حديث: جامع امرأته وهما محرمان فسأل رسول الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أفسد حجَّه بالجماع

رُوي عن يزيد بن نُعيم، أو زيد بن نُعيم -شك أبو توبة- أن رجلًا من جذام جامع امرأتَه وهما محرمان، فسأل الرجلُ رسولَ الله ﷺ فقال لهما: «اقضا نسككما، واهديا هدْيًا، ثمّ ارجِعا حتى إذا كنتم بالمكان الذي أصبتُما فيه ما أصبتُما فتفرقا، ولا يرى واحدٌ منكما صاحبَه، وعليكما حجةٌ أخرى فتقبلان حتى إذا كنتما بالمكان الذي أصبتما ما أصبتما فيه فأحرما وأتما نسُككما، واهدِيا».

ضعيف: رواه أبو داود في مراسيله (١٣٢) عن أبي توبة، حدثنا معاوية -يعني ابنَ سلام- عن يحيى، أخبرني يزيد بن نُعيم أو زيد بن نُعيم -شك أبو توبة-، قال: فذكره.

رُوي عن يزيد بن نُعيم، أو زيد بن نُعيم -شك أبو توبة- أن رجلًا من جذام جامع امرأتَه وهما محرمان، فسأل الرجلُ رسولَ الله ﷺ فقال لهما: «اقضا نسككما، واهديا هدْيًا، ثمّ ارجِعا حتى إذا كنتم بالمكان الذي أصبتُما فيه ما أصبتُما فتفرقا، ولا يرى واحدٌ منكما صاحبَه، وعليكما حجةٌ أخرى فتقبلان حتى إذا كنتما بالمكان الذي أصبتما ما أصبتما فيه فأحرما وأتما نسُككما، واهدِيا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والدارقطني وغيرهم، عن يزيد بن نُعيم أو زيد بن نُعيم (وهذا الشك من الراوي أبي توبة)، وفيه أن رجلاً من قبيلة جذام واقع زوجته وهما محرمان في الحج أو العمرة، فسألا النبي ﷺ عن حكم ذلك.

شرح المفردات:


● جَذَام: اسم قبيلة عربية.
● جَامَعَ: أي واقعها جماعًا.
● مُحْرِمَان: أي في إحرام الحج أو العمرة.
● اقْضَا نُسُكَكُمَا: أي أتمما مناسك حجكما.
● اهْدِيَا هَدْيًا: أي اذبحا شاة أو بقرة أو بدنة كفارة.
● تَفَرَّقَا: أي افترقا عن بعضهما ولا يجتمعا في مكان واحد.
● عَلَيْكُمَا حَجَّةٌ أُخْرَى: أي يجب عليكما حج آخر.
● أَحْرِمَا: أي ادخلا في الإحرام للحج أو العمرة.
● أَتْمَا نُسُكَكُمَا: أي أكملا مناسك الحج.

شرح الحديث:


1- الوقوع في المحظور: الرجل وقع في جماع زوجته أثناء الإحرام، وهو من محظورات الإحرام الكبيرة التي فيها كفارة عظيمة.
2- سؤال النبي ﷺ: لم يخفِ الرجل ذنبه، بل جاء إلى النبي ﷺ مستفتيًا طالبًا للهدى، وهذا من علامة الإيمان.
3- الحكم الشرعي: أمرهما النبي ﷺ بما يلي:
● إتمام النسك: أن يكملا حجهما ولا يبطله هذا الجماع.
● الهدي: أن يذبحا هدياً (شاة أو ما يعادلها) ككفارة عن الجماع.
● الافتراق: أن يفترقا ولا يجتمعا حتى ينهيا حجهما؛ لأن استمرار الجماع يفسد الحج.
● حجة أخرى: أن يحجا مرة أخرى في عام قادم أو ما بعده؛ لأن حجهما الأول ناقص بسبب الجماع.
● الإحرام من الميقات: أن يحرمًا من الميقات عندما يعودان للحج مرة أخرى.

الدروس المستفادة:


1- عظم جماع المحرم: أنه من كبائر الذنوب التي توجب الكفارة والحج مرة أخرى.
2- فضل الصدق والاستفتاء: أن المسلم إذا أذنب يجب أن يصدق في سؤال العلماء ولا يخفي ذنبه.
3- رحمة الإسلام: أن الشرع لم يطلب منهما أن يفسدا حجهما، بل أمرهما بإتمامه مع الكفارة.
4- التدرج في العلاج: أن النبي ﷺ لم يتركهما حائرين، بل بين لهما الخطوات بدقة.
5- أهمية النية والإخلاص: أن الحج يجب أن يكون خالصًا لله، وإذا شابه ما يفسده وجبت إعادته.

أحكام فقهية متعلقة:


- جماع المحرم في الحج يفسد النسك، لكن يجب إتمامه مع الهدي وإعادة الحج مرة أخرى.
- الكفارة في جماع المحرم هي ذبح هدي (شاة أو بقرة أو بدنة).
- إذا كان الجماع قبل الوقوف بعرفة فسد الحج، وإذا كان بعده فالحج صحيح لكنه مع الإثم والكفارة.

خاتمة:


هذا الحديث يدل على عظم حرمة الإحرام، وعلى رحمة الله بعباده حيث جعل لهم مخرجًا من الذنوب بالكفارات، وعلى وجوب الصدق في طلب العلم والاستفتاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود في مراسيله (١٣٢) عن أبي توبة، حدثنا معاوية -يعني ابنَ سلام- عن يحيى، أخبرني يزيد بن نُعيم أو زيد بن نُعيم -شك أبو توبة-، قال: فذكره.
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (٢/ ١٦٦، ١٦٧) وقال: «هذا منقطع، وهو يزيد بن نُعيم الأسلمي بلا شك».
قال الأعظمي: وهو الذي رجحه غير واحد من الأئمة، ويزيد بن نُعيم، ثقة كما قال ابن القطان، وزيد ابن نعيم مجهول، إلا أن ابن القطان شك عمن هو؟ وقال: «هذا حديث لا يَصح». انظر: نصب الراية (٣/ ١٢٥).
وهذا الحديث رُوي أيضًا عن ابن المسيب مرسلًا، إلا أن فيه ابنَ لهيعة، وفيه كلام معروف.
وقال البيهقي: «وقد روي ما في حديثه، أو أكثره عن جماعة من أصحاب النبي ﷺ»، ثم رَوي عن مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأبا هريرة، سئلوا عن رجلٍ أصاب أهلَه وهو محرمٌ بالحج، فقالوا: ينفذان لوجههما حتى يقضيا حجهما، ثم عليهما الحج من قابل، والهدي.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «فإذا أهلا بالحج عامَ قابلٍ تفرقا حتى يقضيا حجهما» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 607 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جامع امرأته وهما محرمان فسأل رسول الله

  • 📜 حديث: جامع امرأته وهما محرمان فسأل رسول الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جامع امرأته وهما محرمان فسأل رسول الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جامع امرأته وهما محرمان فسأل رسول الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جامع امرأته وهما محرمان فسأل رسول الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب