حديث: الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من الإفطار قبل غروب الشمس

عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «بينا أنا نائم أتاني رجلان، فأخذا بضَبْعي، فأتيا بي جبلًا وَعْرًا، فقالا: اصعد. فقلت: إني لا أطيقه. فقالا: إنا سنسهله لك، فصعدتُ حتى إذا كنتُ في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة. قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عُواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشقّقة أشداقهم تسيل أشداقهم دمًا. قال: قلت: من هؤلاء؟ قالا: الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم» الحديث.

صحيح: رواه ابن خزيمة (١٩٨٦) وعنه ابن حبان (٧٤٩١)، والحاكم (١/ ٤٣٠)، وعنه البيهقي (٤/ ٢١٦) كلّهم من حديث بشر بن بكر، حدثني ابن جابر، حدثني سليم بن عامر، حدثني أبو أمامة الباهلي، فذكر الحديث في سياق أطول وهو مذكور في موضعه.

عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «بينا أنا نائم أتاني رجلان، فأخذا بضَبْعي، فأتيا بي جبلًا وَعْرًا، فقالا: اصعد. فقلت: إني لا أطيقه. فقالا: إنا سنسهله لك، فصعدتُ حتى إذا كنتُ في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة. قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عُواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشقّقة أشداقهم تسيل أشداقهم دمًا. قال: قلت: من هؤلاء؟ قالا: الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم» الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُصور جزءاً من رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، والتي فيها عظة وعبرة عظيمة للمسلمين.

أولاً. شرح المفردات:


● بضَبْعي: أي ذراعي، أو العضدين.
● جبلًا وَعْرًا: الجبل الوعر هو الشديد الصعوبة، المرتفع، الذي يصعب تسلقه.
● سواء الجبل: أي وسطه وأعلاه.
● عُواء أهل النار: العواء هو صوت الاستغاثة والصراخ الشديد من شدة الألم.
● معلقين بعراقيبهم: أي أنهم مُعلقون من أرجلهم (العقب هو مؤخرة القدم).
● مشقّقة أشداقهم: الأشداق جمع شدق، وهو جانب الفم. مشققة أي ممزقة.
● تسيل أشداقهم دمًا: أي يخرج من أفواههم الدماء.
● قبل تحلّة صومهم: التحلة هي الحلّ والإباحة، أي قبل وقت حلّ صومهم والإفطار الشرعي.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه رؤيا، أتاه فيها رجلان (وهما ملكان كريمان)، فأخذا بذراعيه وذهبا به إلى جبل عالٍ شديد الصعوبة. وعندما طلبا منه أن يصعد، أعلمهما بأنه لا يستطيع ذلك، فطمأناه بأنهما سيسهلان عليه الصعود. فصعد حتى وصل إلى قمة الجبل، فسمع أصواتاً مرعبة ومفزعة. فسأل عن مصدرها، فأخبره الملكان أنها أصوات عواء وصراخ أهل النار من شدة عذابهم.
ثم انطلقا به صلى الله عليه وسلم فرأى منظراً مروعاً: قوماً مُعلقين من أرجلهم، ومزقة أفواههم، وتسيل منها الدماء. فاستفسر عن حالهم، فأخبره الملكان أن هؤلاء هم الذين يفطرون قبل تحلة صومهم، أي الذين يفطرون في نهار رمضان متعمدين، قبل حلول وقت الإفطار الشرعي (غروب الشمس)، من غير عذر شرعي يبيح لهم ذلك.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم جرم الإفطار المتعمد في نهار رمضان: هذا الحديث من أشد الأحاديث وعيداً لمن أفطر في رمضان متعمداً من غير عذر. فهو يدل على أن هذه المعصية من الكبائر، لما يترتب عليها من هذا العذاب المهين في الآخرة.
2- حرمة الاستهانة بالصيام: الصيام ركن من أركان الإسلام، والتهاون فيه بالتفطير من غير عذر استهانة بهذا الركن العظيم، وجناية على حرمات الله تعالى.
3- أن رؤيا الأنبياء حق: رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم هي من الوحي، وهي حق يقع كما رآه، وهي تحذير ووعيد لأمته.
4- بيان جانب من عذاب المعاصي في الآخرة: هذا الوصف المهين – التعليق من الأرجل وتمزيق الشدق – يدل على شدة العذاب والخزي الذي يلحق من استهان بصوم رمضان.
5- الحث على المحافظة على الصيام: يجب على المسلم أن يصون صومه، ويحرص على إتمامه، ولا يتجرأ على الإفطار إلا إذا كان هناك عذر شرعي مقرر (كمرض، سفر، إلخ).
6- التفريق بين المفطر بعذر والمفطر بغير عذر: الحديث يتناول المعتدين المتعمدين للإفطار بلا سبب. أما من أفطر لعذر شرعي (كالمريض، المسافر، الحائض، إلخ) فليس عليه إثم، وعليه القضاء فقط.

رابعاً. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في السنن الكبرى، وابن خزيمة في صحيحه، وصححه الألباني.
● المفطرون بعذر: ليسوا داخلين في هذا الوعيد، كالمريض الذي يخاف على نفسه الهلاك، أو المسافر، أو الحائض والنفساء، فهؤلاء يرخص لهم في الفطر ويقضون بعد ذلك.
● التوبة تهدم ما قبلها: من وقع في هذه المعصية فعليه أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، ويستغفر ويندم ويعزم على عدم العودة، فإن الله تعالى يقبل توبة التائب.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على صيام رمضان وإتمامه على الوجه الذي يرضيه، وأن يجنبنا معاصيه وعذابه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (١٩٨٦) وعنه ابن حبان (٧٤٩١)، والحاكم (١/ ٤٣٠)، وعنه البيهقي (٤/ ٢١٦) كلّهم من حديث بشر بن بكر، حدثني ابن جابر، حدثني سليم بن عامر، حدثني أبو أمامة الباهلي، فذكر الحديث في سياق أطول وهو مذكور في موضعه. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قال الأعظمي: وهو كما قال، وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وله طرق أخرى عن عبد الرحمن بن جابر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 98 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم

  • 📜 حديث: الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب