دعاء الافطار: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله

حديث: دعاء الافطار: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله

عن مروان -يعني ابن سالم المقَفَّع- قال: رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف، وقال: كان رسول الله ﷺ إذا أفطر قال: «ذهب الظّمأُ وابتلّت العروقُ، وثبت الأجر إن شاء الله».

حسن: رواه أبو داود (٢٣٥٧)، والنسائي في «الكبري» (٣٣١٥) كلاهما من حديث علي بن حسن، أخبرنا الحسين بن واقد، أخبرنا مروان المقَفَّع فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي ذكر يتضمن أمرين: الأول فعلٌ لصحابي جليل في هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والثاني دعاءٌ من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم عند الإفطار. وسأشرحهما لك جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● يقبض على لحيته: أي يأخذها بيده ويجمعها.
● المقفع: لقب لمروان بن سالم، والمقفع يعني الذي قُطعت يده أو أصابعه.
● يقطع ما زاد على الكف: أي يقص الجزء الزائد عن قبضة اليد.
● ذهب الظمأ: زالت العطش.
● ابتلت العروق: رطبت وامتلأت بالدم بعد الجفاف.
● ثبت الأجر: استقر وكمل.

ثانيًا. شرح الحديث:

1- الجزء الأول (فعل ابن عمر رضي الله عنهما):
- هذا الفعل من عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يدل على اقتدائه برسول الله صلى الله عليه وسلم في تقصير اللحية إذا زادت عن القبضة.
- وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها، كما روى الترمذي وغيره.
- والمقصود هنا عدم الإطالة المفرطة التي قد تؤدي إلى الإهمال أو المخيلة، مع الحفاظ على إعفاء اللحية كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
2- الجزء الثاني (دعاء الإفطار):
- هذا الدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله عند الإفطار بعد الصيام.
- "ذهب الظمأ" أي زال العطش الذي كان في نهار الصوم.
- "وابتلت العروق" أي رطبت الأوردة والجسد بعد جفاف الصيام.
- "وثبت الأجر إن شاء الله" أي تحقق الأجر والثواب من الله تعالى بتمام الصوم.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- في تقصير اللحية:
- استحباب أخذ الزائد من اللحية إذا طالت أكثر من القبضة، وهذا من التنظيف والهيئة الحسنة.
- وجواز الأخذ من اللحية طولاً وعرضاً إذا زادت، لكن دون حلقها أو تخفيفها كثيراً؛ لأن الإعفاء مطلوب.
2- في دعاء الإفطار:
- استحباب الدعاء عند الإفطار، فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد.
- هذا الدعاء يجمع بين شكر الله على نعمة الإفطار، والاعتراف بنعمته، وطلب ثواب الصيام.
- فيه تواضع لله تعالى بقول "إن شاء الله" تفويضاً للأمر إليه.
3- عامة:
- الاقتداء بالصحابة رضوان الله عليهم في اتباعهم لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
- الحرص على السنن والأدعية النبوية في أوقاتها.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه أبو داود في السنن، وهو حسن.
- دعاء الإفطار هذا من الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويستحب لكل صائم أن يقوله عند فطره.
- فعل ابن عمر رضي الله عنهما في تقصير اللحية يندرج تحت قاعدة "الاقتصاد في الهيئة" وعدم الإفراط في الزينة أو الإهمال في المظهر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمقتدين بهدي صحابته الكرام. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٣٥٧)، والنسائي في «الكبري» (٣٣١٥) كلاهما من حديث علي بن حسن، أخبرنا الحسين بن واقد، أخبرنا مروان المقَفَّع فذكره.
ورواه الدارقطني (٢٢٧٩)، والحاكم (١/ ٤٢٢)، والبيهقي (٤/ ٢٣٩) كلّهم من هذا الوجه.
وعلي بن حسن هو ابن شفيق أبو عبد الرحمن المروزيّ من رجال الجماعة.
قال الدارقطني: تفرد به الحسين بن واقد، وإسناده حسن.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بالحسين بن واقد، ومروان بن المقَفَّع».
ولكن قال الذهبي: على شرط البخاريّ واحتج البخاري بمروان وابن المقَفَّع وهو ابن سالم».
وهذا يشعر بأن بعض النساخ أخطأوا في نقل قول الحاكم فإن الصّحيح هو ملخص ما نقله الذهبي ثم إنّ في قول الحاكم والذهبي وهمًا أيضًا؛ فإن مروان بن المقفع لم يخرج له البخاري، وإنما أخرج له أبو داود والنسائي. ووثقه ابن حبان وروى عنه عدد. وسبق قول الدارقطني أنه حسن إسناده فهو لا ينزل عن درجة»صدوق».
والحسين بن واقد هو أبو عبد الله القاضي المروزيّ، وثّقه ابن معين وغيره وهو حسن الحديث
من رجال الصحيح.
وأما ما رُوي عن معاذ بن زهرة أنه بلغه أن النبي ﷺ كان إذا أفطر، قال: «اللَّهم! لك صمتُ وعلى رزقك أفطرت» فهو مرسل.
رواه أبو داود (٢٣٥٨) وعنه البيهقي (٤/ ٢٣٩) عن مسدد، حدّثنا هشيم، عن حصين، عن معاذ ابن زهرة، فذكره. وأعله المنذريّ بالإرسال؛ لأنّ معاذ بن زهرة تابعي، ثم لم يرو عنه غير حصين، ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
ورواه ابن السني (٤٧٩) من طريق سفيان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن رجل، عن معاذ بن زهرة، بلفظ: «الحمد لله الذي أعاننيِ فصمت، ورزقني فأفطرت». فأدخل رجلًا بين حصين ومعاذ وهو لم يسم.
وكذلك لا يصح ما روي عن أنس، أنّ النبي ﷺ كان إذا أفطر قال: «بسم الله، اللهم! لك صمتُ، وعلى رزقك أفطرت، تقبّل مني إنك أنت السميع العليم».
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وكتاب الدعاء (٩١٨)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ٢١٧) من طريق إسماعيل بن عمرو البجليّ، ثنا داود بن الزبرقان، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
وإسناده ضعيف جدًّا؛ فإن داود بن الزبرقان متروك كما قال الحافظ في «التلخيص» (٢/ ٢٠٢).
وأورده الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٥٦) وأعلّه بداود بن الزبرقان، فقال: «ضعيف».
قال الأعظمي: وفيه إسماعيل بن عمرو الراوي عنه. قال الطبراني: تفرّد به إسماعيل بن عمرو البجلي.
وقال العقيلي في «الضعفاء» (٩٩): «في حديثه مناكير، ويُحيل على من لا يحتمل». وضعّفه أبو حاتم والدارقطني وغيرهما وهو من رجال «التهذيب» (١/ ٣٢٠) وسقطت ترجمته في بعض نسخ «التقريب» فتنبه.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس قال: كان رسول الله ﷺ إذا أفطر يقول: «اللهم! لك صمتُ، وعلى رزقك أفطرت، فتقبّل منا إنّك أنت السميع العليم». رواه الدارقطني (٢٢٨٠).
ورواه الطبراني في «الكبير» (١٢/ ١٤٦)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (٤٨٠) كلهم من حديث عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده ضعيف جدًّا؛ فإنّ عبد الملك بن هارون قال فيه الذهبي: «تركوه» ونقل عن السعدي أنه دجال.
وهارون بن عنترة ذكره ابن حبان في المجروحين (١١٦١) وقال: وهو الذي يقال له: هارون ابن أبي وكيع. وقال: «منكر الحديث جدًّا، يروي المناكير الكثيرة حتى يسبق إلى قلب المستمع لها أنه المتعمد لذلك من كثرة ما يروي ما لا أصل له، لا يجوز الاحتجاج به بحال» انتهى.
ثم غفل عنه فأورده في «الثقات» (٧/ ٥٧٨) في ترجمة هارون بن أبي وكيع، وقال: «روى عنه
عيسي بن يونس».
وقال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٥٦): وفيه عبد الملك بن هارون وهو ضعيف.
وهذا تقصير منه؛ فإن فيه هارون بن عنترة ضعيف جدًّا.
وقد قال فيه الدارقطني كما في «الضعفاء والمتروكين» (٣٦٢): «متروك».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 96 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعاء الافطار: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله

📜 حديث: دعاء الافطار: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دعاء الافطار: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دعاء الافطار: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دعاء الافطار: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية