حديث: غداء السحور هو الغداء المبارك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تسمية السّحور بالغداء المبارك

عن المقدام بن معديكرب، عن النبيّ ﷺ قال: «عليكم بغداء السحور، فإنه هو الغداء المبارك».

حسن: رواه النسائيّ (٢١٦٤) عن سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله (هو ابن المبارك)، عن بقية
ابن الوليد، قال: أخبرني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معديكرب، فذكره.

عن المقدام بن معديكرب، عن النبيّ ﷺ قال: «عليكم بغداء السحور، فإنه هو الغداء المبارك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من أهل العلم النافع والعمل الصالح.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في سننه، والإمام ابن حبان في صحيحه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل المقدام بن معديكرب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● عليكم: الأمر هنا للوجوب أو للاستحباب المؤكد، والمقصود به الحثّ الأكيد على فعل الشيء.
● بغداء السحور:
● غداء: في اللغة: الطعام الذي يتغدى به، أي يؤكل في وقت الغداء (وهو أول النهار). والمقصود هنا: الطعام الذي يؤكل في وقت السحر.
● السحور: هو الطعام الذي يؤكل في آخر الليل قبل طلوع الفجر بنية التقوي على صيام النهار.
● المبارك: أي الكثير البركة، الذي ينمو خيره ويكثر ثوابه، وتظهر البركة في العبادة والقوة على الطاعة.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بالحرص على تناول طعام السحور، ويبين لنا أن هذا الطعام مبارك، فيه خير كثير وفضل عظيم، سواء من الناحية الدينية (كالتقوي على الصيام وزيادة الأجر) أو الدنيوية (كالتقوي على العمل والنشاط).

ثالثاً. الدروس المستفادة والفؤائد:


1- الحث على السحور: السحور من السنن المؤكدة في الصيام، بل ذهب بعض العلماء إلى وجوبه، لكن الراجح أنه سنة مؤكدة، وقد وردت أحاديث كثيرة ترغب فيه.
2- البركة في السحور: البركة قد تكون في القلة التي تشبع، أو في الأجر والثواب، أو في التقوي على الطاعة، أو في الصحة والنشاط.
3- تميز أمة الإسلام: فإن السحور من الخصائص التي تميزت بها هذه الأمة، كما في الحديث: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحُورِ» (رواه مسلم).
4- الاستعداد للعبادة: فإن السحور يعين الصائم على تحمل مشقة الصوم، ويقويه على العبادة ونشاط النهار.
5- البركة في الوقت: فإن وقت السحر وقت مبارك، وفيه ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا، ويستجيب الدعاء، فاقتران الأكل بالدعاء والذكر في هذا الوقت يزيد من بركته.

رابعاً. معلومات إضافية:


● وقت السحور: يمتد من منتصف الليل إلى طلوع الفجر، والأفضل تأخيره إلى آخر الليل قبل الفجر بقليل، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل.
● ما يتحقق به السحور: لو كان مجرد شربة ماء، فإنه يحصل به السنة.
● الدعاء في وقت السحر: ينبغي للصائم أن يغتنم هذا الوقت بالدعاء والذكر والاستغفار، فإنه وقت مظنة الإجابة.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا من عتقائه من النار في هذا الشهر الكريم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (٢١٦٤) عن سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله (هو ابن المبارك)، عن بقية
ابن الوليد، قال: أخبرني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معديكرب، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد لأنه يدلس تدليس التسوية، إلّا أنه صرّح بالتحديث ويكفي عند الجمهور تصريحه في الطبقة الأولى.
ورواية بقية عن بحير بن سعد صحيحة كما قال ابن عبد الهادي.
ومن طريقه رواه الإمام أحمد (١٧١٩٢).
ثم رواه النسائيّ (٢٠٦٥) من وجه آخر عن سفيان، وعبد الرزاق (٧٦٠٠) كلاهما عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: قال رسول الله ﷺ لرجل: «هلمّ إلى الغداء المبارك» يعني السّحور.
وهذا مرسل صحيح، وهو يقوي ما سبقه لاختلاف مخرجهما.
وفي الباب ما روي عن العرباض بن سارية، قال: دعاني رسول الله ﷺ إلى السحور في رمضان فقال: «هلمّ إلى الغداء المبارك».
رواه أبو داود (٢٣٤٤)، والنسائي (٢١٦٣)، والإمام أحمد (١٧١٤٣) كلهم من حديث يونس ابن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رُهم، عن العرباض بن سارية، فذكره.
والحارث بن زياد لم يرو عنه غير يونس بن سيف، ولم يوثقه غير ابن حبان، وأخرج حديثه في صحيحه (٣٤٦٥). وكذلك شيخه ابن خزيمة (١٩٣٨).
والحارث بن زياد هذا غلط فيه أبو نعيم فذكره في الصحابة (٢١١٩)، وذلك تبعًا للحسن بن عرفة في جزئه (٣٦). قال فيه: صاحب رسول الله ﷺ. وروى عنه البغوي في «معجم الصحابة» (٢/ ٧٨) وقال: «لا أعلم لحارث بن زياد غير هذا الحديث» وهو يقصد به حديث معاوية بن سفيان: «اللهم علِّم معاوية الكتاب والحساب، وقه العذاب».
وقال الحافظ ابن عبد البر في «الاستيعاب»: الحارث بن زياد هذا مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث».
وقال المنذري في: مختصر أبي داود«: قال أبو عمر النمري: «ضعيف مجهول، يروي عن أبي رهم السمعي، حديثه منكر». فزاد فيه كلمة: «ضعيف«، و»حديثه منكر».
وجاء الذهبي فقال في: الميزان«: «مجهول».
وتعقبه الحافظ في التهذيب فقال: «وشرطه أن لا يطلق هذه اللفظة إلا إذا كان أبو حاتم الرّازيّ قالها، والذي قال فيه أبو حاتم: مجهول. آخر غيره فيما يظهر لي، نعم قال أبو عمر بن عبد البر في صاحب هذه الترجمة: «مجهول وحديثه منكر».
قال الأعظمي: لعله تبع في ذلك الحافظ المنذريّ فيما سبق نقله عنه كلمة «حديثه منكر»، أو كان ذلك في بعض النسخ، والله أعلم.
وأبو رهم اختلف في اسمه، فقيل هو: أحزاب بن أسيد بفتح الهمزة، ويقال: بالضم. قاله البخاري. ويقال: ابن أسد السماعي، ويقال: السمعي مختلف في صحبته، والصحيح أنه ليس له
صحبة، كما قال أبو حاتم والبخاريّ. وذكره ابن حبان في «ثقات التابعين». وجهله ابن القطان الفاسي في الوهم والإبهام (٤/ ٢٦٤ - ٢٦٥) ووثقه الحافظ في التقريب، لعلّه على قاعدته أنّ من اختلف في صحبته فهو ثقة.
والخلاصة فيه أن إسناده ضعيف لجهالة الحارث بن زياد، وأما أن يكون حديثه منكرًا فليس بصحيح لوجود شواهد كما سبق، كما أنّ قول البغويّ: لا أعلم لحارث بن زياد غير هذا الحديث، فهو بحسب علمه كما قال. وإلا فله حديث آخر وهو قول النبي ﷺ للعرباض بن سارية: «هلّم إلى الغداء المبارك» وبالله التوفيق.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن أبي الدّرداء، قال: قال رسولُ الله ﷺ: «هو الغداء المبارك» يعني السحور.
رواه ابن حبان في صحيحه (٣٤٦٤) عن يحيى بن محمد بن عمرو بالفُسطاط، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيديّ، أخبرنا عمرو بن الحارث، حدّثني عبد الله بن سالم، عن الزبيديّ، حدّثنا راشد بن سعد، عن أبي الدّرداء، فذكره.
وإسحاق بن إبراهيم بن العلاء كان أبو حاتم حسن الرأي فيه، فقال: شيخ لا بأس به، ولكنّهم يحسدونه. وذكره ابن حبان في «الثقات» وأخرج عنه في صحيحه.
ولكن قال النسائيّ: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث. وروايته هنا عنه. وأطلق محمد ابن عوف أنه يكذب كما ذكره الحافظ في التقريب، وقال: «صدوق يهم كثيرًا».
وفيه أيضًا عمرو بن الحارث وهو ابن الضحاك الزبيديّ. قال الذهبي: «لا تعرف عدالته».
وذكره ابن حبان في «الثقات» ولذا قال الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة.
وفي الباب أيضًا عن عتبة بن عبد وأبي الدرداء قالا: قال رسول الله ﷺ: «تسحّروا من آخر اللّيل». وكان يقول: «هو الغداء المبارك».
رواه الطبراني في «الكبير» (١٧/ ١٣١) عن جعفر بن أحمد الشّامي الكوفي، ثنا جبارة بن مغلس، ثنا بشر بن عمارة، عن الأحوص بن حكيم، عن راشد بن سعد، عن عتبة بن عبد وأبي الدرداء«فذكرا الحديث.
قال الهيثمي في: المجمع (٣/ ١٥١): «فيه جبارة بن مغلس وهو ضعيف».
قال الأعظمي: وفيه أيضًا الأحوص بن حكيم الدمشقي ضعّفه ابن معين والنسائي. وقال أبو حاتم: ليس بقوي منكر الحديث. وهو من رجال»التهذيب«: روى عنه ابن ماجه.
وفي الباب أيضًا عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «قربي إلينا الغداء المبارك» يعني السحور. وربما لم يكن إلا تمرتين. قال الزهري: السحور سنة.
رواه أبو يعلى (٤٦٧٩) عن أبي هشام محمد بن يزيد بن رفاعة، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرازيّ، حدّثنا معاوية، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٥١): «رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات».
قال الأعظمي: ليس كما قال، بل فيه معاوية وهو ابن يحيى الصدفي يروي عنه إسحاق بن سليمان الرازي، وأهل العلم مطبقون على تضعيفه منهم ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والنسائي وابن حبان وابن عدي وغيرهم.
وأظن أن الحافظ الهيثمي وهم في تعيينه لأنه ذكر غير منسوب فظن أنه معاوية بن سلام الدمشقي، وهو من طبقة معاوية بن يحيى الصدفي ومن رواة الزهري إلا أنه لم يرو عنه إسحاق بن سليمان ومعاوية بن يحيى الصدفي.
ذكره ابن حبان في «المجروحين»، ولم يذكره في «الثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 68 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غداء السحور هو الغداء المبارك

  • 📜 حديث: غداء السحور هو الغداء المبارك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غداء السحور هو الغداء المبارك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غداء السحور هو الغداء المبارك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غداء السحور هو الغداء المبارك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب