حديث: صُمتُ مع رسول الله تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الشهر يكون تسعًا وعشرين

عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأمويّ، قال: قيل لعائشة: يا أمَّ المؤمنين، رؤي هذا الشّهر لتسع وعشرين! قالت: وما يعجبُكم من ذاك، لما صُمتُ مع رسول الله ﷺ تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٤٥١٨)، والطبراني في الأوسط (٥٢٤٥)، والدارقطني (٢٣٥١)، والبيهقي (٤/ ٢٥٠) كلّهم من طرق، عن إسحاق بن سعيد بن عمرو، عن أبيه سعيد بن عمرو بن سعيد ابن العاص الأمويّ، عن عائشة، فذكرته.

عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأمويّ، قال: قيل لعائشة: يا أمَّ المؤمنين، رؤي هذا الشّهر لتسع وعشرين! قالت: وما يعجبُكم من ذاك، لما صُمتُ مع رسول الله ﷺ تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (رقم: 1149) من رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، له معانٍ ودروس عظيمة، سأشرحها لك على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● "قيل لعائشة: يا أمَّ المؤمنين، رؤي هذا الشّهر لتسع وعشرين!": أي أن بعض الناس استغربوا واستعجبوا من أن شهر رمضان سيكون تسعة وعشرين يومًا فقط (أي لم يكمل الثلاثين)، فجاءوا إلى أم المؤمنين عائشة يسألونها عن ذلك.
● "قالت: وما يعجبُكم من ذاك": أي ردت عليهم مستنكرةً استغرابهم، وكأنها تقول: لا داعي للعجب من هذا الأمر.
● "لما صُمتُ مع رسول الله ﷺ تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين": أي أن عدد المرات التي صامت فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم رمضان تسعة وعشرين يومًا كان أكثر من عدد المرات التي صامتها ثلاثين يومًا.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الحديث أن الصحابة استغربوا من أن شهر رمضان لم يكمل ثلاثين يومًا في إحدى السنين، فذهبت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ترد على استغرابهم موضحةً أن هذا الأمر ليس بالغريب، بل هو واقعٌ كثيرًا، إذ إنها صامت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غالب السنين تسعة وعشرين يومًا، بينما صامت ثلاثين يومًا في سنوات قليلة.

3. الدروس المستفادة منه:


● عدم استغراب نقصان الشهر عن ثلاثين يومًا: فالأمر طبيعي، وقد وقع كثيرًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
● بيان حال الصيام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: حيث كان غالب صيام رمضان في عهده تسعة وعشرين يومًا، وهذا يدل على أن الأمة لا ينبغي أن تستغرب إذا لم يكمل الشهر ثلاثين يومًا.
● التسليم لأمر الله وقدره في حساب الشهور: فالأهلة بيد الله تعالى، وقد جعل الله الشهر القمري إما تسعة وعشرين أو ثلاثين يومًا، وهذا من حكمته تعالى.
● الأخذ بالسنة العملية للنبي صلى الله عليه وسلم: حيث بينت عائشة رضي الله عنها أن الغالب في صيام النبي صلى الله عليه وسلم كان تسعة وعشرين يومًا، مما يدل على أن هذا هو الأمر المعتاد.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن الأصل في رمضان أن يكون تسعة وعشرين يومًا في الغالب، وأن إكماله ثلاثين يومًا يكون في حالات أقل.
- يستفاد منه أيضًا أن عائشة رضي الله عنها كانت حافظةً لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم العملية، مما يدل على حرصها على نقل السنة بدقة.
- يؤكد الحديث على أهمية الرؤية الشرعية للهلال في إثبات الشهر، فإذا رُؤي الهلال بعد تسعة وعشرين يومًا، أُكمل الشهر ثلاثين، وإلا فإنه يُصام بناءً على الرؤية.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يصوم رمضان إيمانًا واحتسابًا، ويتقبل منا الصيام والقيام، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٤٥١٨)، والطبراني في الأوسط (٥٢٤٥)، والدارقطني (٢٣٥١)، والبيهقي (٤/ ٢٥٠) كلّهم من طرق، عن إسحاق بن سعيد بن عمرو، عن أبيه سعيد بن عمرو بن سعيد ابن العاص الأمويّ، عن عائشة، فذكرته. قال الدارقطني: «هذا إسناد صحيح حسن».
قال الأعظمي: إسناده صحيح ورجاله رجال الشيخين.
وأمّا ما رُوي عن ابن مسعود قال: «لقد صُمنا مع رسول الله ﷺ تسعًا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين».
فهو غير ثابت كما قال الدّارقطنيّ (٢٣٥٠) لأنّ فيه عبد الأعلي بن أبي المساور، يروي عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عنه. «وعبد الأعلى بن أبي المساور متروك» انتهى.
قال الأعظمي: ولكن رواه أبو داود (٢٣٢٢)، والترمذيّ (١٨٩) كلاهما عن أحمد بن منيع، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أخبرني عيسي بن دينار، عن أبيه، عن عمرو بن الحارث بن أبي ضرار، عن ابن مسعود، فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة (١٩٢٢) وأخرجه من هذا الوجه.
ورواه الإمام أحمد (٤٣٠٠) عن يحيي بن زكريا بإسناده مثله.
ورجاله ثقات غير دينار والد عيسى وهو الكوفي، انفرد بالرواية عنه ولده، ولم يوثقه غير ابن حبان (٦/ ٢٩١) ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول» أي إذا توبع، ولم يتابع فهو لين الحديث.
وقال الذهبي في «ميزانه»: «مجهول».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صُمتُ مع رسول الله تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين

  • 📜 حديث: صُمتُ مع رسول الله تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صُمتُ مع رسول الله تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صُمتُ مع رسول الله تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صُمتُ مع رسول الله تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب