حديث: صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: وفي الخوف ركعة

عن ثعلبة بن زَهدم قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقال: أيُّكم صلَّي مع رسول الله ﷺ صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا. فصلَّي بهؤلاء ركعةً، وبهؤلاء ركعة، ولم يقضوا.

صحيح: رواه أبو داود (١٢٤٦)، والنسائي (١٥٣١) كلاهما من طريق يحيى، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني أشعث بن سُليم، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم فذكره.

عن ثعلبة بن زَهدم قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقال: أيُّكم صلَّي مع رسول الله ﷺ صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا. فصلَّي بهؤلاء ركعةً، وبهؤلاء ركعة، ولم يقضوا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه، وغيرهم.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


● ثعلبة بن زهدم: هو ثعلبة بن زهدم الجرمي، تابعي ثقة، من أهل الكوفة.
● سعيد بن العاص: هو سعيد بن العاص الأموي، صحابي جليل، كان واليًا على الكوفة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
● طبرستان: إقليم قديم يقع جنوب بحر قزوين (في إيران حاليًا)، وكانت من مناطق الفتوحات الإسلامية.
● صلاة الخوف: هي الصلاة التي يؤديها المسلمون في حالة الحرب أو الخوف من عدو.
● حذيفة: هو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، صحابي جليل، كان من كبار الصحابة وأحد أمناء رسول الله ﷺ على أسراره.
● فصلى بهؤلاء ركعة وبهؤلاء ركعة: أي صلى بجماعة من المصلين ركعة، ثم صلى بالجماعة الأخرى ركعة.
● ولم يقضوا: أي أن كلا الطائفتين أتمت صلاتها بركعة واحدة مع الإمام مباشرة، دون حاجة إلى قضاء الركعة الثانية.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا التابعي ثعلبة بن زهدم أنهم كانوا في منطقة طبرستان خلال إحدى الغزوات مع الصحابي سعيد بن العاص، فسأل سعيدٌ الصحابةَ الموجودين معه: "أيكم صلى مع رسول الله ﷺ صلاة الخوف؟"، فأجابه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان أنه صلىها مع النبي ﷺ، ثم قام حذيفة ليصلي بهم صلاة الخوف عملاً بسنة النبي ﷺ، فصلى بطائفة من الجيش ركعة، ثم صلى بالطائفة الأخرى ركعة، فكانت صلاة كل طائفة ركعة واحدة خلف الإمام (أي أن الإمام صلى في المجموع ركعتين، ولكن كل مجموعة من المصلين صلى مع الإمام ركعة واحدة فقط، فأتمت كل مجموعة ركعتها الثانية بعد انصراف الإمام، أو أثناء صلاة الإمام بالطائفة الأخرى حسب بعض الروايات).
وقوله "ولم يقضوا" يعني أن كل طائفة لم تقضِ الركعة التي فاتتها، لأن صلاتها قد اكتملت بركعة مع الإمام وركعة منفردة.

3. الدروس المستفادة منه:


● مشروعية صلاة الخوف: الحديث دليل على مشروعية صلاة الخوف في حالة الحرب وخوف العدو، وهي من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.
● التعلم من الصحابة: حرص سعيد بن العاص على سؤال من صلى مع النبي ﷺ ليتعلم منه كيفية أداء الصلاة على الوجه الصحيح، وهذا يدل على حرص الصحابة على اتباع السنة.
● اتباع السنة: تصرف حذيفة رضي الله عنه في تطبيق ما رآه من النبي ﷺ يدل على وجوب اتباع السنة والعمل بها.
● التيسير في الدين: في حالات الخوف والشدة يشرع الله تعالى من الرخص ما يتناسب مع الظرف، ومن ذلك صلاة الخوف بأشكالها المختلفة.
● حرص الصحابة على تعليم الدين: حرص حذيفة رضي الله عنه على تعليم من معه سنة النبي ﷺ عمليًا.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- وردت صلاة الخوف في القرآن الكريم في سورة النساء الآية 102: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ...}.
- لصلاة الخوف صور متعددة كما جاءت في السنة، وصورة هذه الرواية هي إحدى صورها، حيث يصلي الإمام ركعتين، فيصلي بالطائفة الأولى ركعة ثم ينصرفون لحراسة المسلمين، وتأتي الطائفة الثانية فيصلي بهم الركعة الثانية، ثم يسلم الإمام، فتتم كل طائفة ركعتها الباقية بعد سلام الإمام.
- هذا الحديث يبين إحدى الصور العملية لصلاة الخوف التي مارسها النبي ﷺ وعلمها لأصحابه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، والعاملين بشرعه، والمدافعين عن دينه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٢٤٦)، والنسائي (١٥٣١) كلاهما من طريق يحيى، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني أشعث بن سُليم، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم فذكره.
ورجاله ثقات، إنَّما الخلاف في ثعلبة بن زهدم في صحبته، والراجح أنَّه من الطبقة الأولى من التابعين.
وصححه ابن خزيمة (١٣٤٣) من طريق محمد بن بشار وهو بندار، وأبي موسى محمد بن المثنى كلاهما عن يحيى بن سعيد به مثله وقال: ولم يقضوا هذا لفظ حديث أبي موسى.
وقال بندار: عن أشعث بن أبي الشعثاء ولم يقل: «ولم يقضوا». وأشعث بن أبي الشعثاء هو: ابن سُليم.
ثم روى عن محمد بن أبي موسى قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا سفيان، حدثني أبو بكر ابن أبي الجهم، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس أنَّ رسول الله ﷺ صلَّى بذي قَرَدٍ، قال أبو موسى: مثل حديث حذيفة.
وذكر بندار الحديث مثل حديث حذيفة. وقال في آخره: «ولم يقضوا». انتهى.
فبين ابن خزيمة الخلاف بين حديثي ابن عباس وحذيفة ففي حديث حذيفة. قال أبو موسي: «لم يقضوا». ولم يقل ذلك بندار.
وفي حديث ابن عباس قال بندار: ولم يقضوا.
والظاهر منه أن أبا موسى لم يقل في حديث ابن عباس: لم يقضوا.
وحديث حذيفة رواه أيضًا الإمام أحمد (٢٣٢٦٨)، والحاكم (١/ ٣٣٥) كلاهما من طريق سفيان إلَّا أنَّ الإمام أحمد أحال لفظ الحديث على حديث ابن عبَّاس، وزيد بن ثابت.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وجعل حديث ابن عباس شاهدًا لحديث حُذيفة.
ولحديث حذيفة طرق أخرى عند الإمام أحمد إلَّا أنَّها ضعيفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1126 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ

  • 📜 حديث: صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب