حديث: إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بيان نسخ وجوب صوم يوم عاشوراء بعد فرض صيام شهر رمضان

عن عبد الله بن عمر، أنّ أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وأنّ رسول الله ﷺ صامه والمسلمون، قبل أن يفترض رمضان، فلما افتُرض رمضان، قال رسول الله ﷺ: «إنَّ عاشوراء يومٌ من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركهـ».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٥٠١)، ومسلم في الصيام (١١٢٦: ١١٧) كلاهما من طريق عبيد الله (هو ابن عمر العمري)، عن نافع، أخبرني عبد الله بن عمر، فذكره.

عن عبد الله بن عمر، أنّ أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وأنّ رسول الله ﷺ صامه والمسلمون، قبل أن يفترض رمضان، فلما افتُرض رمضان، قال رسول الله ﷺ: «إنَّ عاشوراء يومٌ من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركهـ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين. هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو يوضح حكم صيام يوم عاشوراء وكيفية التعامل معه في الشريعة الإسلامية.

أولاً. شرح المفردات:


● أهل الجاهلية: المقصود بهم العرب قبل بعثة النبي ﷺ، وكانت عندهم بقايا من دين إبراهيم عليه السلام.
● يوم عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم.
● قبل أن يفترض رمضان: أي قبل أن يُفرض صيام شهر رمضان على المسلمين، وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة.
● افتُرض رمضان: أي صار صومه فريضةً واجبةً على كل مسلم.
● من أيام الله: أي من الأيام التي لها شرف وفضل عند الله، أو التي جرى فيها حدث عظيم من أحداثه وتقديره.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن العرب في الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وذلك اتباعاً لما توارثوه من دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. وعندما جاء النبي ﷺ إلى المدينة ورأى اليهود يصومونه ويقولون: "هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه"، قال ﷺ: «نحن أحق بموسى منكم» فصامه وأمر الناس بصيامه، وكان صيامه واجباً في بداية الأمر.
فلما فُرِض صيام رمضان في السنة الثانية للهجرة، نسخ وجوب صوم عاشوراء، وصار صيامه سنةً مؤكدةً وليس فريضة، فقال النبي ﷺ: «إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه»، أي أن صيامه أصبح اختيارياً، من شاء صامه فله الأجر، ومن شاء تركه فلا إثم عليه.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- مرونة الشريعة ورفع الحرج: حيث نسخ الله عز وجل الوجوب في صيام عاشوراء بعد فرض رمضان تخفيفاً على الأمة ورفعاً للحرج عنها.
2- مشروعية صيام التطوع: يظل صيام عاشوراء سنة مؤكدة، ويدل على فضل الصيام بشكل عام كعمل يتقرب به إلى الله.
3- التأكيد على فضل يوم عاشوراء: فهو يوم مبارك، وصيامه يكفر ذنوب سنة ماضية كما جاء في حديث أبي قتادة رضي الله عنه: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» (رواه مسلم).
4- مخالفة أهل الكتاب: كان النبي ﷺ يحب موافقة أهل الكتاب في الصيام قبل فرض رمضان، لكن بعد النسخ، حث على مخالفتهم بأمر صيام اليوم التاسع مع العاشر (تاسوعاء وعاشوراء) كما في حديث ابن عباس: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» (رواه مسلم).

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● فضل صيام عاشوراء: هو من أفضل أيام السنة للصيام بعد رمضان.
● استحباب صيام تاسوعاء معه: يُستحب صيام اليوم التاسع من المحرم (تاسوعاء) مع العاشر؛ مخالفةً لليهود، وتأكيداً على السنة.
● حكمة النسخ: بيان تدرج التشريع ومراعاته لأحوال الناس.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا من المتقين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٥٠١)، ومسلم في الصيام (١١٢٦: ١١٧) كلاهما من طريق عبيد الله (هو ابن عمر العمري)، عن نافع، أخبرني عبد الله بن عمر، فذكره. واللفظ لمسلم.
وقوله: «إن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراءه، أي بدون أن يكون عندهم علم بسبب هذا الصوم، لأنهم تلقوه من الشرع السابق هكذا.
سئل عكرمة عن ذلك فقال: أذنبت قريش ذنبا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، فقيل لهم: صوموا عاشوراء يكفر ذلك، هذا أو معناه.
كذا في المجلس الثالث من مجالس الباغندي الكبير، ذكره الحافظ في الفتح (٤/ ٢٤٦). فلما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة ووجد أن اليهود أيضًا يصومون هذا اليوم، فألهم عن سبب ذلك، فعرف سيبه، فأمر بمخالفتهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 193 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه

  • 📜 حديث: إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب