حديث: صلاة الخوف عام غزوة نجد مع رسول الله ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أنَّ الإمام يصلِّي بكلِّ طائفةٍ ركعةً، ثم ينتظر حتى تقضي كل طائفة لنفسها ثم يسلم مع الجميع

عن مروان بن الحكم، أنَّه سأل أبا هريرة: هل صلَّيت مع رسول الله ﷺ صلاة الخوف؟ قال أبو هريرة: نعم، قال مروان: متى؟ فقال أبو هريرة: عام غزوة نجد، قام رسول الله ﷺ إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابل العدوِّ
وظهورهم إلى القبلة، فكبَّر رسول الله ﷺ، فكبروا جميعًا، الذين معه، والذين مقابل العدوِّ، ثمَّ ركع رسول الله ﷺ ركعة واحدة، وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد فسجدت الطائفة التي تليه، والآخرون قيام مقابلي العدو، ثم قام رسول الله ﷺ، وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدو، فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا، ورسول الله ﷺ قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول الله ﷺ ركعةً أخرى وركعوا معه وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا، ورسول الله ﷺ قاعد وَمن [كان] معه، ثم كان السلام، فسلَّم رسول الله ﷺ وسلَّموا جميعًا، فكان لرسول الله ﷺ ركعتان، ولكل رجل من الطائفتين ركعة واحدة.

صحيح: رواه أبو داود (١٢٤٠)، والنسائي (١٥٤٣) كلاهما من طريق عبد الله بن يزيد المُقري، حدثنا حيوة وابن لهيعة، قالا: أخبرنا أبو الأسود، أنَّه سمع عروة بن الزبير، يحدث عن مروان بن الحكم فذكره، واللفظ لأبي داود.

عن مروان بن الحكم، أنَّه سأل أبا هريرة: هل صلَّيت مع رسول الله ﷺ صلاة الخوف؟ قال أبو هريرة: نعم، قال مروان: متى؟ فقال أبو هريرة: عام غزوة نجد، قام رسول الله ﷺ إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابل العدوِّ
وظهورهم إلى القبلة، فكبَّر رسول الله ﷺ، فكبروا جميعًا، الذين معه، والذين مقابل العدوِّ، ثمَّ ركع رسول الله ﷺ ركعة واحدة، وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد فسجدت الطائفة التي تليه، والآخرون قيام مقابلي العدو، ثم قام رسول الله ﷺ، وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدو، فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا، ورسول الله ﷺ قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول الله ﷺ ركعةً أخرى وركعوا معه وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا، ورسول الله ﷺ قاعد وَمن [كان] معه، ثم كان السلام، فسلَّم رسول الله ﷺ وسلَّموا جميعًا، فكان لرسول الله ﷺ ركعتان، ولكل رجل من الطائفتين ركعة واحدة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
الحديث الذي ذكر حديث عظيم، يصف لنا صلاة الخوف التي صلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة نجد، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، أقسّمه على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


* عام غزوة نجد: أي في السنة التي كانت فيها غزوة ذات الرقاع أو غزوة محارب وبني ثعلبة من نجد.
* طائفة: جماعة أو فريق.
* مقابل العدو: مواجهين للعدو، مرابطين في وجههم لحراسة المصلين.
* وظهورهم إلى القبلة: أي أن ظهور الطائفة المرابطة كانت متجهة نحو القبلة لأنهم كانوا في صف واحد مواجه للعدو، والعدو كان في اتجاه القبلة.
* فكبَّر رسول الله ﷺ، فكبروا جميعًا: أي أن الجميع نوى الدخول في الصلاة مع الإمام بتكبيره، بما فيهم الطائفة المرابطة.
* ثم كان السلام: أي ثم جاء وقت التسليم لإنهاء الصلاة.
* فسلَّم رسول الله ﷺ وسلَّموا جميعًا: أي سلم الإمام ثم سلمت الطائفتان معه.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف في إحدى الغزوات. فقام النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي بصحابته صلاة العصر، فانقسم المصلون إلى طائفتين:
* طائفة الأولى: صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم.
* طائفة الثانية: وقفت مقابل العدو لحراسة المسلمين وهم في صلاتهم.
ثم شرع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فصلى بالطائفة الأولى الركعة الأولى (قيام، ركوع، سجود)، بينما بقيت الطائفة الثانية واقفة في مرابطتها. بعد ذلك، ذهبت الطائفة الأولى لتحل محل الطائفة الثانية في مواجهة العدو، وجاءت الطائفة الثانية إلى المصلى فصلى كل فرد فيها الركعة التي فاتته (أي الركعة الأولى) بمفرده وهو خلف الصف، بينما انتظرهم النبي صلى الله عليه وسلم قائماً.
ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم للركعة الثانية، فصلى بها وبالطائفة التي أصبحت الآن معه (التي كانت ترابط). ثم بعد السجود من الركعة الثانية، جلس النبي صلى الله عليه وسلم للتشهد، وفي هذا الوقت جاءت الطائفة التي كانت ترابط (التي صلت الركعة الأولى منفردة) فأكملت صلاتها (أي الركعة الثانية) وهي قائمة خلف الصف، ثم جلست بعد فراغها من الركعة الثانية. أخيراً، سلم النبي صلى الله عليه وسلم وسلم الجميع معه.
النتيجة النهائية: أصبح للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتان كاملتان، ولكل فرد من الطائفتين ركعة مع الإمام وركعة صلى فيها منفرداً، فأدى كل منهم ركعتين.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- شرعية صلاة الخوف: الحديث دليل على مشروعية صلاة الخوف في حال مواجهة العدو، وهي من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده، حيث لم تسقط الصلاة даже في ساحة القتال.
2- الحكمة والعناية بأمر الحرب: تقسيم الجيش إلى طائفتين يجمع بين أداء فريضة الصلاة والحفاظ على أمن الجيش من مباغتة العدو، مما يدل على الجمع بين العبادة والتخطيط الحكيم.
3- مرونة الشريعة الإسلامية: الشريعة الإسلامية جاءت بما يحقق مصالح العباد ويدرأ عنهم المفاسد، فهي لا تشق عليهم، بل تشرع لهم من الأحكام ما يناسب ظروفهم.
4- أهمية الجماعة والطاعة: انضباط الصحابة رضي الله عنهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنفيذهم لحركته في الصلاة بدقة يدل على بالغ الأدب والانضباط في الطاعة.
5- جواز صلاة الفرد خلف الصف للضرورة: حيث صلى أفراد الطائفة الثانية ركعتهم منفردين خلف الصف بسبب ظرف الخوف والضرورة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


* موقف الفقهاء من صلاة الخوف: اختلف العلماء في كيفية صلاة الخوف بسبب ورودها في السنة بأكثر من صفة، وهذه الصفة التي ذكرها أبو هريرة رضي الله عنه هي إحدى الصفات الصحيحة. والخلاف بين العلماء في هذه الصفات هو خلاف تنوع لا خلاف تضاد، والأمر فيها واسع بحسب ما يراه الإمام مناسباً للحال.
* مكانة الحديث: هذا الحديث من الأحاديث التي يستدل بها الفقهاء على صفة من صفات صلاة الخوف، وهو يدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة في وقتها مع الحرص على سلامة المسلمين.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٢٤٠)، والنسائي (١٥٤٣) كلاهما من طريق عبد الله بن يزيد المُقري، حدثنا حيوة وابن لهيعة، قالا: أخبرنا أبو الأسود، أنَّه سمع عروة بن الزبير، يحدث عن مروان بن الحكم فذكره، واللفظ لأبي داود. وفي الإسناد ابن لهيعة وهو متكلم فيه إلَّا أنَّه مقرون، والنسائي لم يذكر اسمه وإنَّما قال: حيوة ورجل آخر. ورواه أيضًا البيهقي (٣/ ٢٦٤) من هذا الوجه إلَّا أنَّه قال: «فكان لرسول الله ﷺ ركعتين، ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة، كذا قال. والصواب: لكل واحد من الطائفتين ركعتين ركعتين» انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال وسيأتي أيضًا ما يبين ذلك ولكن قوله: ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة
- قد يحمل على أن ذلك مع رسول الله ﷺ، ثم كل واحد منهم صلَّى ركعة لنفسه.
وصحّحه ابن خزيمة (١٣٦١)، والحاكم (١/ ٣٣٨) فروياه من هذا الطريق إلا أنَّهما لم يذكرا في الإسناد «ابن لهيعة».
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه».
قال الأعظمي: مروان من رجال البخاري وحده، ولكنَّه ليس من رجال الإسناد وإنَّما ذُكر في الإسناد لأنه سائل عن صلاة الخوف، وإنَّما يرويه عروة عن أبي هريرة مباشرة، والدليل على ذلك ما رواه أبو داود (١٢٤١)، وابن خزيمة (١٣٦٢) كلاهما من حديث محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ إلى نجد، حتى إذا كُنَّا بذات الرقاع من نخل لقي جمعًا من غطفان فذكر معناه، ولفظه على غير لفظ حيوة، وقال فيه: حين ركع بمن معه وسجد، قال: فلما قاموا مشوا القهقرى إلى مصافِّ أصحابهم، ولم يذكروا استدبار القبلة، هذا كله في أبي داود.
وأمَّا ابن خزيمة ففيه صرَّح محمد بن إسحاق بالتحديث عن محمد بن عبد الرحمن بن الأسود بن نوفل -وكان يتيمًا في حِجْر عروة بن الزبير- ولم يُقرنه بمحمد بن جعفر بن الزبير، وفيه يقول عروة
ابن الزبير: سمعت أبا هريرة، ومروان بن الحكم يسأله عن صلاة الخوف فذكر الحديث كما صرَّحَ أيضًا ابن إسحاق بالتحديث في رواية يونس بن بكير، رواه البيهقي (٣/ ٢٦٤) من طريقه عن محمد ابن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة، عن أبي هريرة قال: صلَّى رسول الله ﷺ بالناس صلاة الخوف، فصدع الناس صدعين. فقامت طائفة خلف رسول الله ﷺ، وطائفة تجاه العدو، فصلى رسول الله ﷺ بمن خلفه ركعة، وسجد بهم سجدتين، ثم قام، وقاموا معه، فلما استوى قائمًا رجع الذين خلفه وراءهم القهقرى، فقاموا وراء الذين بإزاء العدوِّ، وجاء الآخرون فقاموا خلف رسول الله ﷺ فصلُّوا لأنفسهم ركعةً، ورسول الله ﷺ قائم، ثمَّ قاموا فصلَّي بهم رسول الله ﷺ أُخرى، فكانت لهم ولرسول الله ﷺ ركعتين، ثم جاء الذين بإزاء العدو، فصلوا لأنفسهم ركعة وسجدتين، ثم جلسوا خلف رسول الله ﷺ، فسلم بهم جميعًا.
وشاركت عائشة في رواية هذه القصة كما يأتي.
وقول أبي هريرة: خرجنا مع رسول الله ﷺ إلى نجد ...
هذه الغزوة سُميِّت بأسماء منها:
- غزوة نجد. - وغزوة محارب. - وغزوة غَطَفَان. - وغزوة ذات الرِّقاع - ويوم القرد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1121 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة الخوف عام غزوة نجد مع رسول الله ﷺ

  • 📜 حديث: صلاة الخوف عام غزوة نجد مع رسول الله ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة الخوف عام غزوة نجد مع رسول الله ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة الخوف عام غزوة نجد مع رسول الله ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة الخوف عام غزوة نجد مع رسول الله ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب