حديث: لا تتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا تقدّموا رمضان بصوم يوم ولا يومين

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لا يتقدّمنّ أحدُكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلّا أن يكون رجل كان يصومُ صومَه فلْيصُم ذلك اليوم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٤)، ومسلم في الصيام (١٠٨٢) كلاهما من طريق هشام (هو ابن أبي عبد الله الدّستوائيّ)، حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة (هو ابن عبد الرحمن بن عوف)، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لا يتقدّمنّ أحدُكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلّا أن يكون رجل كان يصومُ صومَه فلْيصُم ذلك اليوم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
شرح الحديث:
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري (1914) ومسلم (1082) عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «لَا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ».
1. شرح المفردات:
* "لا يتقدمنّ": النون في آخر الكلمة للتحذير والتأكيد، أي لا يسبقن أحدكم.
* "رمضان": الشهر الكريم المعظم.
* "بصوم يوم أو يومين": بأن يصوم قبله بيوم أو يومين بنية التقدم له والتعبد.
* "إلّا أن يكون رجل كان يصوم صومه": إلا إذا كان هناك شخص معتاد على صيام معين، كمن كان يصوم يوم الاثنين والخميس مثلاً فصادف وقوعهما قبل رمضان.
* "فليصم ذلك اليوم": فيجوز له أن يصومه لأنه صيام اعتاده، وليس بقصد التقدم لرمضان.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
ينهى النبي ﷺ في هذا الحديث عن صيام اليوم أو اليومين الذين يليان مباشرة دخول شهر رمضان (وهما يوم الشك ويوم ما قبله)، إذا كان القصد من ذلك الصوم الاحتياط لرمضان أو التقدم عليه بنية الصيام له. لكنه يستثني من هذا النهي من له عادة صيام سابقة، كمن كان يصوم يوم الاثنين والخميس فصادف وقوع أحدهما قبل رمضان، فهذا يجوز له الصوم لأنه لم يصمه بنية التقدم لرمضان، بل بنية عادته.
3. الدروس المستفادة منه:
* النهي عن صوم يوم الشك: وهو اليوم الثلاثون من شعبان إذا حال دون رؤية الهلال غيم أو قتر، فلا يجوز صومه بنية الاحتياط لرمضان. قال النبي ﷺ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا».
* حرمة التقدم على رمضان بالصوم: وذلك لحكمة عظيمة، وهي المحافظة على تميز عبادة رمضان وعدم الخلط بينها وبين غيره من النوافل، وعدم إضافة ما ليس منه إليه.
* مراعاة النية في العبادات: فالنهي عن الصوم هنا مرتبط بالنية، فمن صام بنية التقدم لرمضان فهو منهي عنه، ومن صام بنية نذر أو قضاء أو عادة فهو جائز.
* التيسير ورفع الحرج: حيث استثنى الشارع من له عادة، فلم يقطع عنه ما اعتاده من طاعة مراعاةً لحاله ورفعاً للحرج عنه.
* الفصل بين الفريضة والنافلة: فكما نهينا عن صلاة النافلة بعد شروع الإمام في صلاة الفريضة، نهينا هنا عن التقدم على فريضة الصوم بصوم نفل.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* حكمة النهي: ذهب العلماء إلى أن الحكمة من هذا النهي هي مخافة أن يزاد في صيام رمضان ما ليس منه، أو أن يتخذ الناس ذلك سنة، فيظن الجاهل أن هذا الصوم من رمضان.
* ما يفعل من له عادة: إذا كان للشخص عادة صيام، مثل صيام الاثنين والخميس، أو صيام أيام البيض (13، 14، 15 من كل شهر قمري)، وصادف ذلك اليوم الذي قبل رمضان، فله أن يصوم، ولكن يستحب له – على قول بعض العلماء – أن يفطر إذا كان اليوم هو يوم الشك (اليوم الثلاثون من شعبان) احتياطاً وخروجاً من خلاف العلماء في كراهة صومه مطلقاً.
* حكم صوم نصف شعبان الثاني (بعد النصف): اختلف العلماء في حكم صوم النصف الثاني من شعبان. والراجح – والله أعلم – أنه لا بأس به لمن ليس له عادة، بشرط ألا يصوم اليوم الذي يلي مباشرة (يوم الشك) إلا لمن له عادة كما في الحديث.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٤)، ومسلم في الصيام (١٠٨٢) كلاهما من طريق هشام (هو ابن أبي عبد الله الدّستوائيّ)، حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة (هو ابن عبد الرحمن بن عوف)، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم قريب منه.
ورواه عبد الرزاق (٧٣١٥) ومن طريقه أحمد (٧٧٧٩) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير بإسناده، بلفظ: «نهى رسول الله ﷺ أن يتعجل شهر رمضان بصوم يوم أو يومين، إلّا رجل كان يصوم صيامًا فيأتي ذلك على صيامه». وإسناده صحيح.
قال الحافظ في «الفتح» (٤/ ١٢٨): «قال العلماء: معنى الحديث لا تستقبلوا رمضان بصيام على نية الاحتياط لرمضان، قال الترمذي لما أخرجه (٦٨٤): العمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا أن يتعجّل الرجل بصيام قبل دخول رمضان لمعني رمضان» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 46 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين

  • 📜 حديث: لا تتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب