حديث: وجدتم ما وعد ربكم حقا تدعو أمواتا ما أنتم بأسمع منهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في سماع الموتي

عن ابن عمر قال: اطلع النَّبِي ﷺ على أهل القّليب فقال: «وجدتم ما وعد ربّكم حقًّا» فقيل له: تدعو أمواتا؟ فقال: «ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون».

صحيح: رواه البخاري في الجنائز (١٣٧٠) عن عليّ بن عبد الله، حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنِي أبي، عن صالح، حَدَّثَنِي نافع، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر قال: اطلع النَّبِي ﷺ على أهل القّليب فقال: «وجدتم ما وعد ربّكم حقًّا» فقيل له: تدعو أمواتا؟ فقال: «ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا وعليك أبواب فهم سنّة نبيه ﷺ.
هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تثبت عقيدة أهل السنة والجماعة في أمور الغيب، وهو جزء من قصة غزوة بدر الكبرى. وإليك الشرح المفصل له:
### الحديث بلفظه كاملاً ومصدره
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: وقف النبي ﷺ على قليب بدر فقال: «هل وجدتم ما وعد ربكم حقًا؟» ثم قال: «إنهم الآن يسمعون ما أقول». فقيل له: يا رسول الله، أتكلم قوماً قد جيفوا؟ فقال: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوا». (أخرجه البخاري في صحيحه، ومسلم، واللفظ للبخاري).

1. شرح المفردات:


● اطلع / وقف على أهل القليب: القليب هو البئر. وأهل القليب هم قتلى المشركين من كفار قريش الذين قُتلوا في غزوة بدر، وأُلقوا في بئر هناك.
● وجدتم ما وعد ربكم حقًا: أي هل تحقق لكم الآن وعيد الله بالعذاب الذي كان يُنزل علىكم في القرآن؟ فهو استفهام توبيخي وتقريري.
● جيفوا: أي صاروا جيفاً (جمع جيفة)، وهي corpses أو الجثث المتعفنة المتحللة.
● ما أنتم بأسمع منهم: أي أنتم (أيها الأحياء) لستم أسمع لكلامي من هؤلاء الموتى.
● ولكن لا يجيبون / لا يستطيعون أن يجيبوا: أي أنهم يسمعون ولكنهم لا يقدرون على الرد أو المجاوبة.

2. شرح الحديث:


بعد انتهاء معركة بدر وانتصار المسلمين، أمر النبي ﷺ بإلقاء جثث كفار قريش القتلى في بئر (قليب) هناك. ثم وقف عليه الصلاة والسلام على حافة تلك البئر ونادى القتلى بأسمائهم وأسماء آبائهم قائلاً: «يا فلان بن فلان، ويا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف... هل وجدتم ما وعد ربكم حقًا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًا».
فتعجب الصحابة رضي الله عنهم من هذا المشهد، وسألوه: «يا رسول الله، أتنادي قوماً قد ماتوا وصاروا جيفاً؟» أي كيف تخاطب أناساً قد ماتوا وتحللت أجسادهم؟
فأجابهم النبي ﷺ بالحقيقة الغيبية التي يعلمها بوحي من الله: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم» أي أن هؤلاء الموتى في قبورهم يسمعون كلامي ويفهمونه بوضوح أكبر مما تسمعونه أنتم، ولكن الفارق الوحيد هو أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليَّ أو يجيبوني، لأنهم قد ماتوا وانقطع عملهم.

3. الدروس المستفادة والعقائد الثابتة:


1- إثبات عذاب القبر: هذا الحديث من أعظم الأدلة على حياة البرزخ وعذاب القبر أو نعيمه. فالنفوس تعذب أو تنعم بعد الموت وقبل القيامة، وهؤلاء الكفار كانوا يعذبون في قبورهم (أو في البئر) فسمعوا توبيخ النبي ﷺ لهم.
2- إثبات سمع الموتى: يثبت الحديث أن الموتى يسمعون في قبورهم سماعاً حقيقياً يليق بهم في حياتهم البرزخية، لكنه يختلف عن سمع الأحياء. وهذا خاص بما يحدثه الله تعالى لهم أو يخبر به نبيه، وليس على إطلاقه. فلا يجوز للمسلم من تلقاء نفسه أن يخاطب الموتى طالباً منهم شيئاً، فهذا من الشرك الأكبر.
3- حقيقة وعيد الله للكافرين: الحديث يذكرنا بحقيقة وعيد الله للكافرين والعصاة، وأن ما جاء في القرآن من وعيد هو حق لا ريب فيه.
4- قوة التصديق للوحي: موقف الصحابة رضي الله عنهم يعلمنا أن المسلم يصدق بما يأتي عن النبي ﷺ حتى لو خالف ظاهر الحس والعقل، لأن النبي لا ينطق عن الهوى.
5- التعامل مع نعم الله: في قوله ﷺ: «إني وجدت ما وعدني ربي حقًا» شكر لله على نصرته وتحقيق وعده، وهو درس للمسلم في شكر الله على نعمه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكمة مناداة الموتى: كان في هذا الفعل إظهارٌ لِعِزَّ الإسلام وأهله، وذُلِّ الكفر وأهله، حتى بعد الموت. وهو تثبيت لقلوب المؤمنين وتقوية لإيمانهم.
● الفرق بين سمع الموتى والأحياء: سمع الموتى حقيقي لكنه من أمور الغيب، وهو خاص بحال البرزخ الذي لا نعلم كنهه. والأحياء يسمعون ويستطيعون الرد، أما الموتى فلا يستطيعون الرد ولو سمعوا.
● الرد على من أنكر عذاب القبر: هذا الحديث صريح وصحيح، وهو من جملة نصوص كثيرة تثبت عذاب القبر، فمن أنكره فقد خالف صريح السنة.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفهم في الدين، والثبات على العقيدة الصحيحة حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٣٧٠) عن عليّ بن عبد الله، حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنِي أبي، عن صالح، حَدَّثَنِي نافع، عن ابن عمر فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 463 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وجدتم ما وعد ربكم حقا تدعو أمواتا ما أنتم بأسمع منهم

  • 📜 حديث: وجدتم ما وعد ربكم حقا تدعو أمواتا ما أنتم بأسمع منهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وجدتم ما وعد ربكم حقا تدعو أمواتا ما أنتم بأسمع منهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وجدتم ما وعد ربكم حقا تدعو أمواتا ما أنتم بأسمع منهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وجدتم ما وعد ربكم حقا تدعو أمواتا ما أنتم بأسمع منهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب