حديث: السحور أكله بركة فلا تدعوه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في السّحور

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «السحور أكله بركة، فلا تدَعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإنّ الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحّرين».

حسن: رواه الإمام أحمد (١١٠٨٦) عن إسماعيل (هو ابن علية)، عن هشام الدّستوائيّ، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي رفاعة، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «السحور أكله بركة، فلا تدَعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإنّ الله ﷿ وملائكته يصلون على المتسحّرين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يبارك فيك وفي أوقاتك.
هذا حديث عظيم في فضل السحور، رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، بإسناد حسن.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● السَّحُور: هو الطعام والشراب الذي يتناوله الصائم في آخر الليل قبل طلوع الفجر بنية التقوي على الصيام.
● بَرَكَة: الخير الكثير والثواب الدائم والنماء والزيادة في الأجر والصحة.
● جَرْعَةً مِنْ مَاء: أي شربة واحدة صغيرة من الماء.
● يُصَلُّونَ: الصلاة من الله تعالى: الرحمة والمغفرة، ومن الملائكة: الدعاء والاستغفار.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على أمرين رئيسيين:
1- الحث على تناول السحور ولو كان قليلاً، وبيان أنه سبب لحصول البركة، وهي خيرات متعددة في الدنيا والآخرة.
2- بيان شرف المتسحرين وعظم مكانتهم عند الله تعالى، حيث إن الله وملائكته يصلون عليهم، وهذا من أعظم أنواع التشريف والتكريم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مشروعية السحور واستحبابه: فهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفعله صلى الله عليه وسلم وأمره به.
2- البركة في السحور: وهي بركة ظاهرة في التقوي على الطاعة، وبركة خفية في الأجر والصحة والغذاء.
3- التيسير ورفع الحرج: حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم ترك السحور ولو بأقل شيء، وهو شربة ماء، مما يدل على سماحة الإسلام ويسره.
4- علو منزلة المتسحرين: فمن نال شرف صلاة الله والملائكة عليه، فقد فاز بأعظم المكاسب.
5- الحكمة من السحور: أنه يعين الصائم على صيام النهار، ويخفف من مشقة الجوع والعطش.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● وقت السحور: يبدأ من منتصف الليل إلى طلوع الفجر الصادق، والأفضل تأخيره إلى آخر الليل قبل الفجر بقليل، كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
● من حِكَم السحور: المخالفة لأهل الكتاب (اليهود والنصارى)، لأنهم لا يتسحرون، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ» (رواه مسلم).
● الصلاة من الله على العبد: هي ثناء عليه ورحمة به، وصلاة الملائكة هي استغفار ودعاء له.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١١٠٨٦) عن إسماعيل (هو ابن علية)، عن هشام الدّستوائيّ، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي رفاعة، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.
وأبو رفاعة هذا يقال له أيضًا أبو مطيع، واسمه رفاعة بن عوف ذكره البخاري في الكني (٩/ ٣١)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٣٧١) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
ولم يذكره ابن حبان في «ثقاته» مع أنه على شرطه.
وقال الحافظ في «التقريب»: «مقبول» وهو كذلك؛ لأنه توبع، تابعه عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر مثله.
رواه الإمام أحمد (١١٣٩٦) عن إسحاق بن عيسي، حدّثنا عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، بإسناده.
وعبد الرحمن بن زيد ضعيف إلا أنه توبع أيضًا في الإسناد الأوّل.
وله إسناد ثالث، رواه أيضًا الإمام أحمد (١١٢٨١) عن مطلب، حدّثنا ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدريّ، أنّ رسول الله ﷺ قال: «تسحّروا، فإنّ في السّحور بركة».
وفيه ابن أبي ليلى، وشيخه عطية ضعيفان. وبمجموع هذه الأسانيد يحسن هذا الحديث.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن أنس بن مالك، أنّ النبيّ ﷺ قال: «تسحّروا ولو بجرعة من ماء».
رواه أبو يعلي (٣٣٤٠)، والعقيلي (٣/ ٥٠) كلاهما من حديث محمد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا عبد الواحد بن ثابت الباهليّ، قال: حدّثنا ثابت، عن أنس، فذكره.
وعبد الواحد بن ثابت الباهلي هذا قال فيه البخاري: «منكر الحديث» انظر: «الميزان» (٢/ ٦٧١).
وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وذكر له حديثًا آخر وهو قوله: «كان النبيّ ﷺ يُفطر على تمرات أو شيء لم يمسه النار».
وقال: «وروى جماعة من أصحاب النبيّ ﷺ عنه بأسانيد جياد أنه قال: «تسحّروا فإنّ في السّحور بركة«وفي السحور أسانيد ثابتة.
وأمّا اللّفظتان اللتان جاء بهما هذا الشيخ: «ولو بجرعة من ماء«»أو شيء لم يمسه النار«فليس يتابع عليهما ثقة» انتهى كلام العقيلي.
كذا قال! مع أنّ اللفظ الأول جاء بأسانيد حسان كما سبق.
وفي الباب عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ: «من أراد أن يصوم فليتسحّر بشيء».
رواه أحمد (١٤٩٥٠)، وأبو يعلى (١٩٣٠) كلاهما من حديث أبي أحمد الزبيري، حدّثنا شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر، فذكره.
وشريك هو ابن عبد الله النخعي مختلف فيه، فإذا توبع يحسّن، وإلا فلا؛ لأنه تغيّر حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: السحور أكله بركة فلا تدعوه

  • 📜 حديث: السحور أكله بركة فلا تدعوه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: السحور أكله بركة فلا تدعوه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: السحور أكله بركة فلا تدعوه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: السحور أكله بركة فلا تدعوه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب