حديث: زكاة الجسد الصوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما رُوي أن زكاة الجسد الصوم

وأما ما رُوي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لكل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصوم». وزاد محرز في حديثه: وقال رسول الله ﷺ: «الصيام نصف الصبر» فهو ضعيف.

ضعيف: رواه ابن ماجه (١٧٤٥) عن أبي بكر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك.

وأما ما رُوي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لكل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصوم». وزاد محرز في حديثه: وقال رسول الله ﷺ: «الصيام نصف الصبر» فهو ضعيف.

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر يجمع بين قولين مرويين عن النبي ﷺ، وقد حكم عليه الإمام المنذري -رحمه الله- في كتابه "الترغيب والترغيب" بالضعف. وفيما يلي شرح وافٍ له مع بيان حاله:
### أولاً. نص الحديث وحكمه
● النص: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ، وَزَكَاةُ الْجَسَدِ الصَّوْمُ». وزاد محرز في حديثه: وقال رسول الله ﷺ: «الصِّيَامُ نِصْفُ الصَّبْرِ».
● الحكم: الحديث ضعيف كما ذكرت. وقد ضعفه عدد من الأئمة، منهم الإمام المنذري، وذلك لوجود راوٍ في سنده اسمه محرز بن هارون، وهو متروك الحديث (أي شديد الضعف لا يُحتج بحديثه). وبسبب هذا الضعف في السند، لا يُعتبر الحديث صحيحاً ثابتاً عن النبي ﷺ.

### ثانياً. شرح المفردات
● زكاة: الزكاة في اللغة: النماء والطهارة والبركة. والمقصود هنا ما يطهِّر الشيء ويزكيه ويجعله ينمو في الخير والبركة، وليس المقصود الزكاة الشرعية المفروضة في المال.
● الجسد: الجسم والإنسان كله.
● زكاة الجسد: ما يطهره وينقيه من الآثام والمعاصي ويزكي أعماله.
● الصبر: حبس النفس على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.

### ثالثاً. المعنى الإجمالي (على سبيل الفهم والمعنى لا على سبيل الثبوت)
1- «لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ»: لكل شيء في حياة المسلم ما يزكيه ويطهره وينميه في الخير. فزكاة المال إخراج جزء منه، وزكاة العلم نشره وتعليمه، وزكاة النعمة شكر الله عليها.
2- «وَزَكَاةُ الْجَسَدِ الصَّوْمُ»: أما تطهير وتزكية الجسد -بجميع جوارحه من العين والأذن واللسان والفرج- فتكون بالصوم، لأنه يكف هذه الجوارح عن الشهوات والمعاصي، ويوجهها لطاعة الله، فيصبح الجسد طاهراً نقياً.
3- «الصِّيَامُ نِصْفُ الصَّبْرِ»: الصبر أنواع ثلاثة (كما في الحديث الصحيح: "الصَّبْرُ ثَلاثَةٌ: صَبْرٌ عِنْدَ المُصِيبَةِ، وَصَبْرٌ عَلَى الطَّاعَةِ، وَصَبْرٌ عَنِ المَعْصِيَةِ"). والصوم يشتمل على نوعين عظيمين من الصبر:
● الصبر على طاعة الله (بالإمساك عن المفطرات امتثالاً لأمره).
● الصبر عن معصية الله (بكف الجوارح عن الآثام).
- فهو بذلك نصف الصبر الكامل. وأما النصف الثالث (الصبر على البلاء) فليس داخلاً في مسمى الصوم مباشرة، وإن كان الصائم يصبر عليه كغيره.

### رابعاً. الدروس المستفادة (مع التأكيد على أن الحديث ضعيف)
1- شرف الصوم وعظم مكانته: حتى لو كان الحديث ضعيف السند، فإن معناه صحيح ومتوافق مع أصول الإسلام، فالصوم indeed هو من أعظم ما يزكي النفس والجسد ويطهرهما، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ».
2- الصوم مدرسة للصبر: المعنى الذي أشار إليه الحديث من أن الصوم نصف الصبر معنى صحيح، فالصائم يتدرب على الصبر على الجوع والعطش والشهوة، فيقوى إيمانه ويعلو همته.
3- التزكية الشاملة: الإسلام دين يتناول تزكية كل شيء في حياة المسلم: ماله، بدنه، وقته، علمه، علاقاته. فليبحث المسلم عن "زكاة" كل نعمة أنعم الله بها عليه.


خامساً:

معلومات إضافية مهمة
● التمييز بين المعنى والصحة: يجب التفريق بين صحة السند (ثبوت الحديث عن النبي ﷺ) وصحة المعنى. فبعض الأحاديث تكون ضعيفة السند ولكن معناها صحيح ومتوافق مع القرآن وأصول الإسلام، كما في هذا الحديث. ومع ذلك، لا ننسبه إلى النبي ﷺ يقيناً.
● أحاديث صحيحة في فضل الصوم والصبر: يمكن الاعتماد على الأحاديث الصحيحة الثابتة التي تحمل نفس المعاني، مثل:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». (متفق عليه)
- وقوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصائمين الصابرين المحتسبين، وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٧٤٥) عن أبي بكر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك.
ح وحدثنا محرز بن سلمة العدني، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد جميعًا، عن موسي بن عبيدة، عن جُمهان، عن أبي هريرة، فذكره.
وفيه موسى بن عبيدة وهو الربذي أبو عبد العزيز المدني ضعيف باتفاق أهل العلم، ومن طريقه رواه أيضًا عبد بن حميد (١٤٤٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 102 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: زكاة الجسد الصوم

  • 📜 حديث: زكاة الجسد الصوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: زكاة الجسد الصوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: زكاة الجسد الصوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: زكاة الجسد الصوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب