حديث: الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أن الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحّون

عن أبي هريرة، أنّ النبيّ ﷺ قال: «الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحّون».

حسن: رواه الترمذي (٦٩٧) عن محمد بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا إسحاق ابن جعفر بن محمد، حدثني عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أنّ النبيّ ﷺ قال: «الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحّون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما، وهو حديث صحيح، يحمل معاني عظيمة وأحكامًا مهمة تتعلق بالعبادات الجماعية في الإسلام.

شرح المفردات:


● الصوم يوم تصومون: المقصود صوم يوم عيد الفطر (أي رمضان ينتهي عندما يصوم الناس آخر يوم منه).
● والفطر يوم تفطرون: أي أن عيد الفطر يكون اليوم الذي يفطر فيه الناس بعد إكمال صوم رمضان.
● والأضحى يوم تضحون: أي أن عيد الأضحى يكون في اليوم الذي يضحّي فيه الناس.

المعنى الإجمالي للحديث:


يوجه النبي ﷺ الأمة إلى الوحدة والاجتماع في أداء العبادات التي تعلق بها الشارع ظهور الجماعة واتحاد الكلمة. فليس للفرد أو لجماعة صغيرة أن تخرج عن جماعة المسلمين في تحديد بداية الشهور القمرية التي تترتب عليها العبادات كالصوم والعيدين. فإذا رأى المسلمون الهلال وأعلنوا بداية الشهر، وجب على الجميع الالتزام بذلك، لأن اجتماع الأمة على أمر من هذه الأمور هو المعتبر شرعًا.

الدروس المستفادة منه:


1- وجوب وحدة الأمة: يؤكد الحديث على أهمية توحيد صف المسلمين وعدم التفرق في العبادات الجماعية.
2- الالتزام بإعلان الهلال: إذا ثبت رؤية الهلال بالطرق الشرعية وأعلنت الجهة المسؤولة (دار الإفتاء أو القضاء الشرعي) بداية الشهر، فإن ذلك يلزم الجميع.
3- ذم الشذوذ والانفراد: الحديث يحذر من التشذّب عن جماعة المسلمين والانفراد بمواقيت العبادة.
4- تيسير الدين ورفع الحرج: المقصود تسهيل الأمر على الأمة وعدم إشاعة الاختلاف والبلبلة بينهم.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول الفقه في مسائل رؤية الهلال واختلاف المطالع.
- العلماء اختلفوا في حكم من صام أو أفطر بمفرده بناء على رؤيته الشخصية دون اعتبار لإعلان الجماعة، والراجح وجوب متابعة الجماعة في ذلك.
- الحديث يدل على أن العبرة في إثبات العيد هو اجتماع الأمة عليه، وليس مجرد الرؤية الفردية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*والله أعلم.*
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٦٩٧) عن محمد بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا إسحاق ابن جعفر بن محمد، حدثني عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره. قال الترمذي: «حسن غريب».
قال الأعظمي: وإسناده حسن من أجل الكلام في عثمان بن محمد الأخنسي فوثّقه ابن معين، وقال النسائي: ليس بذاك القري. وقيده علي بن المديني بأنه روي عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أحاديث مناكير.
وذكره ابن حبان في «الثقات» والخلاصة فيه أنه حسن الحديث إذا لم يرو عن سعيد بن المسيب.
وللحديث طرق أخرى:
منها ما رواه أبو داود (٢٣٢٤) عن محمد بن عبيد، حدّثنا حماد في حديث أيوب، عن محمد ابن المنكدر، عن أبي هريرة، ذكر النبيّ ﷺ فيه قال: «وفطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون، كلّ عرفة موقف، وكلّ مني منحر، وكلّ فجاج مكة منحر، وكل جمع موقف».
فزاد فيه الجمل الأخيرة.
ومحمد بن المنكدر لم يلق أبا هريرة على الصحيح كما قال يحيى بن معين وأبو زرعة. وقال المنذري: روي عن أبي هريرة ولم يسمع منه.
ومنها ما رواه ابن ماجه (١٦٦٠) عن محمد بن عمر المقريّ، قال: حدثنا إسحاق بن عيسي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: «الفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم يضحون».
وفيه شيخ ابن ماجه محمد بن عمر المقريّ قال فيه الحافظ: «لا يعرف ولعله محمد بن أبي عمر الدوري». ثم هو خالف نجعل عن أيوب عن محمد بن سيرين، والصحيح أنه عن محمد بن المنكدر كما رواه الثقات.
ومنها جعله من مسند عائشة.
رواه الترمذي (٨٠٢)، والدارقطني (٢٤٤٧) كلاهما من طريق يحيي بن اليمان، عن معمر، عن محمد بن المنكدر، عن عائشة -قال أبو هشام: أظنه رفعه- قال: «الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحّي الناس».
قال الترمذي: سألت محمدًا قلت له: محمد بن المنكدر سمع من عائشة؟ قال: نعم، يقول في حديثه: سمعت عائشة.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه».
قال الأعظمي: بل إسناده ضعيف من أجل الكلام في يحيي بن اليمان، ومخالفته للثقات الذين جعلوا هذا الحديث من مسند أبي هريرة.
إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه كما ذكره الدّارقطني في كتابه «العلل» (١٨٦٧).
والخلاصة أنّ الحديث حسن بالإسناد الذي ساقه الترمذي، والأسانيد الأخرى تقويه إلا جملًا يسيرة لم تثبت.
ومعنى الحديث: إنّ الصوم والفطر مع الجماعة وعُظْم الناس كما قال الترمذيّ.
فلا يجوز لأحد أن يشذّ عن الجماعة في بداية الصيام وعيدي الفطر والأضحى.
قال السندي: «والظاهر أن معناه أنّ هذه الأمور ليس للآحاد فيها دخل، وليس لهم التفرّد فيها، بل الأمر فيها إلى الإمام والجماعة، ويجب على الآحاد اتباعهم للإمام والجماعة، وعلى هذا فإذا رأى أحدٌ الهلالَ، وردّ الإمامُ شهادته ينبغي أن لا يثبت في حقّه شيء من هذه الأمور، ويجب عليه أن يتبع الجماعة في ذلك» اهـ.
وقيل: له أن يصوم أو يفطر إذا رأى الهلال إلا أنّه لا يعَيِّد إلّا مع النّاس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 49 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون

  • 📜 حديث: الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب