حديث: تمتع رسول الله ﷺ في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب الهدي على المتمتّع والقارن، والصّوم لمن لم يجد الهدي ثلاثة أيام في الحجّ وسبعة إذا رجع إلى أهله

عن عبد الله بن عمر، قال: تمتّع رسولُ الله ﷺ في حجّة الوداع بالعمرة إلى الحجّ، وأهدي، فساق معه الهدي من ذي الحليفة، وبدأ رسول الله ﷺ فأهلَّ بالعمرة، ثم أهلَّ بالحجّ. وتمتّع النّاسُ مع رسول الله ﷺ بالعمرة إلى الحجّ، فكان من الناس من أهدى فساق الهدي، ومنهم من لم يُهْدِ. فلمّا قدم رسولُ الله ﷺ مكة. قال للناس: «من كان منكم أهدى، فإنه لا يحلُّ من شيء حرُم منه حتّى يقضي حجَّه. ومن لم يكن منكم أهدى فليطف بالبيت وبالصّفا والمروة، وليقصِّر وليَحْلل، ثم ليُهلّ بالحجِّ ولْيُهد. فمن لم يجد هديًا، فليصُم ثلاثة أيام في الحجّ وسبعة إذا رجع إلى أهله».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٦٩١)، ومسلم في الحج (١٢٣٧) من طريق الليث بن سعد، حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أنّ عبد الله بن عمر قال (فذكره).

عن عبد الله بن عمر، قال: تمتّع رسولُ الله ﷺ في حجّة الوداع بالعمرة إلى الحجّ، وأهدي، فساق معه الهدي من ذي الحليفة، وبدأ رسول الله ﷺ فأهلَّ بالعمرة، ثم أهلَّ بالحجّ. وتمتّع النّاسُ مع رسول الله ﷺ بالعمرة إلى الحجّ، فكان من الناس من أهدى فساق الهدي، ومنهم من لم يُهْدِ. فلمّا قدم رسولُ الله ﷺ مكة. قال للناس: «من كان منكم أهدى، فإنه لا يحلُّ من شيء حرُم منه حتّى يقضي حجَّه. ومن لم يكن منكم أهدى فليطف بالبيت وبالصّفا والمروة، وليقصِّر وليَحْلل، ثم ليُهلّ بالحجِّ ولْيُهد. فمن لم يجد هديًا، فليصُم ثلاثة أيام في الحجّ وسبعة إذا رجع إلى أهله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

أولاً. شرح المفردات:


● تمتع: أي أدى العمرة في أشهر الحج ثم حل منها وأقام حلالاً إلى أن أحرم بالحج.
● حجة الوداع: هي الحجة التي حجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة، وكانت آخر حجاته.
● أهدى: ساق الهدي (من الإبل أو البقر أو الغنم) ليذبحه في الحرم.
● ساق معه الهدي: أي أخذه معه من ذي الحليفة (ميقات أهل المدينة).
● أهل بالعمرة: أي نوى وأطلق التلبية للعمرة.
● أهل بالحج: أي أحرم بالحج بعد الفراغ من العمرة.
● ليقصّر: أي يقصّر من شعره عند التحلل.
● ليحلل: يتحلل من إحرامه بحلق الشعر أو تقصيره.
● ليهل بالحج: أي يدخل في نسك الحج بالإحرام والتلبية.
● ليُهد: أي يسوق الهدي معه إن استطاع.


ثانياً. شرح الحديث:


يصف لنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ما حدث في حجة الوداع، حيث جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين العمرة والحج في سفر واحد بنسك واحد، وهو ما يسمى "التمتع".
1- فعل النبي صلى الله عليه وسلم: أحرم النبي صلى الله عليه وسلم من ميقات ذي الحليفة قاصداً العمرة أولاً في أشهر الحج (قائلاً: "لبيك عمرة")، وكان قد ساق الهدي معه (أخذ معه أضحية ليذبحها في مكة). فلما وصل مكة، طاف وسعى للعمرة، ولكنه لم يحلق أو يقصر لأنه كان قارناً (أي جمع بين الحج والعمرة وساق الهدي)، فبقى على إحرامه.
2- فعل الصحابة: تبع الناسُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في هذا النسك (التمتع)، فمنهم من ساق الهدي مثله (فصار قارناً)، ومنهم من لم يسقِ الهدي (فصار متمتعاً بحق).
3- توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عند الوصول إلى مكة: لاحظ النبي صلى الله عليه وسلم أن وضع الناس اختلف، فوجه كل فريق بما يلزمه:
* لمن ساق الهدي (القارن): قال لهم: "إنه لا يحل من شيء حرم منه حتى يقضي حجه". أي أنهم يبقون على إحرامهم ولا يتحللون حتى ينتهوا من جميع مناسك الحج (الوقوف بعرفة، الطواف، السعي... إلخ) ويذبحوا هديهم.
* لمن لم يسق الهدي (المتمتع): أمرهم أن يتحللوا من عمرتهم أولاً بأن يطوفوا ويسعوا ثم يقصروا من شعرهم ويحلوا من إحرامهم تماماً، فيقيموا في مكة حلالاً إلى يوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) فيُحرموا للحج من مكة. وأمر من استطاع منهم أن يهدي (يسوق هدياً) عند إحرامه للحج تكملةً لنُسكه.
4- البديل عن الهدي للعاجز: من لم يستطع أن يجد هدياً أو يشتريه بسبب الفقر أو غلاء السعر، فالمخرج له أن يصوم ثلاثة أيام في أيام الحج (يفضل قبل يوم عرفة) وسبعة أيام عندما يعود إلى بلده، ليتمم بها عشرة أيام.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التيسير على الأمة: في هذا الحديث بيانٌ واضح لسماحة الإسلام ويسره، حيث شرع الله أنواعاً متعددة من النسك (تمتع، قران، إفراد) تيسيراً على الناس حسب استطاعتهم.
2- التفقه في الدين: وجوب سؤال أهل العلم والعلماء عند الاشتباه وعدم الوضوح في أمور الدين، كما فعل الصحابة عندما اختلفت أحوالهم فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم.
3- مراعاة أحوال الناس: النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرض على الجميع نسكاً واحداً، بل وجه كل شخص حسب حاله وقدرته المالية (وجود الهدي أو عدمه)، مما يدل على مراعاة الظروف المختلفة للمسلمين.
4- التدرج في التشريع: بيان كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه عملياً على مناسك الحج، ويصحح لهم أخطاءهم برفق وحكمة.
5- فضل الهدي وسنيته: حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم من لم يسق الهدي مع العمرة أن يسوقه مع الحج إن استطاع، مما يدل على فضل التقرب إلى الله به.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


* أقسام النسك ثلاثة:
1- التمتع: أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ويحل منها، ثم يحرم بالحج في نفس العام.
2- القران: أن يحرم بالعمرة والحج معاً من الميقات، أو يحرم بالعمرة أولاً ثم يدخل الحج عليها قبل أن يبدأ في طوافها.
3- الإفراد: أن يحرم بالحج فقط من الميقات.
* الحكمة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التحلل لمن ساق الهدي هي أن سوق الهدي يلزم صاحبه بالبقاء على إحرامه حتى يذبحه في مناسك الحج، فكأن الهدي رهن بإحرامه.
* صيام الثلاثة الأيام يجوز في أيام الحج (أي في الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة)، والأفضل أن تكون قبل يوم عرفة (كاليوم السابع والثامن
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٦٩١)، ومسلم في الحج (١٢٣٧) من طريق الليث بن سعد، حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أنّ عبد الله بن عمر قال (فذكره).
وقوله تعالى: ﴿ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ﴾ جمهور المفسرين أنه يصومها قبل التروية، ويوم التروية وآخرها يوم عرفة، وإذا فاته صيامها صامها أيام التشريق اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر.
وذهب ابن جرير إلى أن له أن يصومها من أول إحرامه بالحج بعد قضاء عمرته إلى انقضاء أيام التشريق سوى يوم النحر فإنه غير جائز له صومه.
وقوله تعالى: هم أهل الحرم، ومن بينه وبين مكة دون مسافة القصر. نصَّ عليه الإمام أحمد.
وقال مالك: هم أهل مكة.
فليس على المكي دمُ تمتع وإنْ كان تمتع بالعمرة إلى الحج فإن تمتعه صحيح إلا ليس عليه دم
متعة لأن المتعة له لا عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 609 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تمتع رسول الله ﷺ في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج

  • 📜 حديث: تمتع رسول الله ﷺ في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تمتع رسول الله ﷺ في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تمتع رسول الله ﷺ في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تمتع رسول الله ﷺ في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب