حديث: كان رسول الله يصوم عاشوراء في الجاهلية والإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بيان نسخ وجوب صوم يوم عاشوراء بعد فرض صيام شهر رمضان

عن عائشة أنها قالت: كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريشٌ في الجاهلية، وكان رسول الله ﷺ يصومه في الجاهليّة، فلما قدم رسول الله ﷺ المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فُرض رمضان، كان هو الفريضة، وتُرك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركهـ».

متفق عليه: رواه مالك في الصيام (٣٣) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي، ﷺ، فذكرته.

عن عائشة أنها قالت: كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريشٌ في الجاهلية، وكان رسول الله ﷺ يصومه في الجاهليّة، فلما قدم رسول الله ﷺ المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فُرض رمضان، كان هو الفريضة، وتُرك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركهـ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

الحديث:


عن عائشة أنها قالت: «كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريشٌ في الجاهلية، وكان رسول الله ﷺ يصومه في الجاهليّة، فلما قدم رسول الله ﷺ المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فُرض رمضان، كان هو الفريضة، وتُرك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه».


1. شرح المفردات:


● عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم.
● تصومه قريش: كانت قبيلة قريش تعظم هذا اليوم وتصومه.
● في الجاهلية: قبل بعثة النبي ﷺ.
● فلما قدم المدينة: عندما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة المنورة.
● فُرض رمضان: عندما أنزل الله تعالى فرضية صوم شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة.
● فمن شاء صامه، ومن شاء تركه: أصبح صومه اختيارياً بعد فرض رمضان.


2. شرح الحديث:


يبيّن هذا الحديث الشريف التدرج في تشريع الصيام في الإسلام:
● أولاً: كان يوم عاشوراء معظماً عند العرب في الجاهلية، وكانت قريش تصومه، والنبي ﷺ كان يصومه أيضاً قبل البعثة توافقاً مع قومه في الخير، مع أنه لم يكن هناك تشريع إلهي آنذاك.
● ثانياً: عندما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، وجد اليهود يصومون هذا اليوم (زعماً أن الله نجّى فيه موسى وقومه من فرعون)، فأمر المسلمين بصيامه تأكيداً على هذه الفضيلة، وكان صومه واجباً في بداية الأمر.
● ثالثاً: عندما فُرض صوم رمضان في السنة الثانية للهجرة، أصبح صوم رمضان هو الفريضة الواجبة على كل مسلم، ونُسخ وجوب صوم عاشوراء، فصار صومه سنة مؤكدة، وليس فرضاً، فمن شاء صامه فله الأجر، ومن شاء تركه فلا إثم عليه.


3. الدروس المستفادة:


1- حكمة التشريع الإسلامي: يتجلّى في التدرج في فرض العبادات، مراعاةً لحال الناس وتسهيلاً عليهم.
2- مشروعية صوم عاشوراء: فهو سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، وفضل صيامه كبير، حيث يكفّر ذنوب السنة الماضية.
3- الاستمرار على الخير: أن الأصل في المسلم أن يستمر على فعل الخيرات حتى لو كانت اختيارية، طلباً للأجر والزلفى عند الله.
4- التأكيد على مكانة رمضان: فهو الفريضة التي لا يجوز تركها إلا بعذر شرعي، بينما صوم عاشوراء نافلة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● فضل صوم عاشوراء: ورد في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».
● صيام يوم قبله أو بعده: يستحب صوم التاسع مع العاشر (يوم عاشوراء) مخالفة لليهود، كما قال النبي ﷺ: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ» (رواه مسلم).
● التوسعة على العيال: يستحب الإكثار من النفقة على العائلة في يوم عاشوراء، وهو من السنة العملية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصيام (٣٣) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي، ﷺ، فذكرته.
ورواه البخاريّ في الصوم (٢٠٠٢) عن عبد الله بن مسلمة، عن مالك، به، مثله. ورواه مسلم في العام (١١٢٥) من وجه آخر عن هشام، به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 192 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله يصوم عاشوراء في الجاهلية والإسلام

  • 📜 حديث: كان رسول الله يصوم عاشوراء في الجاهلية والإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله يصوم عاشوراء في الجاهلية والإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله يصوم عاشوراء في الجاهلية والإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله يصوم عاشوراء في الجاهلية والإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب