حديث: صلى رسول الله ﷺ في البيت أربع ركعات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصّلاة في الكعبة

عن أبي الشعثاء، قال: خرجتُ حاجًّا فدخلت البيت، فلما كنت عند الساريتين، مضيتُ حتى لزقتُ بالحائط، قال: وجاء ابن عمر حتى قام إلى جنبي، فصلى أربعًا. قال: فلما صلي قلت له: أين صلى رسول الله ﷺ من البيت؟ قال: فقال: ها هنا أخبرني أسامة بن زيد أنه صلى. قال: قلت: فكم صلَّي؟ قال: على هذا أجدني ألوم نفسي أني مكثتُ معه عمرًا، ثم لم أسأله كم صلَّى.
فلما كان العام المقبل، قال: خرجت حاجًّا، قال: فجئت في مقامه، قال: فجاء ابن الزبير حتى قام إلى جنبي، فلم يزل يزاحمني حتى أخرجني منه، ثم صلي فيه أربعًا.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢١٧٨٠)، والبزار في المسند الزخار (٢٥٦٢)، والطّبراني في الكبير (١/ ١٢٨) وصحّحه ابن حبان (٣٢٠٥) كلّهم من حديث أبي معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عمارة، عن أبي الشعثاء، فذكره.

عن أبي الشعثاء، قال: خرجتُ حاجًّا فدخلت البيت، فلما كنت عند الساريتين، مضيتُ حتى لزقتُ بالحائط، قال: وجاء ابن عمر حتى قام إلى جنبي، فصلى أربعًا. قال: فلما صلي قلت له: أين صلى رسول الله ﷺ من البيت؟ قال: فقال: ها هنا أخبرني أسامة بن زيد أنه صلى. قال: قلت: فكم صلَّي؟ قال: على هذا أجدني ألوم نفسي أني مكثتُ معه عمرًا، ثم لم أسأله كم صلَّى.
فلما كان العام المقبل، قال: خرجت حاجًّا، قال: فجئت في مقامه، قال: فجاء ابن الزبير حتى قام إلى جنبي، فلم يزل يزاحمني حتى أخرجني منه، ثم صلي فيه أربعًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه قصة فيها عبر ودروس، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● الساريتين: العمودين، والمقصود عمودا الكعبة المشرفة.
● لزقت بالحائط: أي التصقت بالجدار الداخلي للكعبة.
● يزاحمني: يدفعني ويتعارك معي لأخذ مكاني.


ثانيًا. شرح الحديث:


يروي أبو الشعثاء (وهو تابعي جليل) أنه دخل الكعبة المشرفة لأداء الصلاة فيها أثناء حجه. فالتصق بالجدار الداخلي للبيت الحرام بجوار العمودين. فجاء الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقام بجواره وصلى أربع ركعات.
فسأله أبو الشعثاء: أين صلى رسول الله ﷺ من البيت؟ فأجابه ابن عمر مشيرًا إلى المكان نفسه: ها هنا، وأخبره أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما هو الذي أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ذلك الموضع.
ثم قال أبو الشعثاء معاتبًا نفسه: على هذا أجدني ألوم نفسي أني مكثت معه عمرًا ثم لم أسأله كم صلى، أي أنه ندم لأنه صاحب ابن عمر فترة طويلة ولم يسأله عن عدد الركعات التي صلىها النبي ﷺ في الكعبة.
وفي العام التالي، دخل أبو الشعثاء الكعبة again وتوجه إلى نفس المكان الذي صلى فيه ابن عمر (والذي أخبر أنه موضع صلاة النبي ﷺ). فجاء عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما (وكان أميرًا على مكة آنذاك) وقام بجواره، ثم بدأ يزاحمه حتى أخرجه من ذلك الموضع، ثم صلى فيه أربع ركعات.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرص السلف على متابعة النبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة: فقد سأل أبو الشعثاء عن موضع صلاة النبي ﷺ داخل الكعبة، وابن عمر نقل ذلك عن أسامة بن زيد، مما يدل على حرصهم على الاتباع لا الابتداع.
2- فضل الصلاة في الكعبة: والصلاة داخل الكعبة مشروعة وجائزة، وهي من فضائل الأعمال، وقد صلى فيها النبي ﷺ كما في هذا الحديث وغيره.
3- الندم على فوات الفضائل والعلم: ندم أبو الشعثاء لأنه لم يستفسر من ابن عمر عن عدد ركعات النبي ﷺ في الكعبة مع طول صحبته له، وهذا يدل على أهمية اغتنام فرصة وجود العلماء والسؤال عما ينفع.
4- الغيرة على السنة ومكانتها: تصرف ابن الزبير – رضي الله عنه – بإزاحة أبي الشعثاء قد يُفهم منه غيرته على أن يكون هو الذي يصلي في الموضع الذي صلى فيه النبي ﷺ، خاصةً وهو من كبار الصحابة وأمراء المسلمين. وقد يكون فعله هذا لفضل المكان، أو لكونه رأى نفسه أولى به كإمام للمسلمين.
5- أدب السلف مع بعضهم: مع أن ابن الزبير أزاح أبا الشعثاء، إلا أن القصة سردت بدون غضب أو تبرم، مما يدل على فهمهم لفضل المواضع الشرعية وحرصهم عليها.
6- استحباب الصلاة في الكعبة أربع ركعات: وهذا مذهب جمهور العلماء، وأنه يصلي فيها كما يصلي في غيرها، ولا تختص بركعات معينة.


رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن دخول الكعبة والصلاة فيها كان متاحًا في عصر الصحابة والتابعين.
- فيه توثيق لدقة نقل السنة حتى في أدق الأمور كمواضع الصلاة.
- يؤكد على أهمية ملازمة العلماء والسؤال عما يُشكل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢١٧٨٠)، والبزار في المسند الزخار (٢٥٦٢)، والطّبراني في الكبير (١/ ١٢٨) وصحّحه ابن حبان (٣٢٠٥) كلّهم من حديث أبي معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عمارة، عن أبي الشعثاء، فذكره. واللفظ لأحمد، وذكره غيره مختصرًا. وإسناده صحيح.
وعمارة هو ابن عمير التيميّ الكوفيّ من رجال الجماعة.
وأبو الأشعث اسمه سليم بن الأسد بن حنظلة المحاربيّ الكوفي من رجال الجماعة.
قال ابن حبان: «سمع هذا الخبر ابن عمر عن بلال وأسامة بن زيد؛ لأنهما كانا مع النبيِ ﷺ في الكعبة. فمرّة أدّى الخبر عن بلال، ومرّة أخرى عن أسامة بن زيد، فالطريقان جميعًا محفوظان».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 587 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلى رسول الله ﷺ في البيت أربع ركعات

  • 📜 حديث: صلى رسول الله ﷺ في البيت أربع ركعات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلى رسول الله ﷺ في البيت أربع ركعات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلى رسول الله ﷺ في البيت أربع ركعات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلى رسول الله ﷺ في البيت أربع ركعات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب