حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استحباب تأخير السَّحور إلى أن يتبيّن الفجر الصّادق
حسن: ولكنه مختلف في رفعه ووقفه.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بشرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره من أئمة الحديث، وهو حديث صحيح ثابت.
أولاً. شرح المفردات:
● تسحَّرتُ: تناولت طعام السحور.
● لقحة: ناقة ذات لبن.
● قدر: إناء للطبخ.
● سُخِّنَت: أُحميت وأُعدت للطبخ.
● هكذا فعل بي رسول الله ﷺ: أي أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل معه مثل ما فعل حذيفة مع زر.
● هو الصبح غير أن تطلع الشمس: أي أن الوقت كان قبل طلوع الشمس مباشرة.
ثانياً. شرح الحديث:
يحكي الصحابي الجليل زر بن حبيش رضي الله عنه أنه تناول السحور ثم خرج إلى المسجد، فمر ببيت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فدخل عليه. فأمر حذيفة بلقحة (ناقة) فحلبت، وبقدر فسخنت (أي أعد طعاماً ساخناً)، ثم دعاه للأكل. فقال زر: إني أريد الصوم (أي نويت الصوم ولا أريد الإفطار). فقال حذيفة: وأنا أريد الصوم (أي أنا أيضاً نويت الصوم)، ثم أكلا وشربا معاً، ثم ذهبا إلى المسجد فوجدوا الصلاة قد أقيمت.
ثم بين حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل معه مثل ما فعل هو مع زر، حيث أطعمه وسقاه في وقت السحور ثم صلى الصبح. وعندما سأله زر: أبعد الصبح؟ (أي بعد طلوع الفجر) أجابه: نعم، هو الصبح (أي وقت الصبح) ولكن الشمس لم تطلع بعد.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- جواز الأكل والشرب حتى طلوع الفجر الصادق: وهذا من رحمة الله تعالى بعباده، حيث وسع وقت السحور إلى طلوع الفجر.
2- التأكد من وقت الفجر: الحديث يدل على أن الفجر الصادق هو الذي يحرم به الطعام والشراب، وليس مجرد ظهور الضوء الأول.
3- السنة في السحور: التأخير في السحور من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما في هذا الحديث.
4- كرم الصحابة وحسن الضيافة: حيث قدم حذيفة الطعام لضيفه aunque كانا صائمين.
5- التأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم: حيث بين حذيفة أنه فعل ذلك اقتداءً برسول الله.
رابعاً. معلومات إضافية:
- المسافة بين بيت حذيفة والمسجد كانت قريبة (كما بين مسجد ثابت وبستان حوط)، مما يدل على أن الأكل كان قريباً من وقت الأذان.
- هذا الحديث من الأدلة على أن وقت الصبح يبدأ بطلوع الفجر الصادق، وينتهي بطلوع الشمس.
- فيه بيان للفرق بين الفجر الكاذب (المستطيل في السماء) والفجر الصادق (المستعرض).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
رواه الإمام أحمد (٢٣٣٦١) من طريق حماد بن سلمة -واللفظ له-، والنسائي (٢١٥٢) من طريق سفيان، وابن ماجه (١٦٩٥) من طريق أبي بكر بن عياش، كلّهم عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ ابن حبيش، فذكره مختصرًا.
ورواه شعبة، عن عدي بن ثابت، قال: سمعت زر بن حبيش عنه موقوفًا.
قال النسائي -كما في تحفة الأشراف (٣/ ٣٢) -: «لا نعلم أحدًا رفعه غير عاصم، فإن كان رفعه صحيحًا فمعناه: أنه قرب النهار، كقوله تعالى ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ﴾ [سورة البقرة: ٢٣١] معناه: إذا قاربن البلوغ، وكقول القائل: بلغنا المنزل، إذا قاربه» انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال، ولكن حكمه الرفع، فإنه ليس للصحابي أن يعين وقت دخول السحور وخروجه، لا سيما وقد جاء مرفوعًا من طريق عاصم بن بهدلة وهو وإن كان دون عدي بن ثابت ولكن لا يمنع من قبول زيادته لما عرف من المحدثين من رفع الحديث في وقت، ووقفه في وقت آخر.
ومن هذه الموقوفات ما رواه أيضا النسائي (٢١٥٤) عن عمرو بن علي، قال: حدّثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا أبو يعفور، قال: حدّثنا إبراهيم، عن صلة بن زفر، قال: تسحّرتُ مع حذيفة،
ثم خرجنا إلى المسجد، فصلينا ركعتي الفجر، ثم أقيمت الصلاة فصلينا».
ومنها ما رواه أيضًا عبد الرزاق (٧٦٠٦) عن إسرائيل، عن عامر بن شقيق، عن شقيق بن سلمة، قال: انطلقت أنا وزر بن حبيش إلى حذيفة وهو في دار الحارث بن أبي ربيعة، فاستأذنّا عليه، فخرج إلينا، فأتي بلبن فقال: اشربا. فقلنا: إنا نريد الصيام، قال: وأنا أريد الصيام.
فشرب، ثم ناول زرًا فشرب، ثم ناولني فشربتُ، والمؤذّن يؤذّن في المسجد. قال: فلما دخلنا المسجد أقيمت الصلاة وهم يغلّسون».
وقد فهم من هذه الأحاديث بعض أهل العلم أنه تسحّر بعد طلوع الفجر، وهو غير واضح من كلام حذيفة، ولكن بناء على فهمه هذا قالوا: هذا منسوخ لحديث بلال أنه ينادي بليل، وابن أم مكتوم بنادي إذا طلع الفجر.
فإن الطحاوي روى حديث حذيفة في: شرحه (٢/ ١٠٦) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، مختصرًا.
وقال: يحتمل أن يكون حديث جذيفة قبل نزول قوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [سورة البقرة: ١٨٧]».
قال الأعظمي: ليس من الظاهر أن حذيفة تسحّر بعد طلوع الفجر، حتى نحتاج إلى النسخ؛ لأنه كل ما في الأمر أنه تسحّر ثم غدا إلى المسجد، وصلى ركعتين، ثم أقيمت الصّلاة فصلّى الصبح.
فقد يكون حذيفة بالغ في تأخير السحور حتى أخذ المؤذن يؤذن لصلاة الفجر.
وفي الباب أحاديث أخرى سبق تخريجها في كتاب الأذان.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 428 حديثاً له شرح
- 59 السحور بركة
- 60 معنى تسحروا فإن في السحور بركة
- 61 التسحر بركة فلا تدعوه
- 62 الله وملائكته يصلون على المتسحرين
- 63 تسحروا ولو بجرعة من ماء
- 64 السحور أكله بركة فلا تدعوه
- 65 أكلة السحر فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب
- 66 استعينوا بطعام السحر على صيام النهار
- 67 الغداء المبارك
- 68 غداء السحور هو الغداء المبارك
- 69 نعم سحور المؤمن التمر
- 70 تسحر رسول الله ﷺ مع زيد بن ثابت ثم صلى...
- 71 كلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم
- 72 كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم
- 73 كلوا واشربوا حتى يؤذن بلال
- 74 لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره
- 75 لا يغرنكم نداء بلال ولا البياض حتى ينفجر الفجر
- 76 تسحر النبي ﷺ وزيد بن ثابت ثم قاما إلى الصلاة
- 77 لا يمنعنكم أذان بلال من السحور
- 78 الفرق بين اذان ابن ام مكتوم وبلال في السحور
- 79 أتسحر في أهلي ثم أسرع لأدرك السجود مع رسول الله
- 80 تسحرنا مع رسول الله ثم قمنا إلى الصلاة
- 81 إن وسادتك لعريض! إنما هو سواد الليل وبياض النهار
- 82 الفجر فجران، فأما الذي يكون كذنب السرحان فلا تحل الصلاة...
- 83 كلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر
- 84 تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد
- 85 إذا سمع أحدكم النداء والإناء في يده فلا يضعه
- 86 عجِّلوا الفطر تكنوا بخير
- 87 لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم
- 88 يعجل المغرب والإفطار كما كان رسول الله يصنع
- 89 تعجيل الفطر سبب لظهور الدين
- 90 إذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم
- 91 وقت إفطار الصائم عند غروب الشمس
- 92 إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر
- 93 الإفطار على رطبات قبل الصلاة
- 94 صلاة المغرب قبل الإفطار ولو على شربة ماء
- 95 من فطر صائما كان له مثل أجره
- 96 دعاء الافطار: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء...
- 97 أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة
- 98 الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم
- 99 ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة...
- 100 ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد والصائم والمسافر
- 101 الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده
- 102 زكاة الجسد الصوم
- 103 الصيام لي وأنا أجزي به
- 104 خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
- 105 الصوم لي وأنا أجزي به
- 106 خلوف فم الصائم اطيب عند الله من المسك
- 107 أمر الله يحيى بن زكريا بخمس كلمات
- 108 عليك بالصوم فإنه لا مثل له
معلومات عن حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد
📜 حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








