إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر

حديث: إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر

عن سلمان بن عامر الضّبيّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التّمر، فإن لم يجد التّمر فعلى الماء، فإنّ الماء طهور».

حسن: رواه أبو داود (٢٣٥٥)، والترمذي (٦٩٥)، وابن ماجه (١٦٩٩)، وأحمد (١٦٢٢٨)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٠٦٧)، والحاكم (١/ ٤٣١ - ٤٣٢) كلّهم من طرق، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن عمّها سلمان بن عامر، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
هذا حديث شريف فيه توجيه نبوي كريم حول آداب الإفطار في الصوم، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا إن شاء الله.

أولاً. شرح المفردات:

● صائمًا: أي ممتنعًا عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله.
● فليفطر: أي يقطع صومه ويأكل أو يشرب بعد غروب الشمس.
● على التمر: أي بأن يجعل التمر أول ما يدخل جوفه عند الإفطار.
● طهور: أي طاهر في ذاته ومطهّر لغيره، ينقي الجسم ويسكن الجوع والعطش.

ثانيًا. شرح الحديث:

يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى سنّة حسنة عند الإفطار، وهي أن يبدأ الصائم إفطاره بأكل بضع تمرات. فإن لم يجد التمر أو لم يتيسر له، فليفطر على شرب الماء.
والحكمة في البدء بالتمر متعددة:
1- الحكمة الصحية: التمر سريع الهضم وسهل الامتصاص، فيمد الجسم بالطاقة والسكريات التي يحتاجها بعد نهار طويل من الصيام، دون أن يسبب ثقلاً على المعدة. والماء يروي العطش ويرطب الجسم.
2- الحكمة التعبدية: اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يفعل ذلك، ففيه اقتداء به واتباع لسنته، وهذا عبادة في ذاته.
3- التدرج في إعداد الجهاز الهضمي: البدء بالتمر أو الماء يمهد المعدة لاستقبال الطعام الأثقل، مما يساعد على الهضم ويقلل من الشعور بالتخمة.
وقوله: «فإن الماء طهور» إشارة إلى طهارة الماء وكونه نقيًا ومرطبًا، وهو أيسر ما يُفطر عليه إن لم يتوفر التمر.

ثالثًا. الدروس المستفادة منه:

1- الاهتمام بآداب الطعام والشراب: الإسلام دين كامل يهتم بكل细节 حياة المسلم، حتى في كيفية تناوله لطعامه.
2- التيسير ورفع الحرج: الحديث يدل على سماحة الإسلام ومرونته. فلم يوجب التمر إيجابًا، بلguidance الأفضل، ثم يسر على من لم يجده بالماء. وهذا من يسر الإسلام ورفعه للحرج عن الأمة.
3- الاهتمام بالصحة والجسد: النصائح النبوية تتوافق دائمًا مع ما يصل إليه العلم من فوائد. فبدء الإفطار بالتمر أو الماء له فوائد صحية عظيمة.
4- الحث على اتباع السنة: في فعل النبي صلى الله عليه وسلم خير كبير وبركة، فينبغي للمسلم أن يحرص على التماس هديه في جميع أموره.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه في سننهم، وقال الترمذي: "حديث حسن".
- كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يفطر على رطبات قبل أن يصلي المغرب، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء.
- لا يعني هذا الحديث منع الصائم من أن يفطر على غير التمر أو الماء، بل هو guidance إلى الأفضل والأكمل. فمن أفطر على غيرهما فلا حرج عليه، ولكنه فاتته فضيلة اتباع هذه السنة الكريمة.
أسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا من أهل طاعته واتباع سنة نبيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٣٥٥)، والترمذي (٦٩٥)، وابن ماجه (١٦٩٩)، وأحمد (١٦٢٢٨)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٠٦٧)، والحاكم (١/ ٤٣١ - ٤٣٢) كلّهم من طرق، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن عمّها سلمان بن عامر، فذكره.
قال الترمذي: «حسن» وفي نسخة «حسن صحيح». وقال: زاد ابن عيينة (يعني عن عاصم): «فإنه بركة» بعد قوله: «فليفطر على التمر».
قال النسائي في «الكبرى» (٣٣٠٦): «هذا الحرف»بركة«لا نعلم أن أحدًا ذكره غير ابن عيينة، ولا أحسبه محفوظًا».
كذا قال! وقد زاده أيضًا محمد بن فضيل، عن عاصم عند ابن خزيمة.
ولم يذكرها ابن ماجه فإنه رواه أيضًا من طريق محمد بن فضيل.
وإسناده حسن من أجل الرَّباب -بفتح أولها- بنت صُليع الضّبيّة البصريّة. وقد صحّح حديثها أبو حاتم فيما نقل عنه ابنه عبد الرحمن في «العلل» (١/ ٢٣٧) قال: سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة، عن عاصم، عن حفصة بنت سيرين: أنّ الرباب. فذكرت حديث سلمان أنّ النبي ﷺ قال: «إذا صام أحدكم فليفطر على التمر، فإن لم يجد فليفطر على الماء فإنه طهور». قال أبي: وروى هذا الحديث هشام بن حسان وغير واحد عن حفصة، عن الرباب، عن سلمان، عن النبي ﷺ. قلت لأبي: أيّهما أصح؟ قال: جميعًا صحيحين، فقصر به حماد، وقد روي عن عاصم أيضًا نحوه» انتهى.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط البخاريّ».
والحديث أُعلّ بالوقف ولكن الصواب أنه موصول كما أُعلّ بالاضطراب الوقوع خطأ في الإسناد، ولكن الصواب أنه لا اضطراب فيه، فإنّ من رواه من وجه صحيح لا يضرّ من رواه بوجه ضعيف مضطرب كما قال البيهقي (٤/ ٢٣٩) بعد أن رواه من طريق يونس بن حبيب، عن أبي داود الطيالسيّ وهو في «مسنده» (١٢٧٨) عن شعبة، عن عاصم، قال: سمعت حفصة بنت سيرين، تحدّث عن الرباب، عن سلمان بن عامر، أنّ النبيّ ﷺ قال فذكره.
قال البيهقي: «هكذا وجدته في: المسند«قد أقام إسناده أبو داود. وقد رواه محمود بن غيلان، عن أبي داود دون ذكر الرباب. ورُوي عن روح بن عبادة عن شعبة موصولًا. ورواه سعد ابن عامر عن شعبة فغلط في إسناده». ثم ساقه من طريقه عن شعبة، عن عبد العزيز بن صُهيب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «من وجد تمرًا فليفطر عليه، ومن لا فليفطر على الماء فإنه طهور».
قال البخاري فيما روى عنه أبو عيسى: حديث سعيد بن عامر وهم، يهم سعيد، والصحيح حديث عاصم عن حفصة بنت سيرين. انتهى.
قال الأعظمي: حديث سعيد بن عامر، عن شعبة. رواه الترمذي (٦٩٠٤)، وابن خزيمة (٢٠٦٦)، والنسائي في الكبرى (٣٣١٧).
قال الترمذي: حديث أنس لا نعلم أحدًا رواه عن شعبة، مثل هذا غير سعيد بن عامر، وهو حديث غير محفوظ، ولا نعلم له أصلًا من حديث عبد العزيز بن صهيب، عن أنس. ثم ذكر ما هو الصحيح من حديث شعبة.
وقال ابن خزيمة: هذا لم يروه عن سعيد بن عامر عن شعبة إلا هذا.
قال الأعظمي: إذا لا يصلح أن يكون حديث أنس هذا شاهدًا لحديث سلمان الضبيّ؛ لأنّ الشاهد هو المشهود نفسه وإنما وقع فيه خطأ من سعيد بن عامر كما قال البخاريّ وغيره.
وقال الحاكم: وله شاهد صحيح على شرط مسلم فذكر حديث أنس بن مالك الآتي.
ولا يُعلُّ بأنّ هذا أمر، والذي يأتي بعده فعل؛ لاختلاف المخرجين، بل إنّ الأمر يؤكّد الفعل.
والرّباب بنت صليع الضبية هذه اكتسبت الثقة بكلام الأئمة في هذا الحديث ولعلّ ذلك لوجود شواهد وإلّا فهي مستورة كما قال ابن الملقن في «البدر المنير» (٥/ ٦٩٧) مع تصحيح حديثها؛ لأنّه لم يرو عنها إلا حفصة بنت سيرين، ولم يوثقها إلا ابن حبان؛ ولذا قال فيها الحافظ: «مقبولة» أي إذا توبعت، ولم أجد لها متابعًا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 92 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر

📜 حديث: إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية