كلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر

حديث: كلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر

عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: «كلوا واشربوا، ولا يُهِيدَنَّكم الساطع المصْعِد، فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر».

حسن: رواه أبو داود (٢٣٤٨)، والترمذي (٧٠٥) وصحّحه ابن خزيمة (١٩٣٠) كلهم من طريق ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن النعمان، حدّثني قيس بن طلق، عن أبيه، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن قيس بن طَلْق، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا، وَلَا يُهِيدَنَّكُمُ السَّاطِعُ الْمُصْعِدُ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَكُمُ الْأَحْمَرُ».

١. شرح المفردات:

● يُهِيدَنَّكُم: من الهَوْد، وهو الصوت. ويُهِيدَنَّكُم أي: لا يُزعِجَنَّكم ولا يُقلِقَنَّكم صوته ونداؤه.
● السَّاطِعُ: هو الضوء الساطع والبياض الواضح الذي يظهر في الأفق عند طلوع الفجر.
● الْمُصْعِدُ: من الصُّعُود، أي الذي يصعد ويرتفع في الأفق بشكل عمودي. وهو وصف لضوء الفجر عندما يبدأ بالانتشار رأسيًا.
● يَعْتَرِضَ: أي يمتد ويستطيل بشكل أفقيٍّ معترضٍ في الأفق.
● الْأَحْمَرُ: هو الحمرة التي تظهر في الأفق مع شروق الشمس، وهي إشارة إلى طلوع الشمس وبداية النهار.

٢. شرح الحديث:

يوجهنا النبي ﷺ في هذا الحديث إلى التمييز الدقيق بين الفجر الكاذب والفجر الصادق الذي يمنع الطعام والشراب على الصائم.
● "كُلُوا وَاشْرَبُوا": هذا أمر بالإباحة والأكل والشرب لمن يريد الصيام.
● "وَلَا يُهِيدَنَّكُمُ السَّاطِعُ الْمُصْعِدُ": لا ينبغي أن يقلقكم أو يمنعكم من الأكل والشرب ذلك الضوء الأبيض الذي يظهر في الأفق ويصعد بشكل عمودي مثل ذنب الثعلب. هذا هو الفجر الكاذب، حيث يظهر بياضًا في السماء ولكنه لا يحرم الطعام على الصائم.
● "فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَكُمُ الْأَحْمَرُ": استمروا في الأكل والشرب إلى أن يظهر الفجر الصادق، الذي يتميز بانتشار الضوء أفقيًا across الأفق مع ظهور حمرة خفيفة تُمَزِّجُ هذا البياض. هذا البياض المعترض (المستطيل) مع الحمرة هو علامة على طلوع الفجر الحقيقي، وعنده يجب الإمساك.

٣. الدروس المستفادة والعبر:

١- الدقة في التوقيت: يربي النبي ﷺ الأمة على الدقة في العبادة ومراعاة أوقاتها. فالصيام عبادة مرتبطة بوقت محدد (من طلوع الفجر إلى غروب الشمس)، فيجب التثبت من دخول وقت الإمساس وخروجه.
٢- التيسير ورفع الحرج: في هذا الحديث تيسير كبير على الأمة، حيث أباح الأكل والشرب حتى يتبين الفجر الصادق بوضوح، removing any doubt or anxiety about the exact moment. وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة.
٣- الفهم الصحيح للسنة: الحديث يوضح أن الأمر بالإمساك عند الأذان إنما هو إذا كان المؤذن يؤذن على رؤية الفجر الصادق. أما إذا كان يؤذن قبل ذلك (على الفجر الكاذب أو احتياطًا)، فيجوز الأكل والشرب حتى يتحقق الشخص من طلوع الفجر الحقيقي.
٤- التمييز بين الفجرين: من الحكمة الإلهية أن جعل للفجر الصادق علامة واضحة (الانتشار الأفقي مع الحمرة) تميزه عن الكاذب (العمودي دون حمرة)، ليكون ذلك تيسيرًا على العباد.

٤. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث صححه عدد من الأئمة، منهم الإمام ابن خزيمة وابن حبان، وحسنه آخرون. وهو يدعم ويؤكد الأحاديث الأخرى الواردة في الباب، مثل حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه حين قال: "يا رسول الله، إني أُرخي سِتري (أي حبل الفجر الذي كان يستخدمه للتمييز) فأكل وأشرب حتى أظن أنه قد طلع الفجر"، فأمره النبي ﷺ بالنظر إلى العلامة الحقيقية وليس مجرد الشك.
- الفجر الكاذب يظهر قبل الفجر الصادق بمدة (حوالي 20-30 دقيقة في بعض المناطق)، ويظهر كعمود من light يصعد في السماء ثم يزول، ولا يحرم به الطعام.
- الفجر الصادق هو الذي يظهر بعده مباشرة ويستمر حتى طلوع الشمس، وهو الذي يجب الإمساك عنده.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٣٤٨)، والترمذي (٧٠٥) وصحّحه ابن خزيمة (١٩٣٠) كلهم من طريق ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن النعمان، حدّثني قيس بن طلق، عن أبيه، فذكره.
قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وقال ابن خزيمة: «الدليل على أنّ الفجر الثاني الذي ذكرناه هو البياض المعترض الذي لونه الحمرة إن صحّ الخبر، فإني لا أعرف عبد الله بن النعمان هذا بعدالة ولا جرح، ولا أعرف له عنه راويًا غير ملازم بن عمرو».
قال الأعظمي: أما العلة الأولى وهي قوله: لا أعرف عبد الله بن النعمان بعدالة ولا جرح، فقد سبق توثيق ابن معين له، كما وثقه أيضًا العجلي وابن حبان. وفيه ردٌ أيضًا على الحافظ في قوله في «التقريب»: «مقبول» فإنه في أقل أحواله «صدوق».
والعلة الثانية: وهو قوله: «لا أعرف له راويًا غير ملازم بن عمرو».
فقد روى عنه أيضًا عمر بن يونس كما ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل»، والحافظ في «تهذيب التهذيب».
وكذلك روى عنه أيضًا محمد بن جابر. رواه الإمام أحمد (١٦٢٩١) عن موسى، عنه، عن عبد الله بن النعمان، عن قيس بن طلق، عن أبيه، أنّ النبيّ ﷺ قال: «ليس الفجر المستطيل في الأفق، ولكنه المعترض الأحمر».
إلّا أن محمد بن جابر وهو ابن سيار بن طارق الحنفي اليمامي ضعيف، ولكن قال الحافظ: «صدوق». وقال: «ورجّحه أبو حاتم على ابن لهيعة». وقد توبع كما في الأسانيد السابقة.
وللحديث طريق آخر عن ملازم بن عمرو، قال: ثنا عبد الله بن بدر السحيميّ، قال: حدثني جدّي قيس بن طلق، قال: حدثني أبي أنّ نبي الله ﷺ قال: (فذكر الحديث نحو حديث أبي داود).
رواه الطحاوي في «شرحه» (٢/ ١٠٧) عن أبي أمية، قال: حدثنا أبو نعيم، والخضر بن محمد ابن شجاع كلاهما عن ملازم بن عمرو، بإسناده.
وعبد الله بن بدر السحيمي الحنفي «ثقة» من رجال السنن.
وبمجموع هذه الأسانيد يصح هذا الحديث أو يحسن.
قال الترمذي: «والعمل على هذا عند أهل العلم أنه لا يحرم على الصائم الأكل والشرب حتى يكون الفجر الأحمر المعترض. وبه يقول عامة أهل العلم».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 83 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر

📜 حديث: كلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية