حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً
متفق عليه: رواه البخاري في صلاة الخوف (٩٤٦) وفي المغازي (٤١١٩)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٧٠) كلاهما عن عبد الله بن محمد ابن أسماء الضُّبعي، حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن عبد الله فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث الشريف:
عن ابن عمر قال: قال النبي ﷺ لمَّا رجع من الأحزاب: «لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة» فأدرك بعضَهم العصرُ في الطريق، فقال بعضُهم: لا نُصلِّي حتَّى تأتيها، وقال بعضُهم: بل نُصلِّي، ولم يُرِد مِنَّا ذلك، فذُكِر للنبي ﷺ فلم يُعنِّف واحدًا منهم.
رواه البخاري (946) ومسلم (1770).
الشرح التفصيلي:
# 1. شرح المفردات:
● لما رجع من الأحزاب: أي بعد انتهاء غزوة الأحزاب (أو الخندق).
● بني قريظة: قبيلة يهودية كانت تسكن في ضواحي المدينة، وقد نقضت عهدها مع المسلمين أثناء الغزوة.
● فأدرك بعضهم العصر في الطريق: أي أن وقت صلاة العصر دخل وهم في طريقهم إلى بني قريظة.
● لم يُرِد منا ذلك: أي أن المقصود من الأمر لم يكن منع الصلاة في الوقت، بل الإسراع في السير.
● فلم يُعنِّف واحدًا منهم: لم يوبخ أو يلام أيًا من الفريقين.
# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
بعد انتهاء غزوة الأحزاب، توجه النبي ﷺ بجيشه إلى بني قريظة لمحاسبتهم على نقض العهد، وأمر الصحابة ألا يصلي أحد صلاة العصر إلا عند وصولهم إلى ديار بني قريظة، حتى يسارعوا في السير ويصلوا بسرعة.
وقد دخل وقت صلاة العصر أثناء الطريق، فاختلف الصحابة في فهم الأمر النبوي:
● الفريق الأول: فهم الأمر على ظاهره، فأخَّر الصلاة حتى وصلوا إلى بني قريظة، معتقدين أن هذا هو المراد.
● الفريق الثاني: فهم أن المقصود هو الحث على الإسراع، لا تأخير الصلاة عن وقتها، فصلوا في الطريق.
عُرض الأمر على النبي ﷺ، فلم يعنف أحدًا من الفريقين، مما يدل على أن كلا الفهمين مقبول شرعًا، وأن الأمر كان يحتمل أكثر من معنى.
# 3. الدروس المستفادة منه:
● مراعاة المقاصد الشرعية: الأمر النبوي كان بهدف الإسراع، لا تفويت وقت الصلاة، مما يدل على أهمية فهم مقاصد الأوامر الشرعية.
● اجتهاد الصحابة: الصحابة اجتهدوا في فهم النص، وكل منهم بذل وسعه في تطبيق ما يعتقد أنه الصواب.
● التسامح مع الاجتهاد المختلف: النبي ﷺ قبل كلا الاجتهادين، مما يدل على أن الاجتهاد في المسائل الاجتهادية مقبول إذا كان عن دليل وبذل للجهد.
● أهمية الوقت في الصلاة: الأصل هو أداء الصلاة في وقتها، والأمر بتأخيرها هنا كان لأمر طارئ ومصلحة وقتية.
● الحكمة من الأوامر الشرعية: قد تأتي الأوامر لأسباب ظرفية، وعلى المسلم أن ينتبه للحكمة منها.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأدلة على أن الاجتهاد في فهم النصوص سائغ، وأن اختلاف الفهم لا يؤدي إلى التخطئة إذا كان عن اجتهاد صحيح.
- يستدل به العلماء على أن الأمر إذا تعددت احتمالاته، فإن المكلف يختار ما يراه أقرب إلى الصواب.
- يُستفاد منه أيضًا أن تأخير الصلاة لأسباب عارضة جائز إذا كان لفترة قصيرة ولم يؤدِ إلى خروج الوقت.
- هذا الموقف يدل على حكمة النبي ﷺ في تعامله مع أصحابه، حيث لم يلم أحدًا، بل تقبل الاجتهادين.
الخاتمة:
هذا الحديث يعلمنا مراعاة المقاصد الشرعية، ويظهر سماحة الإسلام في التعامل مع اجتهادات المكلفين، كما يؤكد على أهمية الصلاة وأدائها في وقتها ما لم يكن هناك سبب شرعي للتأخير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قال الحافظ في الفتح (٧/ ٤٠٨) أكثر المخرجين ذكروا لفظ»الظهر«كما ذكره مسلم إلَّا أنَّ بعض أصحاب السِّيَرِ ذكروا لفظَ العصر، ثمَّ حاول الجمع بين اللفظين ثم رجح لفظ مسلم، وقال عن البخاري: لعله كتبه من حفظه، ولم يُراعِ اللَّفظ كما عُرِف من مذهبه في تجويز ذلك، بخلاف مسلم فإنَّه يحافظ على اللَّفظ كثيرًا، وإنَّما لم أُجوِّز عكسَه لموافقةِ من وافق مسلمًا على لفظِهِ بخلاف البخاري» انتهى.
ومن التأويلات التي ذكرها قوله: وقد جمع بعض العلماء بين الروايتين باحتمال أن يكون بعضهم قبل الأمر كان صلَّى الظهر، وبعضهم لم يُصلِّها، فقيل لمن لم يُصَلِّها: لا يُصلِّينَّ أحد الظهرَ، ولمن صلَّاها لا يُصلِّين أحدٌ العصر. وجمع بعضهم باحتمال أن تكون طائفة منهم راحت بعد طائفة، فقيل للطائفة الأولى: الظهر، وقيل للطائفة التي بعدها العصر. ثم قال الحافظ: وكلاهما جمع لا بأس به. انتهي.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1132 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 1107 يُسَبِّح النبي على الراحلة قبل أي وجه توجه
- 1108 يُصلي على راحلته حيث توجَّهَتْ
- 1109 لا يُرَخَّص للنساء أن يُصلين على الدواب
- 1110 يُصَلِّي على راحلته أينما توجَّهت يومئُ
- 1111 يُصلي على حمار وهو متوجه إلى خيبر
- 1112 كان رسول الله ﷺ يُصلي على راحلته حيث كان وجهه
- 1113 صلاة النبي على حمار لغير القبلة
- 1114 كان إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة
- 1115 يُصَلِّي على راحلته نحو المشرق، والسجود أخفضُ من الركوع
- 1116 صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ في غزوة نجد
- 1117 صلاة الخوف يوم ذات الرقاع مع النبي ﷺ
- 1118 صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ في غزوة جهينة
- 1119 صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ كما يصنع الحرس
- 1120 صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ بعسفان.
- 1121 صلاة الخوف عام غزوة نجد مع رسول الله ﷺ
- 1122 كبر رسول الله وكبرت الطائفة الذين صفوا معه
- 1123 الله يمنعني منك
- 1124 فرض الله الصلاة في الحضر أربعًا وفي السفر ركعتين وفي...
- 1125 صلاة الخوف بذي قَرَدٍ على صفين
- 1126 صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ
- 1127 صلاة الخوف: النبي يصلي بطائفتين لكل طائفة ركعة
- 1128 صلاة الخوف: صف بين يديه وصف خلفه
- 1129 صلاة الخوف في بعض أيامه
- 1130 صلاة الخوف: يحرس بعضهم بعضًا في الصلاة.
- 1131 صلاة الخوف سجدتين كصلاة أحراسكم خلف أئمتكم
- 1132 لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة
- 1133 اقتله ثم صلِّ أومئ إيماءً
- 1134 النبي ﷺ يُصَلِّي الضُّحى ثماني ركعات في بيت أم هانئ
- 1135 صلاة النبي ﷺ الضحى يومئذٍ ركعتين.
- 1136 أربع ركعات ويزيد ما شاء
- 1137 يُصبح على كل سُلامَى من أحدكم صدقة
- 1138 صلاة الضحى والوتر قبل النوم وصيام ثلاثة أيام
- 1139 ابن آدم اركع لي من أول النهار أربع ركعات أكفك...
- 1140 لا تنم حتى توتر
- 1141 في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً فعليه أن يتصدق عن كل...
- 1142 صلاة النبي ﷺ سُبحة الضحى في بيت عتبان بن مالك
- 1143 أوصاني خليلي بثلاث، لا أدعهن حتى أموت
- 1144 رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه ثم عمد إلى المسجد
- 1145 يا ابن آدم لا تعجزني من أربع ركعات في أول...
- 1146 اكفني أول النهار بأربع ركعات أكفك بهن آخر يومك
- 1147 ابن آدم، لا تعجزن من أربع ركعات في أول النهار،...
- 1148 فضل الخروج متطهرا لصلاة الفريضة كأجر الحاج
- 1149 من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى
- 1150 كان رسول الله ﷺ يصلي من الضحى
- 1151 ما رأيت رسول الله يصلي سبحة الضحى قط
- 1152 ما رأيت النبي صلى الضحى قط إلا مرة
- 1153 كان النبي ﷺ لا يصلي الضحى إلا أن يجيء من...
- 1154 لا يُصَلِّي الضُّحَى إِلَّا إِذَا قَدِمَ مِنْ غَيْبَةٍ
- 1155 صلاة رغبة ورَهبة: سألت ربي ثلاثًا فأعطاني ثنتين
- 1156 لا أخاله النبي ﷺ يصلي الضحى
معلومات عن حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة
📜 حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصرَ إلَّا في بني قُريظة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








