صلاة الخوف: النبي يصلي بطائفتين لكل طائفة ركعة

حديث: صلاة الخوف: النبي يصلي بطائفتين لكل طائفة ركعة

عن القاسم بن حسان قال: أتيت زيد بن ثابت فسألتُه عن صلاة الخوف فقال: صلَّي رسول الله ﷺ وصفٌّ خلْفه، وصفٌّ بإزاء العدوُ، فصلَّى بهم ركعةً، ثمَّ ذهبوا إلى مصافٍّ إخوانهم، وجاء الآخرون، فصلَّى بهم ركعة، ثمَّ سلَّم، فكان للنبي ﷺ ركعتان ولكل طائفة ركعةٌ.

حسن: رواه النسائي (١٥٣١)، والإمام أحمد (٢١٥٩٣)، وابن خزيمة (١٣٤٥)، وابن حبان (٢٨٧٠)، والبيهقي (٣/ ٢٦٢) كلهم من طريق سفيان، عن الرُّكَين الفزاري، عن القاسم بن حسان فذكره، واللفظ لابن حبان، وأمَّا النسائي فأحال على حديث حذيفة، والإمام أحمد أحال على حديث ابن عباس، وابن خزيمة أحال على حديث حذيفة، وإسناده حسن فإنَّ القاسم بن حسَّان وهو العامري الكوفي روى عنه اثنان ووثقه أحمد بن صالح كما ذكره ابن شاهين في «ثقاته» (١٠٩٤) وذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٣٠٥) واعتمده ابن خزيمة وابن حِبَّان فأخرجا الحديث في صحيحيهما.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، يصف لنا صفة من صفات صلاة الخوف التي صلى بها النبي ﷺ، وهي من الأحكام الخاصة التي شرعها الله تعالى رحمةً بأمة الإسلام وتيسيراً عليهم في حال القتال.

شرح المفردات:

● أتيت زيد بن ثابت: أي ذهبت إليه لأستفهم منه.
● صلاة الخوف: الصلاة التي تؤدى في حالة الخوف من العدو أثناء القتال.
● صف خلفه: جماعة من المسلمين وقفت خلف النبي ﷺ ليصلي بهم.
● صف بإزاء العدو: جماعة أخرى وقفت مقابل العدو لتراقبه وتحرس المصلين.
● مصاف إخوانهم: أي مكان وقوف وإعداد إخوانهم الذين كانوا يواجهون العدو.
● طائفة: جماعة أو فريق.

المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل القاسم بن حسان أنه ذهب إلى زيد بن ثابت - رضي الله عنه - وهو من كبار فقهاء الصحابة وكتَّاب الوحي، ليسأله عن كيفية أداء صلاة الخوف. فأخبره زيد أن النبي ﷺ صلى صلاة الخوف بتقسيم الجيش إلى فريقين:
- فريق وقف مع النبي ﷺ ليصلي بهم.
- وفريق آخر وقف مقابل العدو لحراستهم والاستعداد له.
فصلى النبي ﷺ بالمجموعة الأولى ركعة واحدة، ثم انتقلوا ليحلوا مكان المجموعة الثانية المواجهة للعدو، وجاءت المجموعة الثانية فصلى بهم النبي ﷺ الركعة الثانية، ثم سلم. فكانت صلاة النبي ﷺ ركعتين كاملتين (ركعة مع كل فريق)، بينما حصل كل فريق من المصلين على ركعة واحدة مع الإمام (النبي ﷺ)، فأتم كل فريق ركعته الباقية بعد انصراف النبي ﷺ.

الدروس المستفادة منه:

1- رحمة الإسلام ومرونته: شرع الله صلاة الخوف تخفيفاً على المسلمين ومراعاةً لظروفهم القاسية في ساحات القتال، فلا يتركوا الصلاة بحال.
2- الحكمة والتخطيط: في هذا التقسيم حكمة عظيمة؛ حيث يجمع المسلمون بين أداء فريضة الصلاة والحفاظ على أمنهم واستعدادهم القتالي.
3- الحرص على تعلم الدين: حرص الصحابة - رضوان الله عليهم - على سؤال العلماء والفقهاء عن أحكام الدين، وهذا دليل على أهمية طلب العلم من أهله.
4- مكانة العلماء: زيد بن ثابت - رضي الله عنه - كان مرجعاً في العلم، مما يدل على أهمية العلماء ودورهم في حفظ الشريعة ونقلها.
5- جواز اختلاف صفات صلاة الخوف: فهي ليست على صفة واحدة، بل ثبت عن النبي ﷺ عدة كيفيات لها بحسب حال الخوف، وهذه إحداها.

معلومات إضافية مفيدة:

- هذه الصفة من صلاة الخوف هي إحدى الصفات الثابتة عن النبي ﷺ، وقد ذكرها العلماء في كتب الفقه.
- صلاة الخوف مشروعة في القتال الشديد الذي يخاف معه على المصلين من مباغتة العدو.
- القائل في هذا الحديث هو زيد بن ثابت الأنصاري، صحابي جليل، وهو الذي جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وكان من كتاب الوحي.
- رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٥٣١)، والإمام أحمد (٢١٥٩٣)، وابن خزيمة (١٣٤٥)، وابن حبان (٢٨٧٠)، والبيهقي (٣/ ٢٦٢) كلهم من طريق سفيان، عن الرُّكَين الفزاري، عن القاسم بن حسان فذكره، واللفظ لابن حبان، وأمَّا النسائي فأحال على حديث حذيفة، والإمام أحمد أحال على حديث ابن عباس، وابن خزيمة أحال على حديث حذيفة، وإسناده حسن فإنَّ القاسم بن حسَّان وهو العامري الكوفي روى عنه اثنان ووثقه أحمد بن صالح كما ذكره ابن شاهين في «ثقاته» (١٠٩٤) وذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٣٠٥) واعتمده ابن خزيمة وابن حِبَّان فأخرجا الحديث في صحيحيهما.
وأمَّا ما قاله ابن القطَّان: لا يُعْرف حاله. فقد عَرفتَ من علم حاله فوثَّقه.
وقال الذهبي في الكاشف: «وُثق» ونقل عن البخاري في الميزان أنه قال: حديثه منكر، رولا يُعرف، ثم ذكر له شيئًا.
وأورد له من حديثه عن ابن مسعود فلعله يقصد به هذا الحديث بعينه، وأمَّا في التاريخ الكبير فلم يذكر فيه شيئًا، وذكره أيضًا ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه شيئًا. والله أعلم.
وبقية رجال الإسناد من رجال الصحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1127 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة الخوف: النبي يصلي بطائفتين لكل طائفة ركعة

📜 حديث: صلاة الخوف: النبي يصلي بطائفتين لكل طائفة ركعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلاة الخوف: النبي يصلي بطائفتين لكل طائفة ركعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلاة الخوف: النبي يصلي بطائفتين لكل طائفة ركعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلاة الخوف: النبي يصلي بطائفتين لكل طائفة ركعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية