حديث: من صام يومًا في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل الله

عن عقبة بن عامر، عن رسول الله ﷺ قال: «من صام يومًا في سبيل الله عز وجل باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام».

حسن: رواه النسائي (٢٢٥٤)، وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد (١٦٩)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٣٣٥) كلهم من حديث محمد بن شعيب، قال: أخبرني يحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر، فذكره.

عن عقبة بن عامر، عن رسول الله ﷺ قال: «من صام يومًا في سبيل الله ﷿ باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك من الصائمين القانتين. هذا الحديث العظيم الذي رواه عقبة بن عامر رضي الله عنه عن نبينا محمد ﷺ له معانٍ جليلة ودروس عظيمة، وإليك شرحه على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● من صام يومًا: أي من أمسك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله.
● في سبيل الله: المقصود هنا هو الصيام بنية التقوي على طاعة الله، أو الصيام أثناء الجهاد، أو مطلق الصوم لوجه الله تعالى.
● باعد الله منه جهنم: أي أبعَدَ الله تعالى بينه وبين النار.
● مسيرة مائة عام: مسافة السير لمئة عام، وهي مسافة هائلة لبيان عظم الأجر.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن فضل عظيم لمن صام يومًا واحدًا ابتغاء وجه الله تعالى وتقويًا على طاعته، حيث يجازيه الله تعالى بإبعاده عن نار جهنم بمسافة هائلة تعادل مسيرة مائة عام من السير.
وهذا من فضل الله تعالى وعطائه الجزيل، حيث جعل لأعمال البر هذه الثواب العظيم، مما يدل على تشجيع المسلمين على الإكثار من الصيام والنوافل طمعًا في رحمة الله وابتغاء لمرضاته.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظم فضل الصيام: فإن صيام يوم واحد في سبيل الله يترتب عليه هذا الأجر الكبير.
2- سعة رحمة الله: حيث يجزي على العمل القليل بالثواب الجزيل.
3- الحث على الصيام النافلة: بالإضافة إلى صيام الفريضة، لما فيه من التقرب إلى الله.
4- الترغيب في البعد عن النار: عن طريق الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الجنة وتباعد عن النار.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في السنن الكبرى، والحاكم في المستدرك، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
- المقصود بـ "في سبيل الله" في هذا الحديث: هو الصيام بنية التقوي على طاعة الله، أو الصيام في حال الجهاد، وهو يشمل جميع الصيامات التطوعية التي يقصد بها وجه الله.
- المسافة المذكورة (مائة عام) هي للتبعيض والتعظيم، وليس المقصود الحساب الدقيق، بل بيان عظم الأجر وبعد المسافة بين الصائم والنار.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصائمين في سبيله، والمباعدين عن ناره، والمقربين إلى جنته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٢٥٤)، وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد (١٦٩)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٣٣٥) كلهم من حديث محمد بن شعيب، قال: أخبرني يحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن تكلّم فيه ابن حبان، ومشّاه الآخرون وهو حسن الحديث.
وفي الباب عن أبي أمامة، عن النبيّ ﷺ قال: «من صام يومًا في سبيل الله، جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض».
رواه الترمذي (١٦٢٤) عن زياد بن أيوب، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الوليد بن جميل، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي أمامة».
قال الأعظمي: فيه الوليد بن جميل وهو الفلسطيني لين الحديث.
وقال أبو حاتم: شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة.
وفي الباب ما روي أيضًا عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله ﷺ: «من صام يومًا في سبيل الله باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل».
رواه الإمام أحمد (٢٧٥٠٣) عن أبي سعيد، قال: حدثنا أبو يعقوب -يعني إسحاق بن عثمان الكلابي- قال: سمعت خالد بن دُريك يحدث عن أبي الدرداء، فذكره في حديث طويل.
وخالد بن دريك هو الشامي لم يذكر في ترجمته أنه أدرك أبا الدرداء، وقد روي عن ابن عمر وعائشة ولم يدركهما، وأعلّه الهيثمي في: المجمع (٥/ ٢٨٥) بالانقطاع أيضًا.
وله أسانيد أخرى منها ما رواه الطبراني في: الأوسط (٣٥٩٨) من طريق عبد الله بن الوليد العدني، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله ﷺ: «من صام يومًا في سبيل الله، جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض».
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الله بن الوليد العدني».
قال الأعظمي: العدني من أصحاب سفيان الثوريّ. قال أحمد: سمع من سفيان، وجعل يُصحِّح سماعه، ولكن لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح. وكان ربما أخطأ في الإسناد. وقد كتبت عنه أنا كثيرًا». وأما ابن معين فقال: لا أعرفه، لم أكتب عنه شيئًا.
وفي الإسناد شهر بن حوشب وفيه كلام معروف.
ومع هذا كله قال المنذري في «الترغيب والترهيب» (١٤٨٤) بعد أن عزاه إلى الطبراني في «الأوسط»، و«الصغير»: «إسناده حسن».
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عمرو بن عبسة، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من صام يومًا في سبيل الله با عده الله من النار سبعين خريفًا».
رواه ابن أبي عاصم في «الجهاد» (١٧٠) عن محمد بن علي، حدثنا عبد الله بن سُليم، عن عبيدالله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن جنادة بن أبي خالد، عن أبي شيبة، عن عمرو بن عبيد، فذكره.
وفيه جنادة بن أبي خالد وهو أبو الخطاب الدمشقي ترجمه البخاري في «التاريخ الكبير»، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» وسكتا عنه فهو في عداد المجهولين إلا أن ابن حبان ذكره في «الثقات» (٦/ ١٥٠) على قاعدته في توثيق من لم يُعرف فيه جرح.
وقال الذهبي في «الميزان»: «لا يعرف».
وشيخه أبو شيبة هو المهري، قال الذهبيّ في ترجمة «بلج المهري» (١/ ٣٥٢): عن أبي شيبة المهري، عن ثوبان قاء فأفطر، لا يُدري من ذا ولا من شيخه. وقال البخاري: إسناده ليس بالمعروف. انتهى.
ورواه الطبراني في: الأوسط (٣٢٧٣) عن بكر بن سهل، عن يحيى بن حمزة، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، قال: قال عمرو بن عبسة. قال: قال رسول الله ﷺ: «من صام يومًا في سبيل الله بعُدتْ منه النار مسيرة مائة عام».
ومكحول لم يسمع من عمرو بن عبسة.
قال أبو حاتم: سألت أبا مسهر هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبيّ ﷺ؟ قال: ما صح عندي إلا أنس بن مالك».
واختلف في سماعه من واثلة بن الأسقع فأنكر سماعه منه أبو زرعة.
وأما عمرو بن عبة فلم أجد من نصَّ على أنه سمع منه.
ولم ينتبه المنذريّ إلى هذا فقال في «الترغيب والترهيب» (١٤٥٨) بعد أن عزاه إلى الطبراني في «الكبير» ، و«الأوسط»: «إسناده لا بأس به». وكيف لا يكون به بأس وفيه انقطاع.
وفي الباب أيضًا عن عتبة بن عبدٍ السلمي، قال: قال رسول الله ﷺ: «من صام في سبيل الله يومًا فرضًا باعده الله من جهنم كما بين السموات السبع، وبين الأرضين السبع. ومن صام يومًا تطوعًا باعد الله ما بينه وبين جهنم مسيرة ما بين السماء إلى الأرض».
رواه الطبراني في «الكبير» (١٧/ ١١٩ - ١٢٠) من طريق محمد بن عمر الواقدي، ثنا ثور بن
يزيد، عن شريح بن عبيد، عن عتبة بن عبد السّلمي، قال (فذكره). وفيه محمد بن عمر الواقدي
وهو متروك.
ورواه ابن أبي عاصم في «الجهاد» (١٧٢) عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم، قال: حدثنا رجل -وقد سماه لي-، قال: حدثنا ثور بن يزيد بإسناده، مثله.
وفيه رجل لم يسم، ولا يبعد أن يكون هو الواقدي نفسه؛ فإن محمد بن يحيى قد سماه، ولكن حذفوه لشدّة ضعفه لإيهامه بأنه غيره.
وفي الباب أيضًا ما روي عن معاذ بن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «من صام يومًا في سبيل الله متطوعًا في غير رمضان بعُد من النار مائة عام سير المضمَّر المجيد».
رواه أبو يعلى (١٤٨٦) عن أحمد بن عيسى، حدثنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، فذكره.
وزبان بن فائد البصريّ أبو جوين ضعيف، ضعّفه أحمد وابن معين وابن حبان وغيرهم.
وبه أعلّه الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٩٤) مع القول بأنه قد وثق.
وقوله: «وقد وثّق» الظاهر منه إشارة إلى ذكر ابن حبان له في «الثقات»، ولكنه لم يذكره في «الثقات» وإنما ذكره في «المجروحين» (٣٧٣) وقال: «منكر الحديث جدًّا، يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج به». ونقل تضعيفه عن ابن معين أيضًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 111 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من صام يومًا في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام

  • 📜 حديث: من صام يومًا في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من صام يومًا في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من صام يومًا في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من صام يومًا في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب