حديث: من كان طعم ومن لم يطعم فأتموا بقية يومكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في توكيد وجوب صوم عاشوراء

عن محمد بن صيفي، قال: قال لنا رسول الله ﷺ يوم عاشوراء: «منكم أحد طعم اليوم؟» قلنا: منا من طعم، ومنا من لم يطعم. قال: «فأتموا بقية يومكم، من كان طعم، ومن لم يطعم، فأرسلوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم».
قال يعني أهل العروض: حول المدينة.

صحيح: رواه النسائي (٢٣٢٠)، وابن ماجه (١٧٣٥)، والطحاوي في «مشكله» (٢٢٧٧)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٠٩١)، وابن حبان (٣٦١٧) كلّهم من حديث حصين، عن الشعبي، عن محمد ابن صيفي، فذكره.

عن محمد بن صيفي، قال: قال لنا رسول الله ﷺ يوم عاشوراء: «منكم أحد طعم اليوم؟» قلنا: منا من طعم، ومنا من لم يطعم. قال: «فأتموا بقية يومكم، من كان طعم، ومن لم يطعم، فأرسلوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم».
قال يعني أهل العروض: حول المدينة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن محمد بن صيفي، قال: قال لنا رسول الله ﷺ يوم عاشوراء: «منكم أحد طعم اليوم؟» قلنا: منا من طعم، ومنا من لم يطعم. قال: «فأتموا بقية يومكم، من كان طعم، ومن لم يطعم، فأرسلوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم».
قال يعني أهل العروض: حول المدينة.


1. شرح المفردات:


● طعم: أكل شيئاً، والمقصود هنا صام.
● أتموا بقية يومكم: أي أكملوا صيام بقية النهار.
● أهل العروض: هم سكان القرى والبادية المحيطة بالمدينة المنورة، وسميوا بذلك لأنهم يعرضون بضائعهم ومنتجاتهم في المدينة.
● فليتموا: فليكملوا صيامهم.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث يخبر الصحابي محمد بن صيفي رضي الله عنه أن النبي ﷺ في يوم عاشوراء سأل أصحابه عن صيامهم في ذلك اليوم، فكان بعضهم قد بدأ في الصيام وبعضهم لم يبدأ بعد. فأمرهم النبي ﷺ أن يكملوا الصيام لمن بدأ فيه، وأن يبلغوا من في أطراف المدينة (أهل العروض) أن يكملوا صيامهم أيضاً.
السياق والتوجيه النبوي:
- كان هذا في العام الذي فُرض فيه رمضان، حيث كان صوم عاشوراء واجباً في البداية ثم نسخ بفرضية رمضان، فأصبح سنة مؤكدة.
- يظهر من الحديث حرص النبي ﷺ على وحدة الأمة في العبادات، وعدم التفرق في أمرها.
- فيه توجيه بأن من بدأ في عبادة ثم ظهر له حكمها فإنه يتابع عليها إذا كان الوقت لا يزال قائماً.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحكمة في التشريع: حيث أمر النبي ﷺ بإكمال الصيام لمن بدأ فيه حتى لا تختلف صفوف المسلمين في العبادة.
2- الرفق بالأمة: حيث لم يأمر من لم يبدأ بالصيام بالإمساك في وسط النهار، بل خيرهم بين الإمساك والإفطار، لكن طلب ممن بدأ أن يتم.
3- التعاون على البر: حيث أمر من في المدينة بإبلاغ من في الضواحي (أهل العروض) بحكم الصيام ذلك اليوم.
4- اتباع السنة: وجوب الأخذ بما أمر به النبي ﷺ وعدم التفريق بين المسلمين في العبادات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- كان صوم عاشوراء مفروضاً قبل فرض صوم رمضان، ثم نسخ وجوبه وبقي استحبابه.
- يستحب للمسلم صيام يوم عاشوراء مع يوم قبله أو يوم بعده مخالفة لليهود.

الخاتمة:
فهذا الحديث يعلمنا كيف كان النبي ﷺ حريصاً على وحدة صف المسلمين، وحكيمًا في توجيههم، ورفيقاً بهم. وفيه دلالة على مشروعية إكمال النفل إذا شرع فيه المسلم، وعلى أهمية التواصل والتعاون في أمور الخير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٣٢٠)، وابن ماجه (١٧٣٥)، والطحاوي في «مشكله» (٢٢٧٧)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٠٩١)، وابن حبان (٣٦١٧) كلّهم من حديث حصين، عن الشعبي، عن محمد ابن صيفي، فذكره. وإسناده صحيح.
وفي الباب ما رُوي عن أبي هريرة، قال: كان النبيّ ﷺ صائمًا يوم عاشوراء فقال لأصحابه: «من كان أصبح منكم صائمًا فليتم صومه، ومن كان أصاب من غداء أهله فليتم بقية يومه».
رواه الإمام أحمد (٨٧١٦) عن أبي جعفر، أخبرنا عبد الصمد بن حبيب الأزدي، عن أبيه حبيب بن عبد الله الأزدي، عن شُييل، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وفيه عبد الصمد بن حبيب ضعّفه أحمد. وقال أبو حاتم مثله. وزاد: «يكتب حديثه، ليس بالمتروك». وقال البخاري: «لين الحديث». وقال ابن عدي: «كان قليل الحديث».
وأبوه حبيب بن عبد الله الأزدي، قال أبو حاتم: «مجهول». «الجرح والتعديل» (٣/ ١٠٤).
وفي الباب ما رُوي عن معبد القرشي، قال: كان النبيّ ﷺ بقديد فأتاه رجل فقال له النبي ﷺ: «أطعمتَ اليوم شيئًا -ليوم عاشوراء-؟». قال: لا. إلا أني شربت ماء. قال: «فلا تطعم بعد حتي مغرب الشمس. وأمر من وراءك أن يصوم هذا اليوم». رواه عبد الرزاق (٧٨٣٥) عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عبد القرشي، فذكره. وعنه أخرجه الطبراني في «الكبير» .
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٨٧): «رجاله ثقات».
قال الأعظمي: وهو كذلك إلا أن معبد القرشي إن كان هو ابن زهير بن أبي أمية القرشي المخزومي ابن أخي أم سلمة، فله رؤية فلا صحبة له كما قال ابن عبد البر.
ومثل رواية هؤلاء تُعدّ من قبيل المراسيل عند المحققين كما قال الحافظ ابن حجر في مقدمة «الإصابة».
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن علي بن أبي طالب: «أنّ رسول الله ﷺ كان يصوم عاشوراء، ويأمر به».
رواه أحمد (١٠٦٩)، والبزار -كشف الأستار (١٠٤٥) - كلاهما من حديث معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن جابر، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي، فذكره.
وجابر هو ابن يزيد الجعفيّ ضعيف. قال البزار: «لا نعلمه عن علي مرفوعًا إلّا بهذا الإسناد».
فقه الحديث:
أحاديث الباب تدل على أمور ومن أهمها ما يلي:
١ - إنّ صوم عاشوراء كان في أول الأمر فرضًا، ولذا ورد التأكيد بصومه لمن لم يأكل ولم يشرب، وإمساك بقية اليوم لمن أكل وشرب.
ولا يتصور هذا التأكيد في التطوع، ثم نسخ الفرض بعد فرض رمضان كما سيأتي. وبقي استحباب التطوع لما فيه من الأجر العظيم.
٢ - أن من وجب عليه الصوم ولم يعرف ذلك إلا في النهار فإنه يكفيه النية في النهار، وهو مستثني من قوله ﷺ: «من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له».
٣ - أن من أكل وشرب، وهو لا يدري أن عليه صوم هذا اليوم فيمسك بقية النهار، وليس عليه القضاء على الصحيح، لما بينا فيما سبق من نكارة لفظ القضاء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 191 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان طعم ومن لم يطعم فأتموا بقية يومكم

  • 📜 حديث: من كان طعم ومن لم يطعم فأتموا بقية يومكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان طعم ومن لم يطعم فأتموا بقية يومكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان طعم ومن لم يطعم فأتموا بقية يومكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان طعم ومن لم يطعم فأتموا بقية يومكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب