حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب تأخير السَّحور إلى أن يتبيّن الفجر الصّادق

عن زرّ بن حُبيش، قال: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد، فمررتُ بمنزل حُذيفة بن اليمان فدخلتُ عليه، فأمر بِلقْحَةٍ فحُلبتْ، وبقِدْر فسُخِّنَتْ، ثم قال: ادنُ فكُلْ. فقلتُ: إنّي أريدُ الصَّومَ. فقال: وأنا أريدُ الصّومَ، فأكلنا وشربنا، ثم أتينا المسجد، فأقيمت الصّلاة، ثم قال حذيفة: هكذا فعل بي رسول الله ﷺ. قلت: أبعدَ الصُّبح؟ قال: نعم، هو الصُّبح غير أن تطلع الشَّمس. قال: وبين بيت حذيفة وبين المسجد كما بين مسجد ثابت وبستان حَوْط. وقد قال حمّاد أيضًا: وقال حذيفة: هكذا صنعت مع النبيّ ﷺ، وصنع بي النبيُّ ﷺ.

حسن: ولكنه مختلف في رفعه ووقفه.

عن زرّ بن حُبيش، قال: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد، فمررتُ بمنزل حُذيفة بن اليمان فدخلتُ عليه، فأمر بِلقْحَةٍ فحُلبتْ، وبقِدْر فسُخِّنَتْ، ثم قال: ادنُ فكُلْ. فقلتُ: إنّي أريدُ الصَّومَ. فقال: وأنا أريدُ الصّومَ، فأكلنا وشربنا، ثم أتينا المسجد، فأقيمت الصّلاة، ثم قال حذيفة: هكذا فعل بي رسول الله ﷺ. قلت: أبعدَ الصُّبح؟ قال: نعم، هو الصُّبح غير أن تطلع الشَّمس. قال: وبين بيت حذيفة وبين المسجد كما بين مسجد ثابت وبستان حَوْط. وقد قال حمّاد أيضًا: وقال حذيفة: هكذا صنعت مع النبيّ ﷺ، وصنع بي النبيُّ ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بشرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره من أئمة الحديث، وهو حديث صحيح ثابت.

أولاً. شرح المفردات:


● تسحَّرتُ: تناولت طعام السحور.
● لقحة: ناقة ذات لبن.
● قدر: إناء للطبخ.
● سُخِّنَت: أُحميت وأُعدت للطبخ.
● هكذا فعل بي رسول الله ﷺ: أي أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل معه مثل ما فعل حذيفة مع زر.
● هو الصبح غير أن تطلع الشمس: أي أن الوقت كان قبل طلوع الشمس مباشرة.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل زر بن حبيش رضي الله عنه أنه تناول السحور ثم خرج إلى المسجد، فمر ببيت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فدخل عليه. فأمر حذيفة بلقحة (ناقة) فحلبت، وبقدر فسخنت (أي أعد طعاماً ساخناً)، ثم دعاه للأكل. فقال زر: إني أريد الصوم (أي نويت الصوم ولا أريد الإفطار). فقال حذيفة: وأنا أريد الصوم (أي أنا أيضاً نويت الصوم)، ثم أكلا وشربا معاً، ثم ذهبا إلى المسجد فوجدوا الصلاة قد أقيمت.
ثم بين حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل معه مثل ما فعل هو مع زر، حيث أطعمه وسقاه في وقت السحور ثم صلى الصبح. وعندما سأله زر: أبعد الصبح؟ (أي بعد طلوع الفجر) أجابه: نعم، هو الصبح (أي وقت الصبح) ولكن الشمس لم تطلع بعد.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- جواز الأكل والشرب حتى طلوع الفجر الصادق: وهذا من رحمة الله تعالى بعباده، حيث وسع وقت السحور إلى طلوع الفجر.
2- التأكد من وقت الفجر: الحديث يدل على أن الفجر الصادق هو الذي يحرم به الطعام والشراب، وليس مجرد ظهور الضوء الأول.
3- السنة في السحور: التأخير في السحور من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما في هذا الحديث.
4- كرم الصحابة وحسن الضيافة: حيث قدم حذيفة الطعام لضيفه aunque كانا صائمين.
5- التأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم: حيث بين حذيفة أنه فعل ذلك اقتداءً برسول الله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- المسافة بين بيت حذيفة والمسجد كانت قريبة (كما بين مسجد ثابت وبستان حوط)، مما يدل على أن الأكل كان قريباً من وقت الأذان.
- هذا الحديث من الأدلة على أن وقت الصبح يبدأ بطلوع الفجر الصادق، وينتهي بطلوع الشمس.
- فيه بيان للفرق بين الفجر الكاذب (المستطيل في السماء) والفجر الصادق (المستعرض).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

ولكنه مختلف في رفعه ووقفه.
رواه الإمام أحمد (٢٣٣٦١) من طريق حماد بن سلمة -واللفظ له-، والنسائي (٢١٥٢) من طريق سفيان، وابن ماجه (١٦٩٥) من طريق أبي بكر بن عياش، كلّهم عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ ابن حبيش، فذكره مختصرًا.
ورواه شعبة، عن عدي بن ثابت، قال: سمعت زر بن حبيش عنه موقوفًا.
قال النسائي -كما في تحفة الأشراف (٣/ ٣٢) -: «لا نعلم أحدًا رفعه غير عاصم، فإن كان رفعه صحيحًا فمعناه: أنه قرب النهار، كقوله تعالى ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ﴾ [سورة البقرة: ٢٣١] معناه: إذا قاربن البلوغ، وكقول القائل: بلغنا المنزل، إذا قاربه» انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال، ولكن حكمه الرفع، فإنه ليس للصحابي أن يعين وقت دخول السحور وخروجه، لا سيما وقد جاء مرفوعًا من طريق عاصم بن بهدلة وهو وإن كان دون عدي بن ثابت ولكن لا يمنع من قبول زيادته لما عرف من المحدثين من رفع الحديث في وقت، ووقفه في وقت آخر.
ومن هذه الموقوفات ما رواه أيضا النسائي (٢١٥٤) عن عمرو بن علي، قال: حدّثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا أبو يعفور، قال: حدّثنا إبراهيم، عن صلة بن زفر، قال: تسحّرتُ مع حذيفة،
ثم خرجنا إلى المسجد، فصلينا ركعتي الفجر، ثم أقيمت الصلاة فصلينا».
ومنها ما رواه أيضًا عبد الرزاق (٧٦٠٦) عن إسرائيل، عن عامر بن شقيق، عن شقيق بن سلمة، قال: انطلقت أنا وزر بن حبيش إلى حذيفة وهو في دار الحارث بن أبي ربيعة، فاستأذنّا عليه، فخرج إلينا، فأتي بلبن فقال: اشربا. فقلنا: إنا نريد الصيام، قال: وأنا أريد الصيام.
فشرب، ثم ناول زرًا فشرب، ثم ناولني فشربتُ، والمؤذّن يؤذّن في المسجد. قال: فلما دخلنا المسجد أقيمت الصلاة وهم يغلّسون».
وقد فهم من هذه الأحاديث بعض أهل العلم أنه تسحّر بعد طلوع الفجر، وهو غير واضح من كلام حذيفة، ولكن بناء على فهمه هذا قالوا: هذا منسوخ لحديث بلال أنه ينادي بليل، وابن أم مكتوم بنادي إذا طلع الفجر.
فإن الطحاوي روى حديث حذيفة في: شرحه (٢/ ١٠٦) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، مختصرًا.
وقال: يحتمل أن يكون حديث جذيفة قبل نزول قوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [سورة البقرة: ١٨٧]».
قال الأعظمي: ليس من الظاهر أن حذيفة تسحّر بعد طلوع الفجر، حتى نحتاج إلى النسخ؛ لأنه كل ما في الأمر أنه تسحّر ثم غدا إلى المسجد، وصلى ركعتين، ثم أقيمت الصّلاة فصلّى الصبح.
فقد يكون حذيفة بالغ في تأخير السحور حتى أخذ المؤذن يؤذن لصلاة الفجر.
وفي الباب أحاديث أخرى سبق تخريجها في كتاب الأذان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد

  • 📜 حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تسحَّرتُ ثم انطلقتُ إلى المسجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب