حديث: الفجر فجران، فأما الذي يكون كذنب السرحان فلا تحل الصلاة فيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب تأخير السَّحور إلى أن يتبيّن الفجر الصّادق

عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «الفجر فجران، فأمّا الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا تحل الصلاة فيه، ولا يحرّم الطّعام. وأمّا الذي يذهب مستطيلًا في الأفق فإنه يحل ويحرّم الطّعام».

صحيح: رواه الحاكم (١/ ١٩١) عن أبي بكر محمد بن أحمد بن حاتم الداربردي بمرو، ثنا عبد الله بن روح المدائني، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر، فذكره.

عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «الفجر فجران، فأمّا الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا تحل الصلاة فيه، ولا يحرّم الطّعام. وأمّا الذي يذهب مستطيلًا في الأفق فإنه يحل ويحرّم الطّعام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام ابن خزيمة في صحيحه وغيره عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

الحديث:


عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «الفجر فجران، فأمّا الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا تحل الصلاة فيه، ولا يحرّم الطّعام. وأمّا الذي يذهب مستطيلًا في الأفق فإنه يحل ويحرّم الطّعام».


1. شرح المفردات:


● الفجر: هو الضوء الذي يظهر قبل شروق الشمس.
● كذنب السرحان: الذنب هو الذيل، والسرحان هو الذئب. والمعنى: يشبه ذيل الذئب في شكله المستطيل الضيق.
● مستطيلًا في الأفق: أي منتشرًا وعريضًا في الأفق.
● يحل الصلاة: يجوز أداء الصلاة.
● يحرّم الطعام: يحرم تناول الطعام على الصائم، أي يدخل وقت الصوم.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أن الفجر نوعان:
أولًا: الفجر الكاذب
هو الضوء الذي يظهر عموديًا في السماء كذيل الذئب، وهو أبيض ضيق ومستطيل، ويظهر قبل الفجر الصادق.
● لا تحل الصلاة فيه: أي لا يدخل وقت صلاة الفجر فيه، فلا تصح الصلاة في هذا الوقت لأنه ليس وقتها الشرعي.
● ولا يحرّم الطعام: أي لا يدخل وقت الصوم فيه، فلو أكل الصائم في هذا الوقت لا يفطر، لأنه لا يزال ليلًا.
ثانيًا: الفجر الصادق
هو الضوء الذي ينتشر أفقيًا في الأفق، ويظهر كالشريط المستطيل المنتشر، وهو أحمر اللون في بدايته ثم يتحول إلى أبيض.
● فإنه يحل: أي يدخل وقت صلاة الفجر، فتصح الصلاة من هذا الوقت.
● ويحرّم الطعام: أي يدخل وقت الصيام، فيحرم على الصائم تناول الطعام من هذا الوقت.


3. الدروس المستفادة:


1- دقة التوقيت في العبادات: يوضح الحديث أهمية التمييز بين أوقات العبادات، خاصة الصلاة والصوم.
2- الحكمة من التدرج في أوقات العبادات: الفجر الكاذب تمهيد للفجر الصادق، مما يسهل على الناس الاستعداد للصلاة والصوم.
3- العلم بالظواهر الطبيعية: النبي ﷺ يعلّم الصحابة كيفية التمييز بين الفجرين، مما يدل على أهمية الملاحظة الدقيقة للظواهر الفلكية.
4- التمييز بين العبادات: الصلاة والصوم各有 أوقاتها المحددة، ولا يجوز الخلط بينهما.


4. معلومات إضافية:


● الفرق بين الفجرين:
- الفجر الكاذب: يظهر عموديًا ويختفي بعد فترة.
- الفجر الصادق: ينتشر أفقيًا ويستمر حتى شروق الشمس.
● الاستدلال بالحديث:
يستدل بهذا الحديث على أن وقت صلاة الفجر يبدأ بظهور الفجر الصادق، وأن وقت الإمساك عن الطعام للصائم يبدأ من نفس الوقت.
● المناسبة:
الحديث يرد على من يظن أن الفجر الكاذب هو بداية وقت الصلاة أو الصوم، فيبين النبي ﷺ الفرق بينهما.


الخلاصة:


الحديث يبيّن أن هناك فجرين: كاذب وصادق، وأن الفجر الصادق هو الذي يبدأ به وقت صلاة الفجر ووقت الإمساك للصائم، بينما الفجر الكاذب لا تأثير له في العبادات. وهذا من دقة الشريعة الإسلامية في تنظيم أوقات العبادات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (١/ ١٩١) عن أبي بكر محمد بن أحمد بن حاتم الداربردي بمرو، ثنا عبد الله بن روح المدائني، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر، فذكره.
قال الحاكم: «إسناده صحيح» وهو شاهد لحديث ابن عباس.
وروي عن ابن عباس قال: إن رسول الله ﷺ قال: «الفجر فجران، فجر يحرم فيه الطّعام، ويحل فيه الصلاة. وفجر يحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام».
رواه الدارقطني (٢١٨٥)، وابن خزيمة (٣٥٦، ١٩٢٧) وعنه الحاكم (١/ ١٩١) عن محمد بن علي بن محرز -أصله بغدادي انتقل إلى فسطاط- نا أبو أحمد الزبيري، عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره.
قال ابن خزيمة: هذا لم يروه أحد عن أبي أحمد إلا ابن محرز هذا.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين في عدالة الرواة ولم يخرجاه. وأظن أني قد رأيته من حديث عبد الله بن الوليد، عن الثوري موقوفًا».
ورواه أيضًا في كتاب الصوم (١/ ٤٢٥) وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال: شاهده حديث سمرة مرفوعًا» فذكره.
وقال الدارقطني: «لم يرفعه غير أبي أحمد الزبيريّ عن الثوري، ووقفه الفريابي وغيره عن الثوري، ووقفه أصحاب ابن جريج عنه أيضًا» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الفجر فجران، فأما الذي يكون كذنب السرحان فلا تحل الصلاة فيه

  • 📜 حديث: الفجر فجران، فأما الذي يكون كذنب السرحان فلا تحل الصلاة فيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الفجر فجران، فأما الذي يكون كذنب السرحان فلا تحل الصلاة فيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الفجر فجران، فأما الذي يكون كذنب السرحان فلا تحل الصلاة فيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الفجر فجران، فأما الذي يكون كذنب السرحان فلا تحل الصلاة فيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب