حديث: إن وسادتك لعريض! إنما هو سواد الليل وبياض النهار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب تأخير السَّحور إلى أن يتبيّن الفجر الصّادق

عن عدي بن حاتم، قال: لما نزلت: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ [سورة البقرة: ١٨٧] عمدتُ إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض، فجعلتها تحت وسادتي، فجعلتُ أنظرُ في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله ﷺ فذكرت له ذلك فقال: «إنّما ذلك سواد الليل وبياض النهار».
وفي رواية: «إني أجعل تحت وسادتي عقالين، عقالًا أبيض وعقالًا أسود أعرف الليل من النهار. فقال رسول الله ﷺ: «إنّ وسادتك لعريض! إنّما هو سواد الليل وبياض النهار».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٦)، ومسلم في الصيام (١٠٩٠) كلاهما من حديث
حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، فذكره.

عن عدي بن حاتم، قال: لما نزلت: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ [سورة البقرة: ١٨٧] عمدتُ إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض، فجعلتها تحت وسادتي، فجعلتُ أنظرُ في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله ﷺ فذكرت له ذلك فقال: «إنّما ذلك سواد الليل وبياض النهار».
وفي رواية: «إني أجعل تحت وسادتي عقالين، عقالًا أبيض وعقالًا أسود أعرف الليل من النهار. فقال رسول الله ﷺ: «إنّ وسادتك لعريض! إنّما هو سواد الليل وبياض النهار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الصحابي الجليل عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه، مع بيان فوائده وعبره.

أولاً. شرح المفردات:


● عَمَدْتُ: قصدتُ وتوجهتُ.
● عِقَال: (جمعها: عُقُل) وهو الحبل الذي يُشَدُّ به البعير، أو الخيط الغليظ.
● وِسَادَتِي: الموضع الذي ينام عليه الإنسان، وهو المخدة.
● فَغَدَوْتُ: ذهبتُ في وقت الغداة (أي الصباح).
● لَعَرِيض: واسع وكبير. وقيل: المقصود التعجب من سعة الوسادة التي تسع هذين العقالين.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه عندما نزلت الآية الكريمة من سورة البقرة:
﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾،
فهم منها ظاهرًا أن المقصود هو خيطان حقيقيان: أبيض وأسود. فقام عمليًا بوضع عقال (حبل) أسود وآخر أبيض تحت وسادته، وأخذ ينظر إليهما ليلاً ليميز بينهما حتى يعرف وقت طلوع الفجر ويمتنع عن الطعام والشراب، فلم يتمكن من التمييز بينهما في الظلام.
فلما لم يستبن له الفرق، ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما فعل.
فبيَّن له النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود بالخيط الأبيض والخيط الأسود ليس خيطين حقيقيين، بل هو كناية عن بياض النهار وسواد الليل.
أي أن وقت الإمساك عن الطعام والشراب للصائم يبدأ عند طلوع الفجر الصادق، حين يبدأ بياض النهار في الظهور ويختفي سواد الليل.
وفي الرواية الأخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم تعجب من فهمه الظاهري وقال له: «إِنَّ وِسَادَتَكَ لَعَرِيضٌ!» أي: إن وسادتك واسعة حتى تسع هذين العقالين! وهذا نوع من المداعبة اللطيفة والتبسم في وجه الصحابي لتصحيح فهمه دون توبيخ.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب الرجوع إلى فهم النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن: فعدي بن حاتم رضي الله عنه لم يتردد في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عندما أشكل عليه معنى الآية، وهذا دليل على أن الصحابة كانوا يرجعون إليه في فهم النصوص الشرعية.
2- التيسير ورفع الحرج في الشريعة: لو كان المقصود بالخيطين خيطين حقيقيين لكان في ذلك مشقة عظيمة على الناس، ولكن الله تعالى يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر.
3- الفهم الدقيق للقرآن يحتاج إلى علم: لا يجوز للمسلم أن يفهم النصوص بظاهرها دون الرجوع إلى تفسير العلماء أو السنة النبوية.
4- التدرج في التعليم واللطف في التصحيح: تصرف النبي صلى الله عليه وسلم مع عدي بن حاتم كان مليئًا باللطف والمداعبة، مما يدل على حسن التربية وحكمة التعليم.
5- بيان أن وقت الإمساك للصائم هو عند طلوع الفجر الصادق، وهو الخيط الأبيض المعترض في الأفق، والخيط الأسود هو ظلمة الليل.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- استدل العلماء بهذا الحديث على أن العبرة في دخول وقت الصيام بطلوع الفجر، وليس بالأذان إلا إذا كان المؤذن يعتمد على رؤية الفجر.
- فيه دليل على حرص الصحابة على فهم القرآن وتطبيقه بدقة، وعدم ترددهم في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ما أشكل عليهم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من المتقين الصائمين القائمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٦)، ومسلم في الصيام (١٠٩٠) كلاهما من حديث
حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، فذكره. والرواية الثانية عند مسلم
وفي رواية لأبي داود (٢٣٤٩): «فضحك رسول الله ﷺ وقال: «إنّ وسادتك ....».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 81 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن وسادتك لعريض! إنما هو سواد الليل وبياض النهار

  • 📜 حديث: إن وسادتك لعريض! إنما هو سواد الليل وبياض النهار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن وسادتك لعريض! إنما هو سواد الليل وبياض النهار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن وسادتك لعريض! إنما هو سواد الليل وبياض النهار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن وسادتك لعريض! إنما هو سواد الليل وبياض النهار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب