وقتها، والأمر بتأخيرها هنا كان لأمر طارئ ومصلحة وقتية.
● الحكمة من الأوامر الشرعية: قد تأتي الأوامر لأسباب ظرفية، وعلى المسلم أن ينتبه للحكمة منها.


# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأدلة على أن الاجتهاد في فهم النصوص سائغ، وأن اختلاف الفهم لا يؤدي إلى التخطئة إذا كان عن اجتهاد صحيح.
- يستدل به العلماء على أن الأمر إذا تعددت احتمالاته، فإن المكلف يختار ما يراه أقرب إلى الصواب.
- يُستفاد منه أيضًا أن تأخير الصلاة لأسباب عارضة جائز إذا كان لفترة قصيرة ولم يؤدِ إلى خروج الوقت.
- هذا الموقف يدل على حكمة النبي ﷺ في تعامله مع أصحابه، حيث لم يلم أحدًا، بل تقبل الاجتهادين.

الخاتمة:
هذا الحديث يعلمنا مراعاة المقاصد الشرعية، ويظهر سماحة الإسلام في التعامل مع اجتهادات المكلفين، كما يؤكد على أهمية الصلاة وأدائها في وقتها ما لم يكن هناك سبب شرعي للتأخير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في صلاة الخوف (٩٤٦) وفي المغازي (٤١١٩)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٧٠) كلاهما عن عبد الله بن محمد ابن أسماء الضُّبعي، حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن عبد الله فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم: نادي فينا رسول الله ﷺ يوم انصرف عن الأحزاب: «أن لا يُصَلِّينَّ أحد الظهرَ إلَّا في بني قريظة» فتخوَّف ناسٌ فوتَ الوقت فصلّوْا دون بني قُريظة، وقال آخرون: لا نُصَلِّي إلَّا حيث أمرنا رسول الله ﷺ وإن فاتنا الوقت. قال: فما عَنَّفَ واحدًا من الفريقين» انتهى.
قال الحافظ في الفتح (٧/ ٤٠٨) أكثر المخرجين ذكروا لفظ»الظهر«كما ذكره مسلم إلَّا أنَّ بعض أصحاب السِّيَرِ ذكروا لفظَ العصر، ثمَّ حاول الجمع بين اللفظين ثم رجح لفظ مسلم، وقال عن البخاري: لعله كتبه من حفظه، ولم يُراعِ اللَّفظ كما عُرِف من مذهبه في تجويز ذلك، بخلاف مسلم فإنَّه يحافظ على اللَّفظ كثيرًا، وإنَّما لم أُجوِّز عكسَه لموافقةِ من وافق مسلمًا على لفظِهِ بخلاف البخاري» انتهى.
ومن التأويلات التي ذكرها قوله: وقد جمع بعض العلماء بين الروايتين باحتمال أن يكون بعضهم قبل الأمر كان صلَّى الظهر، وبعضهم لم يُصلِّها، فقيل لمن لم يُصَلِّها: لا يُصلِّينَّ أحد الظهرَ، ولمن صلَّاها لا يُصلِّين أحدٌ العصر. وجمع بعضهم باحتمال أن تكون طائفة منهم راحت بعد طائفة، فقيل للطائفة الأولى: الظهر، وقيل للطائفة التي بعدها العصر. ثم قال الحافظ: وكلاهما جمع لا بأس به. انتهي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1132 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة

  • 📜 حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب