حديث: إذا قضى أحدكم حجّه فليُعجل الرّحلة إلى أهله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التعجيل في الرّجوع إلى البلد بعد انقضاء مناسك الحجّ

عن عائشة، قالت: إنّ رسول الله ﷺ، قال: «إذا قضى أحدكم حجّه فليُعجل الرّحلة إلى أهله، فإنّه أعظم لأجره».

حسن: رواه الدارقطنيّ (٢٧٩٠)، والحاكم (١/ ٤٧٧) وعنه البيهقيّ (٥/ ٢٥٩) كلّهم من حديث أبي مروان محمد بن عثمان العثماني، ثنا أبو ضمرة الليثيّ، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، قالت: إنّ رسول الله ﷺ، قال: «إذا قضى أحدكم حجّه فليُعجل الرّحلة إلى أهله، فإنّه أعظم لأجره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك من الحجاج المبرورين، المقبولين، المعظّمين لأجورهم.
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: إنّ رسول الله ﷺ قال: «إذا قضى أحدكم حجّه فليُعجل الرّحلة إلى أهله، فإنّه أعظم لأجره».


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


● قضى حجّه: أي أتم مناسك حجه، وفرغ منها، وأدى ما يجب عليه فيها.
● فليعجل الرحلة: "ليعجل" أي يبادر ويسرع. و"الرحلة" هي السفر والعودة.
● إلى أهله: أي إلى بلده وموطنه وعائلته.
● أعظم لأجره: أي أكثر وأكبر لأجره وثوابه.

# 2. شرح الحديث إجمالاً:


يأمر النبي ﷺ الحاج الذي أتم مناسك حجه، وأدى ما عليه من واجبات، أن يبادر ويعود إلى أهله وبلده، ولا يطيل المكث في مكة بعد انتهاء نسكه بغير حاجة ضرورية. ويبين النبي ﷺ الحكمة من هذا الأمر، وهي أن في هذه المعاودة والعودة السريعة زيادةً في الأجر وعلوّاً في الدرجة عند الله تعالى.

# 3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


● استحباب التعجيل بالعودة بعد قضاء المناسك: هذا هو الحكم الأساسي المستفاد من الحديث، حيث إنه أمر نبوي، والأمر يقتضي الندب والاستحباب، لا الوجوب، عند جمهور العلماء. فليس من الواجب على الحاج أن يرحل فوراً، ولكن الأفضل والأكمل لأجره أن يعجل.
● الحكمة من التعجيل:
● إكرام الأهل والشفقة عليهم: فالحاج يكون قد غاب عن أهله فترة، وهم في شوق إليه، فبمجرد قضاء نسكه، يكون من الإحسان والعطف عليهم أن يعود إليهم سريعاً ليطمئن عليهم ويسعدهم.
● البعد عن مواطن الشبهات والرياء: فإطالة الإقامة بعد الحج قد تعرض الإنسان للافتخار بحجه، أو للرياء إذا أكثر من الطواف وغيره أمام الناس، والتعجيل بالعودة إلى الوطن حيث يعمل الصالحات في خفية هو أخلص لله.
● التفرغ للعبادة في الوطن: فالحج رحلة عبادية مؤقتة، والعودة إلى الوطن هي للانطلاق إلى حياة جديدة من الطاعة، وتطبيق ما اكتسبه الحاج من معاني العبادة والخير في مجتمعه وأهله.
● التأسي بالنبي ﷺ: فقد كان النبي ﷺ يعجل بالانصراف بعد قضاء المناسك، كما في حجة الوداع.
● أن الأجر مرتبط على الإتمام والإكمال: فكمال العبادة يكون بإتمامها على الوجه الأفضل، ومن كمال الحج التعجيل بالعودة بعد قضائه، ليكتمل أجر الحاج ويعظم.
● أن الإسلام دين يسر وليس عسر: فلم يأمر النبي ﷺ بالبقاء للتعبد، بل أمر بالعودة إلى الأهل والوطن، مما يدل على مراعاة الجوانب الاجتماعية والنفسية للإنسان.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "آداب الحج".
- يستثنى من هذا الاستحباب من له حاجة مشروعة في البقاء، كطلب علم، أو زيارة المسجد النبوي، أو انتظار رفقة، فلا حرج عليه، ولكن يستحب له أن ينوي عند عودته امتثال أمر النبي ﷺ بالتعجيل ما أمكن.
- ينبغي للحاج أن يحذر من إضاعة الوقت بعد الحج في ما لا فائدة فيه، أو في المعاصي، مما قد ينقص من أجره، فالعودة إلى الوطن حيث يكون أكثر نشاطاً للطاعة هي الأفضل.
- من حكمة الله أن جعل العودة إلى الأهل من مكملات الأجر، ليربط بين العبادة الخالصة له والإحسان إلى خلقه، خاصة الأهل.
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يردنا إلى أوطاننا رداً جميلاً، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدارقطنيّ (٢٧٩٠)، والحاكم (١/ ٤٧٧) وعنه البيهقيّ (٥/ ٢٥٩) كلّهم من حديث أبي مروان محمد بن عثمان العثماني، ثنا أبو ضمرة الليثيّ، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
وهذا وهم منه فإن أبا مروان محمد بن عثمان ليس من رجال الشيخين، وإنما روي له ابن ماجه والنسائي في «الخصائص» غير أنه مختلف فيه، فوثقه أبو حاتم، وصالح جزرة، والذّهبي، إلا أنه
يروي عن أبيه المناكير. وهذا ليس منها فهو حسن الحديث.
وأبو ضمرة الليثي هو أنس بن عياض الليثي، ثقة من رجال الجماعة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 606 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا قضى أحدكم حجّه فليُعجل الرّحلة إلى أهله

  • 📜 حديث: إذا قضى أحدكم حجّه فليُعجل الرّحلة إلى أهله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا قضى أحدكم حجّه فليُعجل الرّحلة إلى أهله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا قضى أحدكم حجّه فليُعجل الرّحلة إلى أهله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا قضى أحدكم حجّه فليُعجل الرّحلة إلى أهله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب