حديث: صلِّي في الحجر إذا أردتِ دخول البيت
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الصّلاة في الحجر
حسن: رواه أبو داود (٢٠٢٨)، والنسائي (٢٩١٢)، والترمذي (٨٧٦) كلّهم من حديث عبد العزيز بن محمد، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة، فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 1584) ومسلم في صحيحه (رقم 1333) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
أولاً. شرح المفردات:
● الحِجْر: هو الجزء الناقص من بناء الكعبة على شكل نصف دائرة في الجهة الشمالية منها، ويسمى أيضاً (حجر إسماعيل)، لأنه الحجر الذي كانت السيدة هاجر وابنها إسماعيل عليهما السلام يلجآن إليه.
● استقصروا: أي قَصَّروا في البناء، ولم يأخذوا القاعدة الكاملة التي كانت عليها الكعبة في الأصل، فبنوها أصغر من حجمها الأصلي.
ثانياً. شرح الحديث:
تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رغبة صادقة كانت تملأ قلبها، وهي حبها لدخول الكعبة المشرفة والصلاة داخلها، لما في ذلك من فضل عظيم.
فما كان من رسول الله ﷺ، وهو أرحم الخلق وأعلمهم، إلا أن يأخذ بيدها ليُدخلها إلى مكان قريب من تحقق هذه الأمنية الروحية. فأدخلها إلى الحِجْر وهو ذلك الجزء المكشوف على شكل نصف دائرة بجوار الكعبة.
ثم بين لها النبي ﷺ الحكمة من ذلك، فقال لها: «صَلِّي في الحِجْرِ إذا أَرَدْتِ دُخُولَ البَيْتِ». أي أن الصلاة في هذا الحِجْر لها نفس فضل الصلاة داخل الكعبة، أو قريب منه.
ثم شرع ﷺ في بيان السبب، فقال: «فَإِنَّمَا هُوَ قِطْعَةٌ مِنَ البَيْتِ». أي أن هذا الحِجْر في الأصل جزء من الكعبة نفسها، وكان داخل البناء.
لكن لماذا أصبح خارجها؟ أجاب النبي ﷺ: «ولَكِنْ قَوْمُكَ اسْتَقْصَرُوا حِينَ بَنَوُا الكَعْبَةَ فَأَخْرَجُوهُ مِنَ البَيْتِ».
وهذه إشارة إلى الحادثة التاريخية المعروفة، عندما أعادت قريش بناء الكعبة قبل البعثة النبوية، وقد قصرت النفقة الحلال التي جمعوها عن استكمال البناء على قواعد إبراهيم الخليل عليه السلام، فاضطروا إلى تقليص مساحتها وإخراج هذا الجزء (الحِجْر) من البناء، ووضعوا علامة تدل على أنه من الكعبة.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظم منزلة الصلاة في الحِجْر: حيث أن الصلاة فيه كالصلاة داخل الكعبة، لكونه جزءاً أصيلاً منها. وهذا يدل على فضل الصلاة في هذا المكان المبارك.
2- رفق النبي ﷺ وحسن تعليمه: حيث لم يرد طلب عائشة رضي الله عنها مباشرة، بل قادها إلى ما هو أفضل وأقرب إلى مرادها، مع شرح الحكمة خلف ذلك. وهذا نموذج رائع في التربية والتعليم.
3- أهمية النفقة الحلال في الأعمال العظيمة: سبب نقص بناء الكعبة هو أن قريشاً لم تجمع إلا نفقة طيبة حلال، فلم تكفِ لبناء الكعبة على قواعد إبراهيم الأصلية. وهذا درس في أن الله تعالى لا يقبل إلا العمل الطيب النقي من شوائب الحرام.
4- بيان صدق النبي ﷺ: الحديث يذكر حادثة تاريخية (قصرة قريش في البناء) تؤكد صدق نبوته، حيث أخبر عن شيء من الغيب لم يكن يعرفه إلا القليل من قريش.
5- استحباب الصلاة في الأماكن ذات الفضل الخاص: مثل الحِجْر، الذي هو قطعة من البيت الحرام.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
● حجر إسماعيل: يسمى الحِجْر أيضاً بهذا الاسم، لأن بعض الآثار indicate أن إسماعيل عليه السلام ووالدته هاجر دفنا فيه.
● حكم الطواف: يجب على الطائف أن يطوف خارج الحِجْر، لأن الطواف داخل الحِجْر يبطل الطواف، وذلك لأنه من البيت، والطواف يجب أن يكون حول الكعبة لا داخل أجزائها.
● الدعاء في الحِجْر: يستحب الدعاء عند الحِجْر، فقد روي أن النبي ﷺ قال: «اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنَّهُ دَعَاكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ مِثْلَ مَا دَعَاكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، مِثْلَهُ مَعَهُ» (رواه مسلم).
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لزيارة بيته الحرام، والصلاة في حجره المبارك، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الإمام أحمد (٢٤٦١٦).
قال الترمذي: «حسن صحيح». وفيه أمّ علقمة واسمها مرجانة ذكرها ابن حبان في «الثقات» ولم يوثقها غيره، ولذا قال الحافظ: «مقبولة» أي إذا توبعت.
قال الأعظمي: وقد توبعت في إسناد آخر وإن كان فيه انقطاع وهو ما رواه الإمام أحمد (٢٤٣٨٤) عن حسن، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، أنها قالت: يا رسول الله، كلّ أهلك قد دخل البيت غيري؟ . فقال: «أرسلي إلى شيبة فيفتح لكِ الباب» فأرسلتْ إليه. فقال شيبة: ما استطعنا فتحه في جاهلية ولا إسلام بليل. فقال النبيّ ﷺ: «صلّي في الحجر، فإنّ قومك استقصروا عن بناء البيت حين بنوه».
وفيه عطاء بن السائب مختلط، ولكن روى عنه حماد بن سلمة قبل الاختلاط، وسعيد بن جبير لم يسمع من عائشة.
ولكن رواه الطبراني في المعجم الأوسط (٧٠٩٤) عن محمد بن عبد الله بن بكر السراج، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، قال: حدثنا شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله! كلّ نسائك قد دخل البيت غيري؟ ! قال: «فاذهبي إلى ذي قرابتك إلى شيبة، فليفتح لك الباب فادخليه». فأرسلت إليه: أنّ نبي الله قد أذن لي أن يُفتح لي الباب فأدخله. قال: نبي الله أمرك بذاك؟ قلت: نعم. فأخذ المفاتيح، فأتى النبيّ ﷺ، فقال: يا رسول الله، أمرت عائشة أن يُفتح لها الباب؟ قال: «نعم». قال: لا والله ما فتحتُه في جاهلية ولا إسلام بليل قطّ. قال: «فانظر ما كنتَ تصنع فافعله، ولا أفعله (كذا في الأصل، ويبدو أن قوله: «ولا أفعله«خطأ من سبق القلم) قال: «واذهبي أنت يا عائشة فصلي ركعتين في الحجر، فإن طائفةٌ منه من البيت، وإنّ قومك قصرت بهم النفقة فتركوا طائفة من البيت».
فأدخل فيه شعيب بن صفوان»ابن عباس«بين سعيد بن جبير، وبين عائشة.
وشعيب بن صفوان هو الثقفيّ أبو يحيى الكاتب من رجال مسلم إلّا أنه مختلف فيه، فقال الإمام أحمد: لا بأس به، وهو صحيح الحديث، وتكلم فيه ابن معين، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد، ثم لم يعلم هل روى عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه أو بعده إلا أنها متابعة قوية لحديث مرجانة.
والحجر: هو الحائط المستدير إلى جانب الكعبة الغربي، واختلف هل الحجر كله من البيت؟ فالراجح أن بعضه من البيت ومقداره ستة أذرع أو سبعة، وما زاد على ذلك فليس من البيت. انظر: الفتح (٣/ ٤٤٣).
ثم عمل عائشة بعده يقويه أيضًا ففي مصنف عبد الرزاق (٩١٥٥) عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «ما أبالي أفي الحجر صليت، أم في جوف البيت». وإسناده صحيح.
ورواه أيضًا عبد الرزاق (٩١٥٤) عن ابن جريج، قال: حدثني كثير بن أبي كثير، عن أمّ كلثوم بنت عمرو بن أبي عقرب، عن عائشة، أنّها سألته أن يفتح لها الكعبة ليلًا، فأبى عليها -زعموا شيبة
ابن عثمان - فقالت عائشة لأمّ كلثوم: «انطلقي ندخل الكعبة، فدخلت الحجر».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 597 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 572 صلاة الظهر يوم النفر بالحصبة سنة
- 573 من السنة النزول بالأبطح عشية النفر.
- 574 ادَّلج رسول الله ﷺ ليلة النّفر من البطحاء
- 575 إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبِّر على...
- 576 أناخ النبي ﷺ بالبطحاء التي بذي الحليفة فصلى بها
- 577 مناخ النبي ﷺ بذي الحليفة في بطن الوادي
- 578 يقيم المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثًا
- 579 صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه
- 580 فضل الصلاة في المسجد النبوي
- 581 صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما...
- 582 صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد...
- 583 دخول النبي الكعبة والصلاة فيها
- 584 صلى النبي ﷺ في الكعبة ركعتين بين الساريتين.
- 585 دخل النبي الكعبة يوم الفتح وصلى بين العمودين
- 586 صلّى رسول الله ﷺ في البيت وستأتون من ينهاكم عنه
- 587 صلى رسول الله ﷺ في البيت أربع ركعات
- 588 ترك من الخشبة ثلثها عن يمينه وصلى في الثلث الباقي
- 589 مقدار ما بين النبي والقبلة في الصلاة ثلاثة أذرع
- 590 صلى النبي ﷺ في جوف الكعبة
- 591 لم يؤمر بدخول الكعبة وإنما أمرتم بالطواف
- 592 أمر النبي بإزالة الأصنام من الكعبة يوم الفتح
- 593 دخول النبي الكعبة ودعاؤه عند السارية.
- 594 لم يصل النبي في البيت حين دخله
- 595 لم يصل في الكعبة ولكن سجد بين العمودين.
- 596 لم يدخل النبي ﷺ في عمرته.
- 597 صلِّي في الحجر إذا أردتِ دخول البيت
- 598 ادخلي الحجر فإنه من البيت
- 599 لا تُشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد
- 600 من يسلِّم عليَّ ردَّ الله عليَّ روحي حتّى أرُدَّ عليه...
- 601 لا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث...
- 602 ملائكة يبلغون من أمتي السلام
- 603 قبور أصحابنا وقبور إخواننا
- 604 كان النبيّ ﷺ يأتي قباء راكبًا وماشيًا
- 605 من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه
- 606 إذا قضى أحدكم حجّه فليُعجل الرّحلة إلى أهله
- 607 جامع امرأته وهما محرمان فسأل رسول الله
- 608 من نسي من نسكه شيئا أو تركه فليهرق دما
- 609 تمتع رسول الله ﷺ في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج
- 610 تمتع الناس مع رسول الله بالعمرة إلى الحج
- 611 فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ شاة أو بدنة أو بقرة
- 612 نحر رسول الله ثلاثًا وستين بيده
- 613 أهدى رسول الله ﷺ جملًا كان لأبي جهل في رأسه...
- 614 نحر رسول الله ﷺ عن نسائه بقرة في حجته
- 615 ذبح رسول الله ﷺ عن عائشة بقرة يوم النحر.
- 616 إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم
- 617 نحر عن آل محمد في حجة الوداع بقرة واحدة
- 618 ذبح النبي ﷺ بقرة عن نسائه المعتمرات.
- 619 نحرنا مع رسول الله ﷺ البدنة عن سبعة والبقرة عن...
- 620 الاشتراك في الهدي كل سبعة في بدنة
- 621 البقرة عن سبعة
معلومات عن حديث: صلِّي في الحجر إذا أردتِ دخول البيت
📜 حديث: صلِّي في الحجر إذا أردتِ دخول البيت
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلِّي في الحجر إذا أردتِ دخول البيت
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلِّي في الحجر إذا أردتِ دخول البيت
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلِّي في الحجر إذا أردتِ دخول البيت
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








