حديث: رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه ثم عمد إلى المسجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب صلاة الضُحى وأقلُّها ركعتان وأكملها ثمان ركعات

عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله ﷺ بعثًا، فأعظَموا الغنيمةَ وأسرعوا الكرَّة، فقال رجل: يا رسول الله! ما رأينا بعثًا قط أسرع كرَّةٌ، ولا أعظم منه غنيمةً من هذا البعث؟ فقال رسول الله ﷺ: «ألا أخبركم بأسرع كرَّةً منه، وأعظم غنيمةً! رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءَه، ثم عمد إلى المسجد فصلَّي فيه الغداةَ، ثم عقَّب بصلاة الضَّحْوةِ، فقد أسرع الكرَّة وأعظم الغنيمة».

حسن: رواه أبو يعلي (٦٥٢٨) عن أبي (وهو ابن أبي شيبة) حدثنا حاتم (ابن إسماعيل) عن حُميد بن صَخْرٍ، عن المقبري، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله ﷺ بعثًا، فأعظَموا الغنيمةَ وأسرعوا الكرَّة، فقال رجل: يا رسول الله! ما رأينا بعثًا قط أسرع كرَّةٌ، ولا أعظم منه غنيمةً من هذا البعث؟ فقال رسول الله ﷺ: «ألا أخبركم بأسرع كرَّةً منه، وأعظم غنيمةً! رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءَه، ثم عمد إلى المسجد فصلَّي فيه الغداةَ، ثم عقَّب بصلاة الضَّحْوةِ، فقد أسرع الكرَّة وأعظم الغنيمة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي طلبت شرحه: حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يربط بين الجهاد في سبيل الله، وهو ذروة سنام الإسلام، وبين العبادة اليومية التي يؤديها المسلم، ليبين أن الثواب العظيم لا يكون فقط في ساحات القتال، بل وفي بيوت الله وطاعته في كل حين.
وإليك الشرح المفصل للحديث:


أولاً. شرح المفردات:


* بَعَثًا: أي سرية أو جماعة من الجيش أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم للقتال في سبيل الله.
* أَعْظَمُوا الغَنِيمَةَ: كسبوا غنائم كثيرة وقيمة من العدو.
* أَسْرَعُوا الكَرَّةَ: عادوا سريعًا من مهمتهم دون تأخير أو خسائر تذكر. والكرَّة: العودة والرجوع.
* الغَدَاة: صلاة الفجر.
* عَقَّبَ: تابع وواصل بعدها مباشرة.
* صلاة الضُّحَى: صلاة النافلة التي تؤدى بعد شروق الشمس وارتفاعها قيد رمح، وقبيل الظهر.


ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل سريةً (جماعة من الجند) للجهاد، فكانت نتائجها مبهرة؛ حيث عادوا بسرعة وسلامة، وكسبوا غنائم كبيرة. فتعجب رجل من هذه السرعة في العودة وكثرة الغنيمة، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم متعجبًا: لم نر بعثًا أفضل من هذا!
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بتوجيهه وأنظره إلى ما هو أعظم أجرًا وأكثر غنيمة، قائلاً: (ألا أدلكم على من هو أسرع عودة وأعظم غنيمة من هذا البعث؟ إنه رجل يتوضأ في بيته وضوءًا كاملاً متقنًا، ثم يذهب إلى المسجد فيصلي فريضة الفجر مع الجماعة، ثم ينتظر في مصلاه – أو يعود لبيته ثم يرجع – ليصلي ركعتي الضحى بعد أن ترتفع الشمس، فهذا هو الذي أسرع في كسب الأجر (بالعودة إلى بيته بعد الفجر ثم العودة للمسجد للضحى، أو بانتظاره في المسجد) وأعظم في الغنيمة (غنيمته هي الأجر والثواب من الله، والرحمة، والقرب منه تعالى).


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تفاضل الطاعات: يبين الحديث أن بعض الأعمال الصالحة التي يراها الناس عادية قد تفوق في أجرها أعمالاً جليلة كالجهاد، وذلك بحسب نية العبد وإخلاصه وإتقانه للعمل.
2- عظم أجر الصلاة في المسجد: خاصة صلاة الفجر في جماعة، لما فيها من مشقة ترك الفراش والذهاب إلى بيت الله.
3- فضل إسباغ الوضوء: والإتيان به على أكمل وجه، فهو مفتاح الصلاة.
4- فضل صلاة الضحى: وهي صلاة الأوابين (كثيري الرجوع إلى الله)، والتي وعد النبي صلى الله عليه وسلم أن من يحافظ عليها تكفيه مؤنة يومه.
5- الغنيمة الحقيقية: هي ما يكسبه العبد من رضا الله وجنته، لا المال والدنيا الزائلة. فغنيمة المجاهد في هذا المثال الدنيوية لا تساوي غنيمة المصلي الروحية والأخروية.
6- الحث على المكوث في المسجد: وانتظار الصلاة بعد الصلاة، كما يفهم من قوله "ثم عقب بصلاة الضحى"، مما يزيد في الأجر والثواب.
7- ترغيب الناس في الطاعات: كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يوجه الأنظار إلى أبواب الخير المتاحة للجميع، وليس فقط لأهل الجهاد، لئلا يحقر أحد من شأن عمله.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


* درجة الحديث: الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وقال عنه المنذري: إسناده حسن. وهو حسن في "صحيح الجامع".
* لمناسبة: هذا الحديث يعد منبهاً للمسلم أن لا يستعظم عملاً دون آخر، وأن يجتهد في البحث عن الأعمال التي فيها أجر عظيم وقد تكون غير ظاهرة للعيان.
* التطبيق العملي: يحثنا هذا الحديث على:
* المحافظة على صلاة الفجر في جماعة.
* إتقان الوضوء.
* المحافظة على صلاة الضحى، ولو ركعتين.
* تذكر أن القرب من الله هو الغنيمة الكبرى في هذه الحياة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على الصلوات، المقبلين عليه، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلي (٦٥٢٨) عن أبي (وهو ابن أبي شيبة) حدثنا حاتم (ابن إسماعيل) عن حُميد بن صَخْرٍ، عن المقبري، عن أبي هريرة فذكره.
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٣٥): رجاله رجال الصحيح.
قال الأعظمي: وهو كما قال إلَّا أنَّ حميد بن صخر وإن كان من رجال مسلم وهو مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
أبي بكر بن أبي شيبة به مثله.
وأورده المنذري في «الترغيب والترهيب» (١/ ٤٦٣) وقال كما قال الهيثمي وزاد: والبزار وابن حبان في صحيحه، وبين البزار في روايته أن الرجل أبو بكر رضي الله عنه. انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1144 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه ثم عمد إلى المسجد

  • 📜 حديث: رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه ثم عمد إلى المسجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه ثم عمد إلى المسجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه ثم عمد إلى المسجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه ثم عمد إلى المسجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب