من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع

حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «من لم يدع قول الزّور والعملَ به، فليس الله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
وزاد في رواية: «والجهل».

صحيح: رواه البخاريّ في الصوم (١٩٠٣) عن آدم بن أبي إياس، حَدَّثَنَا ابن أبي ذئب، حَدَّثَنَا سعيد المقبريّ، عن أبيه، عن أبي هريرة.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ». وفي رواية: «وَالْجَهْلَ».

1. شرح المفردات:

● قَوْلَ الزُّورِ: الكذب والكلام الباطل، سواء كان في الشهادة أو الحديث العادي أو الغيبة والنميمة.
● العَمَلَ بِهِ: أي ممارسة الأفعال الباطلة كالغش والسرقة والظلم.
● وَالْجَهْلَ (في الرواية الثانية): السفاهة وعدم التروي، أو التصرف بغباء وحماقة، أو الجهل المرادف للفظاظة وسوء الخلق.
● فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ: أي لا يقبل الله صومه ولا يريد منه هذا الصوم.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يُبيّن أن الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو عبادة شاملة تتطلب تهذيبًا للجوارح والقلب. فمن صام عن الطعام والشراب لكنه لم يصم لسانه عن الكذب والغيبة، ولم يصم جوارحه عن المعاصي، فإن صومه ناقص لا قيمة له عند الله، بل قد لا يُقبَل منه.
والزيادة في الرواية الثانية «وَالْجَهْلَ» تؤكد على ضرورة تجنب السلوكيات الجاهلة كالسباب والمشاحنات، فالصائم الحقيقي هو من يسمو بأخلاقه ويترفع عن السفاهة.

3. الدروس المستفادة:

- الصوم ليس فقط ترك الطعام والشراب، بل هو ترك كل ما يغضب الله من الأقوال والأفعال.
- التقوى هي الغاية من الصيام، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
- التحذير من أن يكون الصوم شكليًا دون تأثير في السلوك والأخلاق.
- أهمية ضبط اللسان خاصة في الصوم، لأنه من أكثر الجوارح إثمًا إذا أُطلِق في الشر.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه (٦٠٥٧) وأبو داود والترمذي، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بآداب الصوم.
- يشبه هذا الحديث قول النبي ﷺ: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الجُوعُ وَالعَطَشُ» (رواه ابن ماجه والنسائي، وهو حسن).
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن الصيام لا يكتمل إلا باجتناب المحرمات، وإلا فقد يفوته الثواب العظيم.

فليحرص الصائم على أن يكون صومه مقبولاً، بأن يجتنب الزور والجهل والعمل بهما، حتى ينال الأجر والثواب، ويتحقق له معنى التقوى الذي شرع الصوم من أجله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (١٩٠٣) عن آدم بن أبي إياس، حَدَّثَنَا ابن أبي ذئب، حَدَّثَنَا سعيد المقبريّ، عن أبيه، عن أبي هريرة.
والرّواية الأخرى في الأدب (٦٠٥٧) عن أحمد بن يونس، حَدَّثَنَا ابن أبي ذئب، به.
قوله: «قول الزُّور» أي الكذب.
«والجهل» أي السَّفه.
«والعمل به» أي بمقتضاه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 342 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع

📜 حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية