حديث: لا يمنعنكم أذان بلال من السحور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب تأخير السَّحور إلى أن يتبيّن الفجر الصّادق

عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يمنعنكم أذان بلال من السحور، فإن في بصره شيئًا».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٢٤٢٨)، وأبو يعلى (٢٩٦٧)، والبزار -كشف الاستار (٩٨٢) - كلّهم من طريق محمد بن بِشْر، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس، فذكره.

عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يمنعنكم أذان بلال من السحور، فإن في بصره شيئًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يمنعنكم أذان بلال من السحور، فإن في بصره شيئًا».


1. شرح المفردات:


● يَمنَعَنَّكُم: أي لا يحجزنكم أو لا يردعنكم.
● أَذَانُ بِلَال: الأذان الذي يؤذنه بلال بن رباح رضي الله عنه، مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم.
● السَّحُور: الطعام الذي يتناوله الصائم قبل طلوع الفجر.
● بَصَرِهِ: أي نظره أو قدرته على الرؤية.
● شَيْئًا: هنا بمعنى ضعف أو قصور في البصر.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن أذان بلال رضي الله عنه -الذي كان يؤذن قبل الفجر- لا ينبغي أن يكون سببًا في امتناعهم عن تناول السحور، لأن بلالًا كان يؤذن بناءً على رؤيته للظلام أو النجوم، ولم يكن يعتمد على طلوع الفجر الحقيقي. فكان أذانه إشارة إلى اقتراب الفجر، وليس بدخول وقت الفجر نفسه.


3. الدروس المستفادة منه:


● التيسير على الأمة: الحديث يدل على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وحرصه على تيسير العبادة عليهم، حيث بين لهم أن وقت السحور يمتد حتى طلوع الفجر الحقيقي، وليس مجرد الأذان الأول.
● الفهم الدقيق للنصوص: يجب فهم الأحكام الشرعية بدقة وعدم التسرع في تطبيقها دون معرفة المقصود الحقيقي منها.
● أهمية السحور: الحديث يحث على تناول السحور وتأخيره إلى ما قبل الفجر مباشرة، لما فيه من بركة وقوة للصائم.
● التفريق بين الأذان الأول والثاني: كان بلال يؤذن أذانًا أوليًا ينبه الناس لاقتراب الفجر، ثم يؤذن ابن أم مكتوم رضي الله عنه عند طلوع الفجر الحقيقي.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● سبب الحديث: كان بلال رضي الله عنه يؤذن ليلًا ليوقظ الناس للسحور، وكان بعض الصحابة يظنون أن الأذان يعني دخول وقت الفجر فيمتنعون عن الأكل، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الوقت لا يزال متسعًا.
● الفرق بين أذاني بلال وابن أم مكتوم:
- أذان بلال: كان قبل الفجر للإعلام باقترابه.
- أذان ابن أم مكتوم: كان عند طلوع الفجر الحقيقي، وهو الذي يدخل به وقت الصيام.
● حكم السحور: مستحب ويستحب تأخيره إلى ما قبل الفجر بقليل.
● الحديث في الصحيحين: رواه البخاري ومسلم، مما يدل على صحته وتواتره.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وعبادته على الوجه الذي يرضيه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٢٤٢٨)، وأبو يعلى (٢٩٦٧)، والبزار -كشف الاستار (٩٨٢) - كلّهم من طريق محمد بن بِشْر، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.
وسعيد هو ابن أبي عروبة ثقة حافظ، وكان من أثبت الناس في قتادة إلا أنه مختلط، وقد سمع منه محمد بن بشر قبل الاختلاط.
ولا يعارض هذا قوله ﷺ: «إذا أذّن ابن أمّ مكتوم فكلوا واشربوا، وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا» وذلك على العموم، وأحيانًا كان بلال يخطئ فيؤذن قبل الفجر لسوء في عينه كما جاء في حديث شيبان أنه غدا إلى المسجد فجلس إلى بعض حجر النبيّ ﷺ، فسمع صوته، فقال: «أبا يحيى» قال: نعم. قال: «ادخل» فدخل فإذا النبيّ ﷺ يتغدي. فقال: «هلّم إلى الغداء» فقال: يا رسول الله، إني أريد الصيام. قال: «وأنا أريد الصيام، إن مؤذننا في بصره سوء أذّن قبل الفجر». رواه الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (٧/ ٣٧٣).
قال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٥٣): «فيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري وفيه كلام».
قال الأعظمي: وفيه شيخه أشعث بن سوار الكندي أضعف منه.
وذكر ابنُ خزيمة (١/ ٢١١) تأويلًا آخر فقال: «يجوز أن يكون بين ابن أمّ مكتوم وبن بلال نوب، فكان بلال إذا كانت نوبته أذن بليل، وكان ابن أم مكتوم إذا كانت نوبته أذن بليل».
ولعلّ حديث أنيسة بنت حبيب يدل عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 77 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يمنعنكم أذان بلال من السحور

  • 📜 حديث: لا يمنعنكم أذان بلال من السحور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يمنعنكم أذان بلال من السحور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يمنعنكم أذان بلال من السحور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يمنعنكم أذان بلال من السحور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب